كردستان العراق يطلب دعم المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب
إقليم كردستان العراق يطالب المجتمع الدولي بدعمه ماديا وتقنيا لإجراء بحوث حول تشخيص الأسباب الرئيسية وراء التطرف والإرهاب.
دعت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان العراق، إلى تكثيف الجهود بين كردستان والمجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف، مؤكدة أنها أحبطت محاولات الإرهابيين الرامية إلى إنشاء كيان لهم في الإقليم.
وقال كريم سنجاري، وزير الداخلية، في إقليم كردستان العراق، خلال كلمته في مؤتمر "السلام من خلال الاعتدال الدولي" المنعقد، الأربعاء بمدينة أربيل، إن: "كردستان أصبحت هدفاً للإرهابيين الذين هاجموها بهدف إنشاء كيان يحتضنهم"، مضيفاً أن قوات البيشمركة والآسايش (الأمن الكردي)، وبالتعاون مع مواطني الإقليم، صمدوا في وجه تلك الهجمات ورفضوا الفكر المتطرف والعنف.
ودعا سنجاري إلى تكثيف الجهود والتنسيق بين كردستان والمجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب، موضحاً أن الإقليم يبذل جهوده ومساعيه في هذا المجال، ولكن مؤسساته ومجتمعه المدني يفتقدان الدعم والموارد اللازمة.
وأظهرت إحصاءات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها داخل حكومة الإقليم، أن ٥٠٠ شاب كردي انتموا لداعش خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى مقتل أغلبهم أثناء المعارك، بينما ألقت القوات الأمنية القبض على البقية.
وحدد كريم سنجاري المجالات التي تتطلب دعما لمكافحة الإرهاب في كردستان قائلاً: "نحتاج المساعدات التقنية والمالية لإجراء بحوث حول تشخيص الأسباب الرئيسية الكامنة وراء التطرف والعنف، وأساليب التصدي الفعال لهذه التهديدات".
وأردف: "يلزمنا أيضاً توفير تكنولوجيا معلومات متطورة لقوات الأمن، تضمن حماية وسلامة جميع المواطنين في الإقليم، إلى جانب تطوير وتوسيع السجون وفق المعايير الدولية، واستحداث برامج توعوية وتربوية لمواجهة الفكر المتشدد والإرهاب".
وأوضح وزير داخلية إقليم كردستان العراق: "نحتاج أيضا إلى تنظيم دورات تدريب خاصة لقوات الآسايش والداخلية والعاملين في السجون حول طرق التعامل مع الإرهاب والحد منه وإعادة تأهيل الشباب المتورط فيه، فضلاً عن تعزيز الجانب المادي في مجال التصدي للتطرف لدى الكوادر التربوية وخطباء المساجد، والأجهزة التعليمية والاجتماعية".
وفي غضون ذلك، كشفت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في إحصائيتها الشهرية عن عدد ضحايا أعمال العنف في بلاد الرافدين، إذ قُتِل ٦٩ مدنياً وأصيب ١٠٥ آخرون جراء الإرهاب والعنف والنزاع المسلح، شهر أكتوبر الماضي.
وخاض إقليم كردستان على مدى 3 أعوام متتالية منذ عام ٢٠١٤ حتى ٢٠١٧ معارك ضارية ضد مسلحي داعش في محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالي، وتمكنت قوات البيشمركة وسائر القوات الأمنية الكردية من إيقاف تقدم مسلحي التنظيم باتجاه الإقليم عام ٢٠١٤.
وشنت هجمات معاكسة بإسناد جوي من التحالف الدولي، ما مكنها من تحرير مساحات واسعة من الأراضي التي احتلتها داعش، ومهدت الطريق أمام القوات العراقية لتحرير الموصل وبقية المدن.