غموض بأحداث سجن "إيفين".. وطهران ترد على "تدخل" بايدن
ما زال الغموض مسيطرا على الأحداث التي شهدها سجن إيفين الإيراني، الليلة الماضية، عقب اندلاع حريق به وسماع دوي إطلاق نار وانفجارات.
وأدى غياب المعلومات الكافية عما حدث داخل السجن، إلى تجمع عائلات المعتقلين صباح اليوم الاحد، أمام السجن، الواقع شمالي طهران، لمعرفة مصير أبنائهم.
وعلى صعيد متصل، أعرب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم بشأن أوضاع السجناء، ومن بينهم عدد كبير من السياسيين والناشطين المدنيين.
ووقعت هذه الأحداث في اليوم الأول من الشهر الثاني للاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل الشابة مهسا أميني (22 عاما) التي توفيت بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، منتصف الشهر الماضي.
وعقب أحداث الليلة الماضية، توجهت مجموعات من رجال الأمن وعربات الإطفاء والإنقاذ إلى سجن إيفين، لتعلن بعد ذلك مصادر رسمية أن الوضع "تحت السيطرة".
طهران ترد على بايدن
وفي سياق متصل، انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الأحد، تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن دعا فيها إلى إجراء تحقيق كامل في أحداث سجن إيفين.
وقال كنعاني في بيان له اطلعت عليه مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، إنه "منذ بداية التطورات الأخيرة في إيران، أمس السبت، أيد الرئيس الأمريكي جو بايدن الاضطرابات في إيران للمرة الألف من خلال تصريحات تدخلية".
وقال "وبما أنه لا يتمتع بمستشارين موثوق بهم ولا ذاكرة جيدة له، فإنني أذكره بأن إيران كانت قوية وصامدة لدرجة لا تسمح بالاستسلام لعقوباتك القاسية وتهديداتك السخيفة"، حسب تعبيره.
ووجه المسؤول الإيراني حديثه إلى بايدن قائلا: "عادتك هي الصيد في المياه العكرة، ولكن تذكر هذه هي إيران".
وكان بايدن قد علق على أحداث سجن إيفين قائلا إن "حكومة إيران قاسية للغاية".
ودعا بايدن في تصريحات خلال رحلته الانتخابية إلى بورتلاند، إلى إجراء تحقيق كامل في الحادث.
وقال الرئيس الأمريكي "فوجئت بشجاعة الناس والنساء اللاتي خلعن الحجاب ونزلن إلى الشوارع، وأنا أكن لهن احتراماً كبيرا".
وكان نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قد قال في تغريدة على تويتر "إننا نتابع التقارير الواردة من سجن إيفين على وجه السرعة، ونحن على اتصال بالحكومة السويسرية بصفتها الوصي على المصالح الأمريكية في إيران".
وأضاف أن "إيران مسؤولة مسؤولية كاملة عن أمن مواطنينا الذين تم اعتقالهم بوحشية ويجب إطلاق سراحهم على الفور".
وفي سياق متصل، تحدثت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إيرنا"، في وقت متأخر من مساء السبت، عن إصابة ثمانية أشخاص في الأحداث التي وقعت في سجن إيفين شمال طهران والذي يضم المئات من الناشطين والسياسيين.
كما تحدثت وكالة أنباء "فارس نيوز" التابعة للحرس الثوري، اليوم الأحد، عن هروب عدد من المعتقلين في سجن ايفين الليلة الماضية.
نمازي يطمئن أسرته
بدوره، أعلن محامي حقوقي دولي عبر حسابه على تويتر أن السجين الأمريكي من أصل إيراني، سيامك نمازي، اتصل بأسرته بعد أحداث سجن إيفين، وأخبرها أنه بخير وتم نقله إلى منطقة آمنة في سجن إيفين.
وقال بعض السجناء الذين تمكنوا من الاتصال بعائلاتهم اليوم إن قوات الأمن قد أخرجت نمازي وسجينا آخر مزدوج الجنسية من العنبر 4 في منتصف أحداث الليلة الماضية.
ونمازي (51 عاما) هو رجل أعمال أمريكي من أصل إيراني، اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بعد إدانته بالتجسس، كما اعتقل والده المسؤول السابق بـ"اليونيسف" باقر نمازي (85 عاما) في العام التالي عندما سافر إلى إيران للمطالبة بالإفراج عن سيامك، وحكم عليه بنفس العقوبة.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، سمحت طهران لنمازي الأب بمغادرة البلاد بعد أن أطلقت سراحه في 2020.
aXA6IDEzLjU5LjIuMjQyIA== جزيرة ام اند امز