الإرهاب يصطف بأشكاله المختلفة حول الخليج، يقود خامنئي حرب لحظات الاحتضار الأخيرة، يقف خلفه الحوثيون والحرس الثوري والحشد الشعبي وغيرهم
تفاقمت سخونة طوق نيران العقوبات على إيران حتى باتت تخنق "علي خامنئي" شخصياً، طوق حديدي مشدود حول عنقه لم يستطع الفكاك منه إلا بالرحيل أو التصعيد، فوضع رهانه على مليشياته هنا وهناك، وتراءى له حصاد أربعين عاماً من الفوضى والخراب في حالة احتراق، وتساقط من عينيه حلم الإمبراطورية التي حلم بها، فراح يتخبط ويصدر الأوامر العشوائية.
في اللحظات الأخيرة، ومثل كل رموز الفاشية والنازية وكأي دكتاتور، فقد خامنئي البوصلة، فهو لم يحسب حساب انهيار ثورة الملالي الزائفة في زمنه، لم يتوقع، ولم يضع بين خياراته تصدّي السعودية والإمارات الحازم لأوهامه السياسية والعقائدية، وزاد الطين بلّة إجماع دولي على مكافحة الإرهاب الإيراني، فارتبك وراح يبحث في الظلام عن آخر أسلحته، أطربته إشارات أردوغان، الشعبوي الدكتاتوري، التي تهجّم فيها على السعودية، كانت كلماته بالنسبة لخامنئي رشة ماء تنعش توتره واحتضاره.
يقول التاريخ إن إيران ليست قادرة على حرب مباشرةعلى الإطلاق، لذلك فإن قصقصة أجنحة نظام الملالي في العراق واليمن وسوريا ولبنان هي الطريق الأكثر حكمة في مواجهة الفاشي الذي فقد البوصلة!
اكتملت الدائرة، الإخوان يمهدون الطريق للحوثي للاستيلاء على صنعاء، تستمر إيران بدعم عسكري للانقلاب الحوثي ولمهاجمة السعودية وحدودها، تضطر السعودية والتحالف العربي للدفاع عن بلاد الحرمين، يتدخل الحرس الثوري وأذرع طهران لمهاجمة أرامكو والمنشآت النفطية، يظهر أردوغان يدافع عن الإخوان وإيران، ويتهم السعودية بأنها هي من بدأت الحرب على اليمن!!
يصطف الإرهاب بأشكاله المختلفة حول منطقة الخليج، يقود خامنئي حرب لحظات الاحتضار الأخيرة، يقف خلفه الحوثيون والحرس الثوري والحشد الشعبي وحزب الله وحماس والقاعدة وداعش والإخوان، وهؤلاء جميعاً ليسوا أكثر من حجر يُلقى في بحيرة هادئة، قد يُسبب اضطراباً طفيفاً ولكنه في النهاية يسقط إلى القاع، ولا يعود يتذكره أحد.
وجهة نظري.. أن التصعيد الإيراني الأخير هي محاولة استفزازية لحشد التعاطف الداخلي مع نظام إيران، بعد أن تهاوى تماماً على وقع دكتاتورية النظام وفساده والعقوبات المفروضة عليه دولياً، وأيضاً محاولة لجسّ نبض الحلفاء والخصوم، ومعرفة اتجاهاتهم في حال رد الهجوم بالهجوم، روسيا والصين وأوروبا والعراق وتركيا، وكذلك محاولة لنقل مركز الحرب إلى مكان آخر، العراق مثلاً، ولكن الحكمة السعودية تفهمت ذلك، فتوشحت بالصبر ووضعت الملف أمام المجتمع الدولي، وعلى رأسهم المتضررون من ارتفاع أسعار النفط والمتضررون من كل أشكال الإرهاب.
فطن بعض الحكماء في العراق لما يريده خامنئي، فسارع رئيس وزراء العراق بنفي التهمة أن بلاده ليس لها أية علاقة بالهجوم على أرامكو، فما ثمن أن تقبل بغداد أن تكون الجولة الأخيرة من مواجهة الإرهاب الإيراني في بلادهم، وأن تعود ساحة مفتوحة لمعارك طهران التي لا تنتهي؟ ولكن الحرس الثوري باقٍ هناك، فهل تكفي تلك التصريحات لإعادة مركز الحرب إلى طهران بينما أشباح الحرب يتقافزون في كل زاوية من العراق؟
من جانب آخر، يُلمح ترامب أن تكلفة بناء أقوى جيش في العالم نحو تريليون دولار، فيعرض خدماته مقابل المساهمة في تمويل الجيش الأمريكي، لمواجهة إيران، لكن حساباته هذه المرة غير دقيقة، فالسعودية لا تريد الحرب ولن تلجأ إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تعطيها حق الدفاع عن النفس دون الرجوع إلى مجلس الأمن، وإذا كانت قوى العالم تريد مواجهة الإرهاب الإيراني بكل أشكاله، فعليهم أن يطلبوا مساندة السعودية والإمارات وليس العكس، فترامب انسحب من الاتفاق النووي لتعديله، لكن العالم سيظل يعاني من إيران وأذرعها الإرهابية وحلفائها المتربصين، حتى اقتلاع شرها من جذوره.
يقول التاريخ إن إيران ليست قادرة على حرب مباشرة على الإطلاق، لذلك فإن قصقصة أجنحة نظام الملالي في العراق واليمن وسوريا ولبنان هي الطريق الأكثر حكمة في مواجهة الفاشي الذي فقد البوصلة!
نقلاً عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة