صحف فرنسية: مظاهرات إيران لن تخمد والثورة ستطال خامنئي
المتظاهرون يحرقون صور المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وانتشار شعارات "الموت للديكتاتور" في إشارة للمرشد
اعتبرت صحف فرنسية أن الاحتجاجات المشتعلة في نحو 53 مدينة إيرانية لن تخمد كمثيلتها العام الماضي، مشيرة إلى أن الوضع في طهران أصبح كارثيا بقطاعات عدة خاصة بعد تأييد مرشد إيران علي خامنئي زيادة أسعار الوقود.
وأكدت هذه الصحف أن زيادة أسعار البنزين وتأييد خامنئي جعلا الإيرانيين يشعرون بتخلي الطبقة الحاكمة عنهم، معتبرة أن الشعارات المقبلة ستكون لتغيير النظام بأكمله، بما فيه خامنئي نفسه.
وصفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية ما يحدث في إيران بـ"موسم المفاجآت والغضب"، موضحة أن "رياح التغيير امتدت إلى إيران بعد ارتفاع في أسعار الوقود الذي أدى إلى انتفاضة شعبية بطهران ومشهد وشيراز ويزد وكرمان شاه".
وأشارت إلى أنه "على الرغم من التعتيم الذي تفرضه السلطات الإيرانية، نرى في بعض مقاطع الفيديو المسربة أن المتظاهرين يحرقون صور المرشد الإيراني".
وذكرت "لوفيجارو" أن خامنئي دافع عن الزيادة في أسعار الوقود، في وقت يعاني البلد بالفعل من آثار العقوبات الأمريكية منذ انهيار الاتفاق النووي، موضحة أن الارتفاع في أسعار الوقود لا يمكن أن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية، كما أن الاحتجاجات هذه المرة لن تخمد بعد وستتحول لدعوات لتغيير النظام بأكمله.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث الإيراني علي فتح الله نجاد قوله إن الوضع كارثي حقا بالنسبة للإيراني العادي، حيث تستمر الأسعار في الارتفاع بينما يشهد الفساد تغلغلا داخل النظام وهذا هو ما يحفز غضبهم، مضيفا أن المحتجين غاضبون من رؤية النظام الإيراني يأخذ من جيوبهم وليس من جيوب أنصاره من الحرس الثوري الإيراني ودائرة المرشد.
وأضاف نجاد "لقد عارض البرلمان الزيادة في الأسعار، قائلا إنه سيضغط على الفقراء بشكل إضافي سيؤدي إلى احتجاجات لا يمكن السيطرة عليها".
بدورها، سلطت صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية الضوء على الشعارات التي يرددها الإيرانيون بينها "الموت للديكتاتور"، في إشارة لمرشد إيران المؤيد لرفع الأسعار.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية الإيراني والمنافس السياسي لحسن روحاني، انتقد بشدة خطة إصلاح الحكومة، وانضم إليه رئيس البرلمان الإيراني علي لا ريجاني الذي انتقد بدوره هذه القرارات.
وأوضحت الصحيفة أن شعور الإيرانيين بالظلم دفعهم إلى الغضب تجاه الحكومة الإيرانية التي تفضل استثمار أموال الشعب في سياسة التدخل في العراق ولبنان واليمن بدلا من مساعدة شعبها، مدللة على ذلك بهتافات المتظاهرين: "لا غزة ولا لبنان حياتي فقط من أجل إيران".
من جانبها، أشارت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية إلى أن الحصيلة الإنسانية للاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في إيران خسائر في الأرواح ثقيلة جدا.
وأشارت إلى أن قوات الأمن الإيرانية أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى، فيما أعلنت السلطات مقتل 40 شخصا تتحدث المعارضة الإيرانية عن 60 قتيلا.
وأضافت الصحيفة أن المدارس ستظل مغلقة في مدن إيرانية عدة، كما اعتقلت السلطات الإيرانية ما يقرب من 400 شخص منذ الجمعة الماضية، 40 في مدينة يزد (في الوسط)، و180 في محافظة خوزستان (جنوب غرب)، و150 في محافظة ألبرز (غرب طهران).
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني حاول بالفعل في ديسمبر/كانون الأول الماضي زيادة أسعار الوقود، ولكن تم حظر هذا الإجراء في البرلمان بعد احتجاجات هزت البلاد.