أعداد المعتقلين.. أرقام "غير معلنة" باحتجاجات إيران
مازالت أرقام المعتقلين جراء الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ قرابة الأسابيع الثلاثة رقما مسكوتا عنه تحرص طهران على إخفائه.
وتلتزم طهران الصمت حيال إصدار أرقام دقيقة عن عدد المعتقلين، على خلفية الاحتجاجات العارمة في البلاد جراء وفاة الشابة مهسا أميني يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي، فضلاً عن عدم الكشف عن القتلى والجرحى سواء من المتظاهرين أو العناصر الأمنية.
ورغم ذلك، زعم رئيس منظمة السجون الإيرانية غلام علي محمدي، مساء اليوم الأربعاء، أنه تم الإفراج عن نحو نصف معتقلي الاحتجاجات من السجون، إلا أنه لم يوضح عددهم.
وقال محمدي، خلال اجتماع لمجلس القضاء مع رؤساء قضاة مراكز المحافظات، بحضور رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجي، إنه: "تم إطلاق سراح نحو نصف معتقلي أعمال ومثيري الشغب في الآونة الأخيرة من السجون".
ويصف النظام الإيراني المتظاهرين بأنهم "مثيري شغب"، فيما اتهم المرشد علي خامنئي، يوم الاثنين الماضي، دولاً أجنبية، من بينها الولايات المتحدة، بالتخطيط المسبق لمثل هذه الاحتجاجات.
محمدي أكد أنه لن يتم الإفراج عن الأشخاص الذين لعبوا الدور الرئيسي والمنظم في تلك الاحتجاجات.
بدوره، أمر رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجي، المسؤولين القضائيين في جميع المحافظات بإعطاء الأولوية لإنجاز قضايا الأشخاص الذين يواجهون تهماً خطيرة خلال الاحتجاجات.
ودعا محسني إيجي القضاة في المحافظات الإيرانية إلى إصدار أحكام رادعة ضد المتظاهرين الذين اتهمهم بإثارة الاضطرابات، وقال إن "الأشخاص الذين تسببوا في إلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة بشتى الطرق في المحافظات، يجب أن يدفعوا ثمن الأضرار التي لحقت بالممتلكات المتضررة في مناطقهم".
يأتي ذلك فيما تشهد إيران لليلة العشرين على التوالي احتجاجات شعبية في عدد من المدن منها العاصمة طهران.
واندلعت احتجاجات عقب وفاة الشابة مهسا أميني" منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق في طهران بزعم ارتدائها ملابس غير لائقة، لتتسع دائرة الاحتجاجات لتشمل كافة المدن الإيرانية رافعة شعارات تطالب بإسقاط النظام.
رفض التحقيق المستقل بوفاة أميني
وفي سياق متصل، رفض المدعي العام في إيران، محمد جعفر منتظري، اليوم الأربعاء، تشكيل لجنة مستقلة تحقق في وفاة مهسا أميني، وقال إن محامي عائلتها "يدلي بتصريحات لا أساس لها ويقول إنه لا يقبل رأيه قبل إعلان رأي الطب الشرعي".
ويشير منتظري إلى تصريحات محمد صالح نيكبخت محامي أسرة أميني الذي طالب بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق بحضور 3 – 5 أطباء موثوق بهم ونشر صور لكاميرات الأشخاص الذين ألقوا القبض على الشابة القتيلة.
وقال منتظري رداً على طلب تشكيل لجنة لتقصي الحقائق إه: "ابتداء من غد سيطلب من يتعرض لحادث تشكيل مثل هذه اللجنة".
أغلب المعتقلين أطفال
أما الحرس الثوري الإيراني، الذي يعد اللاعب الأهم في مواجهة موجة الاحتجاجات، فقد كشف على لسان أحد قادته أن معظم معتقلي الاحتجاجات أعمارهم 15 عاماً.
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" عن نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، العميد علي فدوي، الأربعاء، قوله "إن متوسط عمر معظم المعتقلين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد هو 15 سنة".
وقال فدوي إن "إهمال مجالات التعليم والمعرفة والدعاية جعل هؤلاء الأشخاص لقمة سائغة للعدو على مذبح الفضاء الافتراضي والإعلامي"، ووصف المتظاهرين بـ "الضالين" و "المدمنين على الألعاب المدعومة" و "ضحايا العدو".
وادعى أن بعض هؤلاء المراهقين والشبان المعتقلين يتحدثون عن كلمات رئيسية شائعة في اعترافاتهم، مثل محاكاة أعمال الشغب في الشوارع بألعاب الكمبيوتر، فضلاً عن الإدمان والاعتماد الشديد على الفضاء الإلكتروني.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg
جزيرة ام اند امز