6 أشهر على مقتل "سليماني".. إيران تفقد نفوذها إقليميا
صحيفة معارضة ناطقة بالفارسية ترصد ملامح ضعف سيطرة إيران في المناطق الخاضعة لنفوذ مليشياتها بعد مرور 6 أشهر على مقتل قاسم سليماني
رصدت صحيفة معارضة ناطقة بالفارسية ملامح ضعف سيطرة إيران في المناطق الخاضعة لنفوذ مليشياتها بعد مرور 6 أشهر على مقتل قاسم سليماني، قائد مليشيا فيلق القدس السابق، في ضربة أمريكية بالعراق.
واعتبرت صحيفة كيهان لندن التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها في تحليل، الإثنين، أن النظام الإيراني يبدو عاجزا بعد نصف عام على مقتل سليماني الذراع الخارجي لمليشيا الحرس الثوري، ما يؤشر على تعرضه لمزيد من الاهتزازات في مناطق نفوذه.
- تقرير: إيران تخطط للبقاء طويلا بسوريا وإسرائيل تستعد
- أزمات إيران الداخلية تضرب وكلائها بالمنطقة وتقطع أذرعها للسيطرة
ويبدو أن حادث مقتل الإرهابي قاسم سليماني لم يضعف بشدة مكانة النظام الإيراني داخل العراق فحسب، ولكن ستكون له عواقب أخرى في بلدان مثل سوريا ولبنان، وفق الصحيفة.
وبالتوازي مع انهيار النفوذ الإقليمي للنظام الإيراني، تعاني طهران من الاضطراب الاقتصادي والضغط النفسي الناجم عن تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي اعترف رئيس البلاد حسن روحاني أنه (فيروس كورونا) أصاب ثلث سكان إيران، يعني ما يقارب 25 مليون شخصا.
وزعمت إيران أنها سترد بشدة في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني بسبب ضربة صاروخية شنتها طائرة أمريكية مسيرة ضد موكبه على الطريق المؤدي لمطار بغداد الدولي، 3 يناير/ كانون الثاني 2020، قبل أن يبدأ عسكريون إيرانيون عدا تنازليا لإخراج القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط.
وعلى المنوال ذاته، هدد موالون إقليميون للنظام الإيراني أبرزهم زعيم مليشيا حزب الله اللبناني حسن نصر الله أن جثث الجنود الأمريكيين ستخرج أفقيا في توابيت من المنطقة.
وأشار التحليل إلى أن جميع تهديدات إيران ذهبت أدراج الرياح في الأسابيع اللاحقة، حيث أطلقت مليشيا الحرس الثوري الإيراني بضعة صواريخ على قاعدة "عين الأسد" بالعراق التي تضم أمريكيين دون أن يسفر الهجوم عن مقتل جندي واحد وسقطت الصواريخ في منطقة صحراوية مجاورة.
ولكن في الوقت نفسه، أصاب أحد تلك الصواريخ طائرة مدنية أوكرانية وأسقطها بالقرب من مطار طهران، وأسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها، قبل أن ينسي الإيرانيون مراسم تشييع جنازة قاسم سليماني وخرجوا في مسيرات نددت برؤوس السلطة وقمعتها قوات الأمن بالرصاص.
وحول ملامح التغيير الذي طرأ على المنطقة بعد نصف عام من مقتل سليماني، تولت حكومة جديدة مقاليد الحكم في العراق برئاسة مصطفي الكاظمي الذي وضع على قائمة أولوياته إعادة التوازن في علاقات بغداد الخارجية مع السعودية والدول العربية الأخرى.
بالإضافة إلى فتح بوابات العراق الدبلوماسية أمام دول الجوار العربي، دخل رئيس الوزراء العراقي بمحادثات استراتيجية حول العلاقات الأمنية والعسكرية والاقتصادية مع الولايات المتحدة.
أغضبت الخطوات الجديدة للحكومة العراقية طهران التي قررت وضع حجر عثرة في طريق برامجها من خلال مرتزقتها داخل العراق عبر تنفيذ سلسلة من الاغتيالات السياسية والأمنية، بما في ذلك اغتيال هشام الهاشمي الباحث والخبير الأمني المقرب من الكاظمي في بغداد، حسب التحليل.
ألقت حكومة الكاظمي القبض على 17 من أعضاء مليشيا حزب الله في العراق الموالية لإيران، ردا على جرائم الاغتيالات وإطلاق صواريخ ليلية على مقر السفارة الأمريكية في بغداد.
وأدرك مسؤولي طهران التطورات الجديدة في العراق، حيث تشير مصادر غير رسمية إلى أن إيران أرسلت محمد الكوثراني، يعتبر أكبر شريك مقرب من قاسم سليماني في تنفيذ خطط إرهابية ومدرج على قوائم العقوبات الأمريكية، إلى لبنان كإجراء احترازي خشية ملاحقته، حسبما ذكرت الصحيفة المعارضة.
ولفت التحليل إلى أن النظام الإيراني يواجه في لبنان السيناريو العراقي، مردفا أن البلد الذي كان يطلق عليه لقب سويسرا الشرق الأوسط أصبح حاليا في خضم أزمة اقتصادية وسياسية.
ويرى مراقبون أن مليشيا حزب الله اللبناني الموالية لإيران لها دور رئيسي في تفشي الفساد بالهيكل الحكومي وعدم كفاءته، فضلا عن دورها في تدمير لبنان وعزلته بالمنطقة والعالم.
تنخرط طهران حاليا في حرب فاشلة ومحكوم عليها بالهزيمة في الدولتين العربيتين العراق ولبنان، بينما في سوريا كان الوجود العسكري للنظام الإيراني هدفا لهجمات إسرائيلية لا هوادة فيها، وفق التحليل.
وتعاني قوات مليشيا الحرس الثوري الإيراني في سوريا دائما من ضربات جوية قوية، في حين ليس لديها القدرة على الرد على هذه الضربات، حسب كيهان لندن.
وخلص التحليل إلى أن إيران التي لطالما استعرضت قوتها فشلت حتى الآن في تنفيذ تهديداتها بعد اغتيال قاسم سليماني، وراقبت بتوتر جولة إقليمية لرئيس الوزراء العراقي مؤخرا، وسط متابعة حذرة لتطورات الموقف داخليا في بيروت حيث المطالب المتزايدة للمحتجين الذين يريدون حكومة لبنانية مستقلة عما تسميه طهران "محور المقاومة".