سياسة
جمارك برتبة محققين.. إيران تستجوب العائدين من أوروبا
في العلن تدعي إيران الترحيب بمواطنيها العائدين من الخارج، لكن عند بوابات الدخول تتحول الجمارك إلى مكاتب للتحقيق والاستجواب.
السلطات الأمنية الإيرانية بدأت، في عملية جديدة، باستجواب والتحقيق مع الإيرانيين العائدين من الخارج لا سيما الدول الأوروبية، في خطوة تتنافى مع إعلان حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي بالترحيب بعودتهم.
وذكر تقرير نشره موقع "رويداد 24" المقرب من الإصلاحيين في إيران، أن عدداً من المسافرين الإيرانيين، ومعظمهم عائدون من أوروبا، تعرضوا للاستجواب وإجبارهم على تزويد السلطات الأمنية بمعلومات تتعلق بهم وعوائلهم، وذلك عقب وصولهم إلى مطار الخميني الدولي في طهران.
واستشهد التقرير بتعرض عدد من الإيرانيين القادمين من ألمانيا وهولندا مؤخراً للاستجواب والتحقيق من قبل السلطات الأمنية في مطار الخميني الدولي.
غرفة واستمارة
إيراني عائد للتو من هولندا، قال في حديث للموقع إنه "بعد فحص جواز سفري وختمه مباشرة، قادني شخص يحمل جهاز لاسلكي هو وزوجته إلى غرفة بالقرب من مراقبة الجوازات وطلب منا ملء استمارة".
وأضاف المسافر الإيراني أن نموذج هذه الاستمارة يحتوي على سبب "الإقامة في هولندا، والاسم، والعنوان، ومكان الإقامة، والتعليم، والمهنة، والدخل، وتاريخ الوصول، وتاريخ المغادرة التالي، بالإضافة إلى الوجهات التي سافرنا إليها".
ولفت إلى أنه بصرف النظر عنه، كان نحو 10 ركاب آخرين يملأون الاستمارة ذاتها في الغرفة التي جرى نقله إليها مع زوجته.
فيما كشف مواطن إيراني يحمل جنسية ألمانية وكان عائداً من برلين أنه "من الواضح أن هذه الأسئلة طُرحت فقط على مزدوجي الجنسية".
لكن الموقع الإيراني أكد في تقريره أن مزدوجي الجنسية أو اللاجئين ليسوا المستهدفين فقط من هذه الإجراءات، ولكن أيضًا الأشخاص الذين يقيمون في بعض البلدان تعرضوا لنفس الإجراءات والاستجواب والمساءلة.
ورفضت دائرة العلاقات العامة في مطار الخميني الدولي الكشف عن الأسباب التي يتعرض لها الإيرانيون العائدون من أوروبا، معتبرة أن "هذا الموضوع لا علاقة له بالمطار، وأن الأجهزة الأمنية مسؤولة عنه".
وأواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت الخارجية الإيرانية تدشين بوابة إلكترونية لضمان دخول وعودة الإيرانيين بالخارج إلى البلاد، في خطوة فسرها معارضون بأنها محاولة من قبل السلطات لاصطياد المعارضين والناشطين الذين يعيشون في الخارج بهدف ترغيبهم بزيارة إيران واعتقالهم.