مواقع نووية سرية وتهديدات تعمق أزمة إيران وتفضح نواياها
وزير الاستخبارات الإيراني يزور مواقع نووية سرية ويهدد بتخصيب بلاده اليورانيوم مجددا.
أعلنت وسائل إعلام إيرانية، الإثنين، أن محمود علوي، وزير الاستخبارات الإيراني، زار موقع محطة "فوردو" النووية الواقعة تحت الأرض جنوبي طهران، حيث تجرى أنشطة المحطة بقدر عالٍ من السرية والغموض.
حيث هدد علوي بمعاودة طهران رفع معدل تخصيب اليورانيوم بكثافة تصل إلى 20 % حال انسحاب جميع الدول الأوروبية من الاتفاق النووي المبرم قبل 3 سنوات.
وحذر علوي، بحسب وكالة أنباء "تسنيم" المقربة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، أن طهران ستصل بأنشطتها النووية إلى ما وصفها بـ"نقاط أكثر حساسية"، حال تباطؤ أو انسحاب الدول المتواجدة بالاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن.
وزعم الوزير الإيراني أن خبراء بلاده قادرون خلال مدة قصيرة على قطع أميال أكثر من تلك التي حققتها بلاده في تخصيب اليورانيوم قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015.
وفي إشارة إلى سعي طهران إلى ابتزاز الدول الأوروبية التي ما زالت طرفاً في الاتفاق للحصول على ضمانات، لا سيما مع اقتراب موعد توقيع العقوبات الأمريكية الجديدة ضد النظام الإيراني، بسبب استمرار السياسات العدائية، اعتبر وزير الاستخبارات الإيراني أن الاتفاق بات على حافة الهاوية بعد انسحاب الولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي.
وكشفت تصريحات أدلى بها علوي خلال زيارته محطة فوردو النووية، بحسب تسنيم، أن طهران مستمرة في عمليات تخصيب اليورانيوم للاستخدمات العسكرية المثيرة للجدل، في الوقت الذي تدعى بقاءها للتفاوض مع الأطراف الأوروبية حول مصير الاتفاق النووي.
وأشار علوي إلى أن تلك المحطة شهدت مؤخراً "خطوات جيدة" على مستوى التجهيزات اللازمة للبدء في تخصيب اليورانيوم، من خلال متخصصين وخبراء إيرانيين، بحسب قوله.
وأفادت الوكالة الإيرانية، أن وزير الاستخبارات الإيراني يعتزم القيام بجولة تشمل عدة مواقع نووية أخرى داخل البلاد، مثل منشأة نطنز، وكذلك مجمع أصفهان النووي، في الوقت الذي لم تفصح عن طبيعة تلك الزيارة اللافتة.
وتقع محطة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض جنوب طهران، على مسافة 25 كم من مدينة قُم، وكانت قاعدة سرية للحرس الثوري الإيراني.
ولا يُعلم على وجه اليقين متى تم إنشاؤها، لكن في 21 سبتمبر/أيلول عام 2009 استيقظ العالم على خبر اعتراف الحكومة الإيرانية بوجودها، وذلك بعد أن علمت الاستخبارات الغربية بوجودها قبل عدة أشهر، وتعرضت طهران لضغوط غربية كبيرة للكشف عن ماهية تلك المنشأة، ولتهدئة القلق الغربي اضطرت إلى الاعتراف بوجودها.
وأثناء المفاوضات النووية مع طهران طالبت القوى الغربية بإغلاق المنشأة متهمة الحكومة الإيرانية بأنها تقوم بتخصيب اليورانيوم بشكل يصلح لإنتاج الأسلحة النووية.
ورفضت طهران الاتهامات وعرضت فقط إمكانية تحويل المنشأة لأغراض البحث والتطوير تكون احتياطية لمنشأة "نطنز"، وذلك قبل أن يتم تعليق نشاط منشأة فوردو في يناير/كانون الثاني عام 2014 بموجب اتفاق نووي مؤقت أبرمته طهران مع القوى الكبرى في جنيف في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013.
وفي أغسطس/أب عام 2016، أعلنت إيران أنها نشرت منظومة الدفاع الصاروخي "إس 300" الروسية حول المحطة لتأمينها.
وتعد محطة نطنز أكبر منشأة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في إيران، وتتكون من 3 مبانٍ كبيرة تحت الأرض، قادرة على تشغيل ما يصل إلى 50 ألف جهاز طرد مركزي.
وتنتج المحطة في الأساس اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يجرى استخدامه لإنتاج وقود لمحطات الطاقة النووية، لكن يمكنها أيضاً إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب والذي يمكن استخدامه لإنتاج أسلحة نووية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي في مطلع مايو/أيار الماضي لاستغلال النظام الإيراني وجوده في إطاره لدعم تنظيمات إرهابية بالمنطقة، وتطوير برنامج التسليح الصاروخي الباليستي، مع إعادة فرض عقوبات على إيران في غضون 180 يوماً، مما دفع عدد من الشركات الأوروبية لإعلان تخارجها من إيران، في الوقت الذي تواصل تيارات أصولية مقربة من رأس نظام الملالي تهديداته بمعاودة تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية.
وتزداد حدة التوتر بين طهران وواشنطن منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أعرب عن سخطه من الاتفاق النووي الإيراني، ووصفه بأنه كارثة وأسوأ اتفاق في التاريخ.
وأمر مسؤولي إدارته بمراجعة بنود الاتفاق لنظر تعديلها، قبل أن ينسحب منه بالكامل، والعمل على التوصل لاتفاق جديد، بالتزامن مع إعلان استراتيجة مواجهة جديدة لسياسات الملالي العدائية.
في المقابل، لم تتوقف إيران عن استفزازاتها السياسية والعسكرية، بدءاً من إطلاق التصريحات المعادية في كل اتجاه، وصولاً إلى إطلاق الصواريخ في تجارب أثارت استفزاز العالم بأسره.