"تايمز": الشعب الإيراني يدفع ثمن إمبراطورية فارسية جديدة
الصحيفة اعتبرت أن احتجاجات تعبر عن الاستياء الشعبي إزاء الفقر والبطالة وامتيازات النخبة الحاكمة الساعية لإمبراطورية جديدة في الخارج.
اعتبرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن الشعب الإيراني يدفع ثمن طموحات نظام الملالي بإعادة بناء إمبراطورية فارسية في منطقة الشرق الأوسط ولو على حساب توفير الحياة الكريمة لشعبه.
- البرلمان البريطاني يبحث تصنيف الحرس الثوري الإيراني "مليشيا إرهابية"
- أمريكا بمجلس الأمن: فاض الكيل بالإيرانيين والشعب سيقرر مصيره
وفي افتتاحية بعنوان "شعب إيران يدفع ثمن إمبراطورية فارسية جديدة" قالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني "استغرق الأمر أكثر من أسبوع لتصل موجة الاحتجاجات -التي بدأت يوم الـ28 من ديسمبر/كانون الأول في مشهد، ثاني أكبر مدن إيران- إلى مجلس الأمن الدولي، بناء على طلب أمريكا.
وأشارت إلى أنه "لا توجد أدلة على أن الاحتجاجات تدار من قبل وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) أو السعودية، كما زعم النظام الإيراني على نحو متوقع أيضا".
ولفتت إلى أنه "على الرغم من أن الحشود التي شاركت في الاحتجاجات كانت أقل مما كانت عليه في عام 2009، عندما دعت الحركة الخضراء إلى الإصلاح، فإنها تعكس مظالم حقيقية وهي أكثر انتشارا خارج العاصمة".
وتتبعت شرارة الاحتجاجات قائلة إن "الفتيل الذي أشعل الاحتجاجات هو ارتفاع الأسعار، بما في ذلك ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 50% والبيض 40%، ولكنها تشكل جزءا من مزيج خطير -لنظام يفترض أنه إصلاحي- للفقر والبطالة وزيادة الغضب إزاء الثروة والامتيازات المتمتعة بها النخبة الحاكمة الفاسدة، التي تمتعت بفوائد الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس حسن روحاني في عام 2015، وهو اتفاق أصبح الآن تحت تهديد إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب".
وفيما يخص الموقف في بريطانيا من الاحتجاجات انتقدت الصحيفة حزب العمال المعارض الذي بدا متهاونا مع إيران.
وقالت في ذلك: "النائب بحزب المحافظين (الحاكم) توم توجندات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البرلمان)، عن حق استجابة حزب العمال غير الواضحة، وعدم تعليق (زعيم الحزب) جيريمي كوربين حتى الآن".
وتشير الصحيفة بهذا الأمر إلى أن حزب العمال البريطاني لم يؤيد المظاهرات ضد النظام الإيراني، في استمرار لسياساته المهادنة لطهران، ومنها رفضه العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
وفي ذلك قالت: "مما لا شك فيه أنه سيصر على أن هذا لا علاقة له بـ20 ألف جنيه استرليني التي تلقاها بعد ظهوره عدة مرات على شبكة "برس تي في" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية المملوكة للدولة، فإنه لا يحتاج إلى إغراءات مالية ليكون صديقا لأي نظام يعادي الولايات المتحدة والغرب".
واختتمت بالقول: "يبقى أن نرى إلى أي مدى ستصل هذه الاحتجاجات، فادعاء رئيس الحرس الثوري الإيراني الأربعاء الماضي بأن (الفتنة) قد هزمت يبدو أنه سابق لأوانه، والاحتجاجات استمرت على الرغم من أنها من غير المرجح أن تطيح بالنظام الإيراني إلا أنها ستكون بمثابة تحذير، وبالنسبة لدولة تنفق أموالها على بناء إمبراطورية فارسية جديدة في الشرق الأوسط فهي تذكير بأن هناك مشكلات عميقة في الداخل".