"عيادات المطابخ".. أطباء يكافحون سرا لإنقاذ محتجين بإيران
مع حلول الليل في إيران، تتحول منازل الأطباء المكدسة بالمحتجين الجرحى والمطابخ إلى عيادات لإجراء عمليات جراحية دقيقة.
وقال أحد الأطباء لصحيفة "التايمز" البريطانية، طالبا عدم الكشف عن هويته: "أخرجت تسع رصاصات من فتى عمره 18 عاما".
ومع سيطرة النظام في طهران على الإنترنت، أصبحت مقابلة الصحفيين الأجانب أكثر خطورة منذ بدء الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني (22 عاما) بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
ومع استخدام الدولة للعنف لقمع تلك المظاهرات، لا يكون أمام هؤلاء المحتجين سوى خيارات ضئيلة لتلقي العلاج، خاصة في ظل خروج تقارير عن سيارات إسعاف تنقل الجرحى إلى مراكز الشرطة، وليس المستشفيات.
ووفق الصحيفة، يتم إلقاء القبض على الأطباء إذا تم الإمساك بهم أثناء تقديم العلاج للمتظاهرين، فيما يدون ضباط الاستخبارات ملاحظات عن المتظاهرين الجرحى الذين يذهبون إلى المستشفيات، ويعتقلونهم لاحقا.
ونتيجة لذلك، ينهي العديد من الأطباء دوامهم بالمستشفى ثم يعالجون المحتجين في منازلهم بعد حلول الظلام.
وقال الطبيب الذي عالج الفتى ذي الـ18 عاما، إن البنادق هي السلاح الأكثر استخداما في الإصابات، وبعض الجروح تكون عميقة للغاية، مما يوضح أنها أطلقت من مسافة قريبة.
وأضاف: "تستخدم البنادق بأسوأ طريقة ممكنة على أيدي ضباط الشرطة والقوات في ملابس مدنية. كما لو أنهم غير مدربين أو عازمين على زيادة عدد الضحايا... أحيانا يطلقون النار بلا هدف على الحشود".
وقال سكايلر طومسون، أحد نشطاء حقوق الإنسان في إيران، وهي منظمة مقرها أمريكا: "يتزايد عدد القتلى يوما بعد يوم. لا يٌقبل تحت أي حال من الأحوال، الاستخدام المميت للقوة ضد المحتجين المدنيين".
وتابع "مقاطع الفيديو التي نراها من إيران – تبدو وكأنه موسم صيد.. هؤلاء المسؤولون ليس لديهم اعتبار لحياة البشر."
ويكافح بعض الأطباء لعلاج الإصابات الخطيرة في منازلهم، إذ يرفض العديد من الشباب الذهاب إلى المستشفى حيث قد يؤدي ذلك إلى الزج بهم في السجن.
وقال طبيب: "تلقيت اتصالا عن شخص يعاني نزيفا حادا بسبب رصاصة أصابت الأعضاء الحيوية. أخبرتهم أن ينقلوه إلى المستشفى. حتى وإن اعتقل يجب أن يحظى بفرصة للعيش".
وبدأت الاحتجاجات، التي دخلت أسبوعها الخامس، بنسوة يحرقن الحجاب علانية ويقمن بقص شعورهن، لكنها تحولت إلى مظاهرات جماهيرية في البلدات والمدن والجامعات على مستوى البلد.
فيما يتهم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، خصوم إيران بإثارة "الشغب".
وقال طبيب طوارئ في وسط طهران لـ"التايمز" إن معظم المحتجين المصابين لم يجرؤوا على دخول المستشفيات العامة، أما الخاصة فتخضع لمراقبة أقل من ضباط الاستخبارات، وبعض من يمكنهم تحمل التكلفة من المصابين، كانوا يقدمون على المخاطرة باللجوء إليها.
وحتى في هذه المستشفيات الخاصة، مع ذلك، يشتبه الأطباء في أن ملاك المستشفى يتعرضون للضغط للتواطؤ مع النظام.
وكان القمع أكثر وحشية في مناطق الأكراد، حيث بدأت الاحتجاجات على وفاة أميني، وفق صحيفة التايمز.
aXA6IDMuMTQ1LjQ3LjE5MyA= جزيرة ام اند امز