مصدر عشائري لـ"العين الإخبارية": إيران تشرف على عمليات داعش بالموصل
الشيخ مزاحم الحويت يؤكد أن العمليات الإرهابية فتحت الطريق مجددا لانتشار المليشيات على الحدود العراقية السورية.
تحركات مكثفة لإرهابيي تنظيم داعش في غرب وجنوب الموصل، وسلسلة انفجارات وهجمات مسلحة تستهدف القرى الواقعة في أطرافها، مشهد بات يخيم على المدينة التي أعلن تحريرها في ١٠ يوليو/ تموز من عام ٢٠١٧، وسط اتهامات بضلوع المخابرات الإيرانية في التخطيط للعمليات، بحسب مصدر عشائري.
- العراق.. العثور على جثث عناصر أمنية خطفهم "داعش"
- الأمن العراقي يوقف إرهابيين على صلة باحتجاز 6 من عناصره
ورغم تأكيدات الحكومة العراقية السابقة برئاسة حيدر العبادي بإبعاد المليشيات عن معارك تحرير الموصل وإدارتها بعد التحرير، إلا أن المليشيات الإيرانية فرضت سيطرتها الكاملة على الملف الأمني للموصل وأطرافها، بعد تحريرها من داعش من قبل القوات الأمنية العراقية بإسناد جوي من التحالف الدولي، العام الماضي.
وكشف الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، لـ"العين الإخبارية" عن أن "المخابرات الإيرانية هي التي تخطط لهذه العمليات الإرهابية في الموصل".
وأوضح أن "ضباط المخابرات الإيرانية ومليشيا فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في الموصل، هم الذين يخططون لتنفيذ العمليات الإرهابية داخل المدينة وفي أطرافها، بالتنسيق مع إرهابيي داعش الذين ينفذون هذه العمليات، بهدف زعزعة الوضع الأمني في المدينة وإثارة الفتنة الطائفية فيها".
وأضاف الحويت أن قيادة عمليات نينوى لا تستطيع السيطرة على الوضع الأمني في المحافظة؛ بسبب وجود المليشيات الإيرانية وعناصر مليشيا فيلق القدس، التي تمارس أبشع الانتهاكات بحق أبناءها.
وأشار إلى أن "هذه المليشيات تحتل الموصل مثلما احتلها داعش، وتفرض إتاوات على تجارها".
ويقول صاحب مطعم أبوليلى الذي تعرض مطعمه لانفجار بسيارة مفخخة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إنه أحد التجار الذين طلبت منهم المليشيات تقديم وجبات طعام لأكثر من ١٠٠ عنصر من عناصرها مجانا يوميا، لكنه رفض، فوضعوا سيارة مفخخة قرب مطعمه وفجروها".
وبين أن "مليشيا كتائب سيد الشهداء هي التي تفرض الإتاوات وتهدد التجار، إضافة إلى المليشيات الأخرى".
وتابع الحويت أن "العمليات الإرهابية فتحت الطريق مجددا لانتشار المليشيات على الحدود العراقية السورية والعودة إلى مواقعها التي انسحبت منها خلال الأشهر الماضية، وكذلك زدات من وجودها داخل الموصل، مؤكدا أن "هذه المليشيات تعيق عودة الحياة والاستقرار إلى المدينة".
وتشهد الموصل من نهاية الشهر الماضية ازديادا ملحوظا في أعداد الهجمات الإرهابية التي تؤكد القوات الأمنية أن خلايا داعش تقف وراءها، بينما تعيش المدينة أوضاعا إنسانية صعبة خصوصا جانبها الأيمن؛ بسبب الدمار الذي خلفه الحرب والنقص الحاد في الخدمات الرئيسية وانعدام فرص العمل وانتشار الفقر.
واعتبر سعيد مموزيني، الخبير السياسي المختص بالشأن الموصلي، الأوضاع الأمنية في الموصل سيئة جدا، وأكد لـ"العين الإخبارية" أن "أكثر من ٣٠٠ مسلح من داعش دخلوا إلى الموصل خلال الأسابيع الماضية قادمين من سوريا".
وأضاف أن "التنظيم يعمل على تنشيط خلاياه النائمة وتفعيلها، وإذا لم تخطو الحكومة العراقية خطوات جدية وحقيقية لحل مشاكل الموصل، فالوضع سيكون أسوأ مما هو عليه اليوم"، محذرا الحكومة العراقية الجديدة من تكرار أخطاء الحكومة السابقة التي لم تُولِ أي اهتمام بالموصل، وتركتها مدمرة دون أن تقدم لها الدعم والخدمات.
وأكد مموزيني أنه لا يستبعد أن يكثف التنظيم الإرهابي من هجماته وتحركاته في المستقبل القريب، خاصة بعد أن استعاد التنظيم صفوفه، موضحا أن "داعش ما زال يمتلك مقرات في ناحية القيارة جنوب الموصل، وقضاء الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين المحاذية للموصل، ويتحرك مسلحوه بشكل علني في القرى والمناطق التابعة لهاتين المدينتين، إضافة إلى أن وجود مليشيا الحشد الشعبي له تأثير سلبي على تأزم الأوضاع داخل الموصل وخارجها".
ووصف المحلل السياسي عبدالكريم الكيلاني، ما يحدث في الموصل بالمؤشر السلبي والمخيف، وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية": إن "ما سمعناه من تصريحات عن انتهاء داعش في العراق ثبت بطلانه وعدم مصداقيته بدليل هذه العمليات التي نسمع عنها بين الحين والآخر في جنوب وغرب المدينة، حيث اغتيال مسؤولي عدد من القرى والتفجير الأخير في القيارة ومؤخرا التفجيرات التي حصلت في الموصل".
وأكد الكيلاني أن "القوات الموجودة في نينوى لا تخضع لقيادة موحدة، ما يتسبب في حالة من الفوضى لأنها لا تلتزم بأوامر القيادة العليا كما هو مطلوب منها"، موضحا: "الحشود لها مراجعها الخاصة والجيش كذلك، أما الشرطة المحلية فهي غير قادرة على ضبط الأمن على الأرض لقلة أعدادها".
وأشار الكيلاني إلى مخاوف حقيقية من عودة الإرهاب بحلة جديدة إلى المدينة، وبدء موجة نزوح جديدة بسبب هذه الإخفاقات الأمنية، داعيا الحكومة العراقية إلى إنهاء هذه المخاوف ومعالجة المشاكل بحكمة ومهنية وبإجراءات سريعة.
ويشبه مراقبون موصليون المشاكل وتدهور الوضع الأمني الذي بات يلوح في أفق مدينتهم مجددا، بالأحداث التي شهدتها الموصل قبل أن يسيطر عليها داعش في ١٠ يونيو/حزيران من عام ٢٠١٤.
وبحسب إحصائيات القوات الأمنية العراقية، فقد شهدت المدينة خلال الأسابيع الماضية أكثر من 10 هجمات، 3 منها كانت بسيارات مفخخة، اثنتان منها استهدفتا وسط الموصل، أما الثالث فاستهدف سوق ناحية القيارة، أما الهجمات الأخرى فتنوعت بين عمليات خطف وهجمات نفذها مسلحون من التنظيم ضد المدنيين وجنود عراقيين في غرب المدينة وجنوبها، وقتل خلال هذه الهجمات جميعها نحو ٤٠ شخصا غالبيتهم من المدنيين، وأصيب نحو ٨٠ آخرين.
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز