إيران تتهم التيار الشيرازي المعادي لـ"الولي الفقيه" بالعمالة لبريطانيا
حسين الشيرازي المعتقل لدى السلطات الإيرانية دأب على توعية الناس بكذب "ولاية الفقيه"، واصفا نظام خامنئي بالمستبد.
بعد أسبوع من الصمت الرسمي على اعتقال نجل المرجع الشيعي صادق الشيرازي، اتهم المدعي العام الإيراني الفرقة الشيرازية بأنها على علاقة وثيقة ببريطانيا، وذلك على خلفية رفض تلك الفرقة لنظام "ولاية الفقيه".
وقال حجة الإسلام منتظري في تصريحات نشرتها وكالة "تسنيم" الإيرانية، اليوم الأحد، إن السلطة القضائية لن تسكت أمام أي فرقة تحاول الوقوف في وجه القانون.
واعتقلت السلطات حسين الشيرازي، نجل المرجع الشيعي صادق الشيرازي، يوم 5 مارس/آذار الجاري، في مدينة قم، دون أن تذكر أسبابا حينها.
وأشعل ذلك عدة مظاهرات واحتجاجات لأتباع الشيرازي في عدة دول، منها العراق والكويت وبريطانيا.
ويوم الجمعة اقتحم عدد من الأشخاص السفارة الإيرانية ببريطانيا- دون أن يتمكنوا من دخولها، منددين باعتقال الشيرازي، وأنزلوا علم إيران، ورفعوا مكانه علم الحركة الشيرازية.
وحول هذا الحدث اتهم المدعي العام الإيراني الشرطة البريطانية بأنها تعمدت ترك الأوضاع تشتعل حتى أنزل أنصار التيار الشيرازي علم إيران من مبنى السفارة، وذلك على خلفية العلاقة التي تربط بين لندن وهذا التيار، على حد قوله، ودون أن يقدم دليلا.
واتهم المدعي العام التيار الشيرازي بأنه يسعى لتأجيج الخلافات بين القوميات والمذاهب الإسلامية، وخاصة السنة والشيعة، متجاهلا نظام خامنئي ذاته في صنع واستغلال الصراع المذهبي، وصنع المليشيات الطائفية التي فتكت بمئات الآلاف من الناس في الدول التي بات يسيطر عليها أتباع خامنئي كالعراق واليمن ولبنان وسوريا.
ولم يذكر تهمة مباشرة للشيرازي، غير أنه قال إن "أحد المرتبطين بهذا التيار قام بتصرف مخالف للقانون، ووجهت له محكمة علماء الدين عدة إخطارات بسبب تصرفه، لكنه لم يقدم جوابا واضحا، وتم اعتقاله في نهاية المطاف لإجراء التحقيقات اللازمة".
وسريعا، استدعت إيران السفير البريطاني لديها، أمس السبت، وسلمته مذكرة احتجاج وصفها الإعلام الإيراني بأنها "شديدة اللهجة"، مطالبا لندن بالالتزام بحماية الأماكن الدبلوماسية وتأمينها.
وتأتي هذه الخطوات في حين أن الاعتداء على السفارات معتاد في إيران التي تترك المتظاهرين الموالين لخامنئي يعبثون بها كما يريدون، كنوع من ابتزاز وتهديد الدول التابعة لها تلك السفارة.
وأقدم واقعة اقتحام سفارات منذ ثورة الخميني 1979 هو اقتحام السفارة الأمريكية واعتقال عشرات الرهائن من داخلها، وأحدثها اقتحام القنصلية السعودية في مدينة مشهد 2016، استجابة لأمر من نظام خامنئي، بزعم الاحتجاج على إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر في السعودية بعد اتهامه بنشر الإرهاب والفتن.
من ناحية أخرى، يواصل أنصار الشيرازي الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق سراحه، ووجه بعض منهم نداء إلى المرجع الشيعي في العراق، علي السيستاني ليعلق على اعتقال حسين الشيرازي، وتعرضه للإهانة.
وهذا هو الاعتقال الثاني الذي يتعرض له حسين الشيرازي؛ حيث سبق اعتقاله في فبراير/شباط الماضي على يد محكمة رجال الدين في مدينة قم، وهو دائم النقد لنظام الولي الفقيه، ويرى أنه لا يعبر عن الشيعة في العالم، ويصفه بالنظام المستبد.