غلاء أسعار "حفاظات الأطفال" يربك مرشد إيران
الأزمات الاقتصادية تتفاقم في إيران ومسؤولو نظام طهران يلجأون إلى التبرير ونظرية المؤامرة.
تتزايد وتيرة الأزمات الاقتصادية بشكل مطرد في إيران إلى حد التفاقم مؤخراً، بينما يستغرق مسؤولو نظام طهران في التبرير واللجوء إلى نظرية المؤامرة، للتعتيم على فشل السياسات إزاء تبديد التذمر الشعبي خاصة مع تفشي معدلات الفساد الحكومي، وعجز السلطات عن مواجهة تهريب واحتكار السلع والبضائع داخل البلاد.
وتواجه الأسر الإيرانية أزمة حادة بسبب نقص ملحوظ في "حفاظات الأطفال" في الأسواق، وغلاء أسعار الكميات المتبقية منها بالمتاجر والصيدليات على مدار الأيام الماضية بعد اضطراب سوق النقد الأجنبي وتدهور قيمة العملة المحلية "الريال" لأدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى توقف توريد المواد الخام المستوردة من الخارج واللازمة لتصنيع تلك المنتجات محلياً، بحسب وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية العمالية.
وفي الوقت الذي تجاوز سعر العبوة الواحدة من حفاظات الأطفال 90 ألف تومان إيراني، تداول نشطاء إيرانيون مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر به المرشد علي خامنئي خلال لقاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين حكوميين بارزين قبل أيام، يتحدث عن تلك الأزمة باعتبارها "مؤمراة" يشنها من وصفهم بـ"الأعداء"، على حد زعمه.
وأعرب النشطاء عن غضبهم من تبرير "خامنئي" لتلك الأزمة دون تقديم حلول واضحة، لا سيما بعد أن أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بعثور السلطات المحلية في محافظة ألبرز الواقعة شمال البلاد، على كميات ضخمة من "حفاظات الأطفال" تقدر بـ200 ألف عبوة داخل مخرن لأحد التجار المحتكرين.
وتعتمد عقلية النظام الإيراني، بحسب أدبياته السياسية، على خلق فزاعات وعدو خارجي للهروب من الأزمات المختلفة التي تتورط بها مؤسسات داخلية وشخصيات نافذة داخل النظام.
وعلى صعيد متصل، أدت أزمة الكساد التي تخيم على الاقتصاد الإيراني إلى توقف مصنع ضخم لإنتاج مواد الطلاء عن العمل، بعد أن فشل طوال الأشهر الأخيرة في ترويج منتجاته داخل الأسواق الإيرانية، خاصة بعد ارتفاع سعر النقد الأجنبي وتهاوي القدرة الشرائية للعملة المحلية.
وعزا "هادي بطحائي" المدير التنفيذي لمصنع "رنكريز" الواقع بنطاق العاصمة الإيرانية طهران، أسباب توقف العمل بالمصنع إلى صعوبة زيادة أسعار المنتجات بالوقت الحالي رغم تهاوي قيمة الريال الإيراني، وكذلك ارتفاع أسعار المواد الخام على إثر أزمة سوق النقد الأجنبي، وفق قوله.
وانتقدت صحيفة "كيهان" اللندنية الناطقة بالفارسية، الإثنين، تناقض تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولي حكومته المتكررة حول عدم وجود أزمات اقتصادية أو اجتماعية في البلاد، بينما تجتاح موجات الغلاء الأسواق، وتتفاقم نسب البطالة والفقر في أوساط الأقاليم الإيرانية.
وسلطت الصحيفة الإيرانية المعارضة، الضوء على غلاء أسعار السلع الأساسية والبضائع، إلى حد اعتزام توزيع حصص تموينية داخل عدد من القرى الأقل دخلاً في البلاد بعد تقديم المستهلكين قسائم وبطاقات إلكترونية سابقة التوزيع، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن العديد من الإيرانيين باتوا يواجهون مصاعب في تدبير متطالباتهم من الغذاء والدواء.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز