كاتب إيراني: هيمنة خامنئي على الإعلام أفقدته المصداقية
كاتب إيراني يتناول أسباب ودوافع نمو الشائعات في بلاده بالتزامن مع اليوم العالمي للتحقق من الأخبار.
قال الكاتب الإيراني المعارض، فرهاد سوزانشي، الثلاثاء، إن الفضاء الإعلامي الإيراني، الذي يهمن عليه نظام المرشد علي خامنئي، يفتقد إلى المصداقية ووجود وسائل إعلام حرة.
وأوضح فرهاد سوزانشي، مقيم في كندا، في مقال نشرته، الثلاثاء، شبكة دويتشه فيله الألمانية في نسختها الفارسية، إلى أن السياسات القمعية للنظام الإيراني تجاه المعارضين ساعدت في تدفق الأخبار الزائفة.
وأضاف أنه:" هذة السياسات تسببت في جعل بيئة التحقق من المعلومات فقيرة للغاية حتى على مستوى الصحف والوكالات الإخبارية البارزة".
- ملفات سرية تكشف جرائم النظام الإيراني بحق الصحفيين خلال 30 عاما
- توثيق المتورطين في الجرائم بإيران.. خامنئي على رأسهم
وأكد سوزانشي، بمناسبة حلول اليوم العالمي للتحقق من الأخبار على شبكة الإنترنت الذي يوافق 2 أبريل/نيسان من كل عام، أن وسائل الإعلام الحكومية داخل طهران لا تكلف نفسها عناء تصحيح شائعات متداولة في داخل البلاد.
وأضاف الصحفي الإيراني وهو يدير منصتي روحاني ميتر (ترصد أداء وسياسات الرئيس الإيراني)، وفاكت نامه (متخصصة في تفنيد شائعات يطلقها النظام الإيراني)، أن شبكات التواصل الاجتماعي تحولت إلى مصدر الأخبار بالنسبة لعديد من الإيرانيين في ظل تعاظم فقدان الثقة بوسائل الإعلام المرئي والمسموع والنصي الذي تديره السلطة الحاكمة.
ولفت سوزانشي، الذي حجبت السلطات المحلية منصتيه المذكورتين أعلاه، إلى أن إغفال وجود وسائل إعلام نشطة وفاعلة يزيد من معدل تدفق الأخبار المزيفة التي تزيد بدورها الشائعات على ألسنة العامة، فضلا عن احتمالية تسببها بخسائر سياسية باهظة بالنسبة للمسؤولين الحكوميين الذين سيصبحون قيد المراقبة في هذه الحالة.
وتطرق سوزانشي، وهو يستخدم اسما مستعارا لحماية هويته، إلى شريحة من المعلومات الخاطئة المتداولة مؤخرا داخل إيران أبرزها بدء فترة مناخية رطبة، لافتا إلى أنها أخذت في الانتشار على نطاق واسع في ظل رفض إهمال متعمد لأساليب التدريب واستخدام تكنولوجيا الإعلام الحديث في بلاده.
وعن أسباب ودوافع نمو الشائعات في بلاده التي اعتبرها ناجمة في الغالب عن تعمد السلطات حظر المجال العام أمام حرية الإعلام، قال إن " في دولة ذات سياسات قمعية تجاه المعارضين يمكن أن يصبح الأمر خطيرا من ناحية التحقق من الأخبار الزائفة، حيث إن إثبات خطأ تصريح أدلى به المرشد الإيراني قد تكون تكلفته باهظة للغاية".
واعتبر سوزانشي، في ختام مقاله، أن هذا الأمر مختلف تماما داخل طهران، لذا يتعذر التثبت من مصداقية حقائق تخص وعود انتخابية وقضايا سياسية على سبيل المثال بسهولة، بسبب وجود عديد من المحاذير والخطوط الحمراء وردود الأفعال القاسية.
ويواجه الصحفيون والمراسلون الإيرانيون كثيرا من المصاعب داخل البلاد مقارنة بنظرائهم الأجانب، حيث حلت إيران في قائمة أدنى الدول التي تحترم حرية الإعلام خلال عام 2018.
وجاءت طهران في المرتبة الـ164 من أصل 180 دولة في أحدث تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" بشأن حرية وسائل الإعلام في العالم، بينما لم تحرز تقدماً في مجال حرية الإعلام خلال العام الماضي.
واعتقلت السلطات الإيرانية ما مجموعه 860 صحفيا في السنوات الثلاثين التي أعقبت سيطرة النظام الثيوقراطي على حكم البلاد عام 1979.
ووجهت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مؤخرا نداءً غير مسبوق للأمم المتحدة، تطالبها بمنع إيران من مضايقة موظفيها العاملين في الخدمة الفارسية بطهران.
وأكدت أن طهران صعّدت من حملة التخويف، بما في ذلك تهديد الصحفيين واعتقال أقاربهم ومنعهم من السفر.
وبدأت إيران استهداف الخدمة الفارسية للمحطة البريطانية، بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المثيرة للجدل في عام 2009، عندما اتهمت طهران القوى الأجنبية بالتدخل في شؤونها.