إيران في الإعلام.. أزمات طاحنة في الأسعار والوقود والبورصة
الاقتصاد الإيراني يعاني من أزمات عديدة، أبرزها انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار وتدني الأوضاع المعيشية
تنتشر الأزمات في مختلف مفاصل الاقتصاد الإيراني الذي يواجه أعقد أزماته على الإطلاق، تحت ضغوط عقوبات أمريكية ودولية طالت شريان الحياة الاقتصادية الرئيسي، ممثلا بإنتاج وتسويق النفط الخام.
انكمش اقتصاد إيران 20% خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تؤكد المؤشرات أن الوضع الاقتصادي للبلاد أصبح أكثر خطورة، وفق ما أعلن خبير اقتصاد إيراني بارز.
وأوضح وحيد شقاقي شهري، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخوارزمي في إيران، الأحد الماضي، خلال مقابلة مع موقع (نود اقتصادى) المحلي، أن النمو الاقتصادي الإيراني سيتراوح بين سالب 5% وسالب 7% مع احتساب العائدات النفطية بنهاية السنة الفارسية الجارية (تنتهي في 20 مارس/آذار 2021).
وقفز سعر الدولار في سوق العملة الإيرانية مرة أخرى ووصل إلى 24 ألفا و500 تومان في السوق الحرة بطهران، الأحد، حسب موقع تجارت نيوز المحلي.
وتظهر إحصاءات أخرى أيضا الحالة السيئة للاقتصاد الإيراني، وتشير إلى أن النمو السلبي على مدى السنوات الثلاث الماضية وصل إلى سالب 9.8%.
انكماش اقتصادي
أظهرت بيانات حديثة صادرة عن مركز الإحصاء الإيراني (حكومي) أن اقتصاد البلاد انكمش بنسبة سالب 3.5% في فصل الربيع الماضي.
وكشف المركز الإحصائي في تقرير جديد عبر موقعه الرسمي أن المقارنة بين فصلي الربيع خلال العامين الجاري والماضي تظهر أن مجموعة الخدمات التي تمثل نصف الناتج المحلي الإجمالي نمت بنسبة سالب 3.5%.
بينما حققت مجموعة الصناعات والمناجم نموا سلبيا بنسبة 4.4%، وسجلت مجموعة الزراعة نموا سلبيا بنسبة 0.1%.
وفي خطوة تسعى من خلالها الحكومة الإيرانية لوقف انهيار سوق الأوراق المالية وتهدئة فزع المتعاملين، خصصت طهران 1% من صندوق التنمية الوطني (صندوق سيادي) لدعم البورصة.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن إيران ستخصص هذه النسبة من الصندوق سعيا لتحقيق الاستقرار في سوق الأسهم، بعد أن فقد مؤشرها الرئيسي للأسهم الكثير من قيمته ما أثار فزع المتعاملين.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن الصندوق سيودع المبلغ -لم يحدد قيمته- يوم السبت، حسب ما ذكرت وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية.
ارتفاع الأسعار
في سياق متصل، ارتفعت أسعار الأسمدة الكيماوية في إيران بنسبة تصل إلى 700%، بينما يشعر المزارعون الذين يتعرضون لمشكلات عديدة بسبب الجفاف وعدم الكفاءة في إدارة السوق المحلية بالقلق من تدمير الزراعة في البلاد.
وأوردت وكالة أنباء مهر الإيرانية (شبه الرسمية)، الثلاثاء، نقلا عن شركات الخدمات الزراعية المساندة التابعة لوزارة الزراعة، أن سعر عبوة الأسمدة الكيماوية وزن 50 كيلوجراما ارتفع من 140 إلى 500 ألف تومان إيراني (1 دولار= 4200 تومان طبقا لسعر الصرف الحكومي) مسجلا زيادة غير مسبوقة قدرها 700%.
دوليا، ما زالت الحكومة الإيرانية تحاول بشتى الطرق تصريف نفطها الراكد تحت ضغط العقوبات الأمريكية منذ أشهر، ومواصلة الاستفزاز بإرسال شحنات الوقود إلى فنزويلا، فيما تتابع واشنطن بقلق أعمال إيران المتعلقة بكاراكاس.
وعاد نقص البنزين إلى فنزويلا مجددًا متسببًا في طوابير طويلة بالعاصمة، ما يزيد المخاوف الدولية حول استغلال إيران لأزمتها لتسويق نفطها الراكد تحت غطاء إنقاذ الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.
وكانت الولايات المتحدة حذرت من رحلات مشبوهة بين طهران و العاصمة الفنزويلية، وسط تقارير عن دفع فنزويلا "الذهب" لإيران مقابل شحنات النفط.