المجتمع الدولي لا بد أن يعي هذه الحقيقة ويتوقف عن التعامل معها كدولة الآن، تلك ليست مبالغة أو تخرصات.
أين تصنف هذا التصريح من مسؤول في دولة ما؟ وفي أي خانة تضعه من خانات الأعراف الدولية؟
محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني، يصرح لمجلة «سروش» ونشرتها وكالات إيرانية أن بلاده قامت بتجنيد 100 ألف عنصر في العراق، ونفس العدد في سوريا، مؤكداً أن هذا الإجراء هو من ضمن سياسات إيران في دول المنطقة.
الملالي يستخدمون أصحاب البدلات كوزير الخارجية مثلاً لتجميل صورتهم لزوم ما يلزم في العلاقات الدولية، إنما هم يتحركون بأمر من الوحي الذي يصل إلى وليهم الفقيه، ومثلما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: كيف تتفاهم مع هكذا بشر؟
وحول مهمة هذه العناصر في سوريا، قال قائد الحرس الثوري الإيراني: «مهمتها محاربة داعش والنصرة والمعارضة السورية».
بهذا التصريح تستطيع أن تقول وأنت مطمئن: إن إيران حضارة نعم، تاريخ نعم، إنما دولة لا ويستحيل، بل إن هذا النظام لا يدير دولة.
المجتمع الدولي لا بد أن يعي هذه الحقيقة ويتوقف عن التعامل معها كدولة الآن، تلك ليست مبالغة أو تخرصات، نحن أمام شكل من أشكال الحكم يعتقد أنه يحكم بناء على وحي يتلقاه من الله سبحانه وتعالى مباشرة، لذلك ينظر النظام لنفسه على أنه معصوم من الخطأ غير قابل للمراجعة، نظام فوق الجميع قدسي له الحق بتجاوز كل الاتفاقات والأعراف الدولية الملزمة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
أرجو الانتباه إلى أن دور إيران ليس محاربة النصرة وداعش إنما محاربة «المعارضة السورية» أيضاً أي محاربة الشعب السوري، وكذلك تفعل المليشيات العراقية التي جندتها إيران في العراق تحارب المعارضة العراقية أيضاً وبالسلاح.
هل هناك «دولة» بالمفهوم المتعارف عليه تعترف علانية بأنها جندت مرتزقة أجانب في دولة أخرى وتدفع لهم رواتب لمحاربة شعوبها؟ حتى الدول التي تقوم بذلك تخجل وتخفي تلك الحقائق، وإن فعلتها فإنها تجند جواسيس وعملاء «أفراد»، ولكن أن تعترف بتجنيد 200 ألف في دولتين لمحاربة المعارضة فأين سمعتم عن هذا الجنون والمروق والإرهاب؟
إيران لا تعترف بالقانون الدولي ولا تحترم السيادة الوطنية أو الحدود السيادية بينها وبين الآخرين، ولا تعترف بقرارات الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي ما زال يتفرج على ما تخلقه إيران من فوضى، فلا أثر لتصريح الحرس الثوري الإيراني عند أي دولة أوروبية.
بالعكس منحت إيران كامل الصلاحيات لتقوم بهذه الخروقات على مرأى ومسمع من العالم كله، نقلت السلاح وأقامت المعسكرات التدريبية ونقلت الأموال تحت سمع وبصر أمريكا وأوروبا وروسيا ومازالت، وضربت بجميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بسوريا أو لبنان أو اليمن عرض الحائط.
لم نسمع أي احتجاج أو تعليق من الاتحاد الأوروبي أو من اليسار الغربي الأمريكي، لم نرَ أي إجراء أو فعل من الأمم المتحدة، بل بالعكس مازال هناك حرص على إفساح المزيد من الوقت ومن الفرص كي تتمدد إيران بكامل راحتها، ماذا تعني تلك القرارات أو ماذا يعني أن المندوبين الأوروبيين «يطالبون» إيران بتنفيذ اتفاق السويد حول اليمن؟ ما هي الإجراءات التي ستتخذ في حال عدم الاستجابة؟ وهل ستؤثر على الاتفاقات التجارية بين الاثنين؟
بالنسبة للملالي ليس هناك دولة، هناك أمة يحكمها العنصر الفارسي وعبيدها العرب، تلك قيم لا علاقة لها بعصرنا الحاضر ولا تتعامل معه وبأدواته أو بخطابه.
الملالي يستخدمون أصحاب البدلات كوزير الخارجية مثلاً لتجميل صورتهم لزوم ما يلزم في العلاقات الدولية، إنما هم يتحركون بأمر من الوحي الذي يصل إلى وليهم الفقيه، ومثلما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: كيف تتفاهم مع هكذا بشر؟
نقلا عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة