مذيعة تعتذر عن رقم صادم لضحايا سجن إيفين.. ماذا تخفي طهران؟
اعتذرت مذيعة قناة رسمية إيرانية بعد ذكر رقم صادم بشأن ضحايا سجن إيفين، ما فتح أبوابا للشكوك بشأن إخفاء معلومات بشأن ما جرى.
وظهرت مقدمة النشرة الإخبارية المسائية عبر القناة الأولى للتلفزيون الإيراني، مساء اليوم الأحد، لتورد أرقاما صادمة عن عدد ضحايا حادثة سجن إيفين شمال طهران التي وقعت الليلة الماضية.
وقالت المذيعة إن "عدد الضحايا في حادثة سجن إيفين بلغ 40 قتيلاً و61 جريحاً بينهم إصابات خطيرة"، لتضطر بعد ذلك إلى تقديم اعتذار عن تلك الأرقام وتقول إنها "وقعت في خطأ غير مقصود".
والأرقام الصادرة ليست دقيقة في ظل طبيعة المعلومات التي توردها السلطات الإيرانية عن الحادثة الكبيرة التي وقعت في أكبر السجون بالبلاد، والذي يضم المئات من المعتقلين السياسيين والناشطين والصحفيين،ويخضع لحراسة أمنية مشددة من قبل الحرس الثوري.
ونقلت قناة "در تي في" الإيرانية المعارضة عن مصادر مطلعة قولها إن عدد ضحايا حادثة سجن إيفين بلغ 15 قتيلاً و130 جريحاً بينهم نحو 55 في حالة خطرة.
فيما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية بي بي سي، الأحد، بأن الأرقام التي أعلنت عنها السلطات القضائية بمقتل 4 أشخاص وإصابة 61 بجروح في حادثة سجن إيفين ليست دقيقة وأن الأرقام أعلى بكثير.
ونقل عدد من المعتقلين السياسيين من إيفين إلى سجن رجائي شهر.
وتتواصل المخاوف بشأن حالة سجناء سجن إيفين بعد حريق يوم السبت، وأفاد مصطفى نيلي المحامي في تغريدة عن حالة عدد من المعتقلين السياسيين في العنبر 8 في إيفين الذين تم نقلهم إلى سجن رجائي شهر جنوب طهران.
وقد أعلن هذا المحامي أيضًا أن 12 من سجناء هذا الجناح يتم نقلهم إلى المستشفى.
كما أعلنت الناشطة المدنية أتينا دائمي في تغريدة على تويتر عن نقل 45 سجينًا إلى مكان مجهول وكتبت: "قال أسرى عنبر 8 في إيفين إنهم لا ماء ولا غاز ولا خبز!" وتم نقل 45 من السجناء إلى مكان مجهول، وأعيد 14 من الجرحى إلى السجن دون علاج".
وفي غضون ذلك، أعلن أحد أعضاء لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الإيراني عن التحقيق في حادثة الحريق في سجن إيفين في اجتماع لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان.
وبعد الحريق وصوت إطلاق النار في سجن إيفين، لا توجد صورة واضحة لما حدث، ويقال إن عددًا من الذين قُبض عليهم في الاحتجاجات التي عمت البلاد في الأسابيع الأربعة الماضية سُجنوا في إيفين.
ردود الفعل الدولية
ووفي أحدث رد فعل على هذه الأحداث، كتب جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في تغريدة على تويتر أن "السلطات الإيرانية مسؤولة عن حياة جميع السجناء، بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان والمواطنون المسجونون من الاتحاد الأوروبي".
وأضاف بوريل "لقد شاركت قلقي العميق بهذا الأمر مع حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني"، مطالباً بأقصى قدر من الشفافية حول حالة إيفين بعد الحريق وإطلاق النار ليلة السبت.
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الأحد، أنها تتابع أنباء سجن إيفين، "حيث يتم سجن 5 مواطنين فرنسيين بتهم باطلة".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان مكرراً طلب الإفراج الفوري عن مواطني هذا البلد: "فرنسا مرة أخرى تذكر السلطات الإيرانية بأنها مسؤولة عن سلامة وصحة مواطنيها المسجونين في إيران".
وكان الأمين العام لمنظمة العفو الدولية قد طلب في وقت سابق من المجتمع الدولي عقد اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان للتحقيق في ما حدث في إيفين.
وقالت أغنيس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، في تغريدة على تويتر إن "على المجتمع الدولي أن يدعو لعقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حتى يمكن إنشاء آلية للتحقيق والرد على الحكومة الإيرانية والسلطات الدينية بشأن الجرائم".
وفي أحدث رد فعل على هذا الحريق والأحداث التي وقعت في سجن إيفين، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الحكومة الإيرانية بالمسؤولية عن إنقاذ حياة السجناء.
وقالت في تغريدة لها عبر "تويتر" إن "الحكومة الإيرانية مسؤولة عن أرواح كل المعتقلين هناك بما في ذلك العديد من المعتقلين السياسيين والمتظاهرين".
وفي الأسابيع الماضية، دعمت بوربوك الاحتجاجات في إيران مرارًا وتكرارًا وطالبت الحكومة الإيرانية بالتوقف عن قمع الشعب.
aXA6IDk4Ljg0LjE4LjUyIA==
جزيرة ام اند امز