"باسيج التلاميذ".. كيف يجند الحرس الإيراني الأطفال؟
قبل عامين، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الحرس الثوري الإيراني بتجنيد أطفال أفغان مهاجرين للقتال خارج الحدود
تعتبر ما تعرف بـ"باسيج أو تعبئة التلاميذ"، أوضح مثال على سوء استغلال العسكريين للأطفال في إيران، حيث جند الحرس الثوري الإيراني الإرهابي، ما يزيد على 550 ألف طفل لخوض معارك خلال حرب السنوات الثماني ضد العراق في ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضحت شبكة إيران واير (يديرها صحفيون معارضون من خارج البلاد) في تقرير لها، الأربعاء، أن النظام الإيراني تسبب في مقتل ما بين 32 إلى 36 ألف تلميذ بسبب تجنيدهم بغرض القتال.
- خلافا للقوانين الدولية.. إيران تقر بتجنيد "الأطفال" للقتال
- تلفزيون إيران يغسل أدمغة الأطفال برسوم متحركة تدعو للقتال خارجيا
وأشار التقرير إلى أن قادة النظام الإيراني، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، لطالما تفاخروا بشدة بتجنيد تلاميذ المدارس بالمرحلة الابتدائية الذين لم تتجاوز أعمارهم 12 عاما.
واستند التقرير إلى تصريحات سابقة لخامنئي أثني فيها على دور المعلمين الإيرانيين في جذب التلاميذ لحمل السلاح من أجل الذهاب إلى جبهات القتال بين أعوام 1980 إلى 1988.
وتحدث وزير التعليم الإيراني محمد بطحائي قبل 9 أشهر حول "أن بلاده لديها فعليا 14 مليون تلميذ حال اندلاع الحرب سينخرطون في ساحات القتال، لذا يجب تجهيزهم (التلاميذ) دائما على غرار ما وصفها بمرحلة الدفاع المقدس (في إشارة إلى حرب السنوات الثماني مع العراق حسب تعريف أدبيات النظام الإيراني)".
يذكر أن أكثر من نصف تلاميذ المدارس في إيران يدرسون بالمرحلة الابتدائية، وتقل أعمارهم عن 12 عاما فعليا، حسب التقرير.
وتطرقت "إيران واير" إلى أن نظام خامنئي يستهدف بالفعل الزج بتلاميذ المدارس لساحات المواجهات العسكرية المحتملة من خلال إعدادهم بدنيا ونفسيا.
وتلعب مليشيا "باسيج التلاميذ" التابعة لمليشيا الباسيج بالحرس الثوري الإيراني، التي تأسست بعد 7 سنوات من نهاية الحرب الإيرانية العراقية، دورا نشطا في تمرين التلاميذ الإيرانيين على حمل السلاح، والقيام بمناورات عسكرية، إلى جانب التطوع بأنشطة مختلفة داخل معسكرات مخصصة لهذا الغرض.
- بأمر خامنئي.. خطة برلمانية عاجلة لمنع الإنجليزية في مدارس إيران
- 140 ألف طفل إيراني يعانون تأخرا دراسيا
وتقوم هذه المليشيا الإيرانية بجذب تلاميذ المدارس للتطوع بأنشطتها المختلفة مثل المشاركة في دورات حماسية، وتثقيفية، وإغاثية.
وعلى الرغم من أن معظم هذه الأنشطة تبدو تعليمية وأيديولوجية، فإنها بطبيعتها عسكرية بحتة بهدف التجهز للقتال لاحقا.
يشار إلى أن المعسكرات التدريبية للتلاميذ الإيرانيين تقام خارج أسوار المدرسة، في حين تخصص الحكومة الإيرانية تكاليف تعبئة الطلاب من الميزانية العامة للبلاد، وتوفر القوات المسلحة ووزارة التعليم التسهيلات اللازمة لهم، وفق التقرير.
وتمنح مليشيا باسيج التلاميذ مغريات للمنضمين إلى صفوفها من قبيل خصم سنوات من الخدمة العسكرية الإلزامية، أو درجات إضافية في اختبارات القبول بالجامعة، حسبما ذكرت شبكة إيران واير.
وصدرت تقارير في السنوات الأخيرة حول إجراءات مليشيا الحرس الثوري الإيراني لإرسال أطفال غير إيرانيين إلى ساحة القتال في سوريا.
وقبل عامين، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الحرس الثوري بتجنيد أطفال أفغان مهاجرين للقتال خارج الحدود.
وأشارت المنظمة الحقوقية في تقرير لها إلى أن الأطفال الأفغان، الذين لم تبلغ أعمارهم الرابعة عشرة أرسلوا ضمن ما تعرف بمليشيا فاطميون الموالية لطهران للقتال إلى جانب القوات الإيرانية في سوريا.
وأشارت الشبكة الإخبارية الناطقة بالفارسية إلى أنه في بعض الأحيان ظهرت عناصر مليشيا الباسيج الأصغر سنا ذات المعدات العسكرية الخفيفة في شوارع مدن مختلفة داخل إيران.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية حول عدد معسكرات مليشيا باسيج التلاميذ أو أعداد الأطفال الذين هم أعضاء داخلها لكن هناك بيانات متفرقة تساعد في تحديد حجم أنشطة التعبئة لتلاميذ المدارس الإيرانية.
وذكرت وكالة شبستان الإخبارية المحلية في إيران، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نقلا عن عبدالرضا حاجتي المساعد التنسيقي لفيلق ولي عصر التابع للحرس في خوزستان (جنوب غرب إيران) أن هناك 3700 معسكر للباسيج داخل الإقليم.