ضريبة الاحتجاجات.. إيران تزيد القيود على المعارض الإصلاحي موسوي
رغم خفوت صوت الاحتجاجات التي اندلعت في إيران واستمرت أشهرا، فإن ما أحدثته تلك المظاهرات لم تتحمله الذاكرة الرسمية لتتجاهله سريعا.
فالتطورات التي تعيشها إيران حاليًا، تتأثر بالاحتجاجات التي اندلعت في البلاد في سبتمبر/أيلول الماضي، على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، بعد أن ألقت دورية شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها لعدم ارتداء الحجاب.
وفي أعقاب تلك الاحتجاجات، بدأت طهران فرض المزيد من القيود على بعض الشخصيات التي كانت داعمة للاحتجاجات؛ آخرهم الزعيم الإصلاحي البارز مير حسين موسوي.
قيود مفاجئة
وقال موقع "كلمة" المقرب من موسوي، إن السلطات الإيرانية، فرضت يوم الأحد، المزيد من "القيود المفاجئة" على الزعيم الإصلاحي وزوجته زهراء رهنورد القياديين في الحركة الخضراء اللذين يخضعان للإقامة الجبرية في طهران منذ عام 2011.
وأضاف أن "سبب فرض مزيد من القيود على مير حسين موسوي وزهراء رهنورد، ابتداء من مساء الأحد، بسبب نشر تصريحاتهما الداعمة لحركة "المرأة، الحياة، الحرية".
استفتاء حر
وأصدر مير حسين موسوي، آخر رئيس وزراء لإيران بعد الثورة عام 1979، مؤخرًا بيانًا دعا فيه إلى "استفتاء حر" و"إنشاء الجمعية التأسيسية" و"صياغة دستور جديد" في إيران من أجل الحفاظ على البلاد.
وبحسب هذا التقرير، فإنه سيتم نشر المزيد من التفاصيل حول هذه القيود الجديدة على مير حسين موسوي وزهراء رهنورد قريبًا.
من جانبه، أكد أرشيد أمير أرجمند مستشار مير حسين موسوي، على حسابه على "تويتر" زيادة القيود المفروضة على منزل موسوي وزوجته، اللذين وضعتهما السلطات رهن الإقامة الجبرية منذ فبراير/شباط 2011، بعد خطاب علي خامنئي.
وحظي بيان الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي بدعم من قبل ناشطين سياسيين ومدنيين إيرانيين من داخل البلاد وخارجها.
تحول جذري
وشدد موسوي على أن الأحداث "الدموية" التي شهدتها إيران في الأشهر والسنوات الأخيرة تظهر أن "تطبيق الدستور دون تنازلات، باعتباره شعارا كان مأمولا قبل 13 عاما، لم يعد مجديا ويجب اتخاذ خطوة أبعد"
واعتبر أن "إيران والإيرانيين بحاجة ومستعدون لتحول جذري ترسم خطوطه الأساسية انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
وفي وقت سابق، اعتبرت زهراء رهنورد، عنف النظام ضد المرأة بأنه "عنف شديد ووحشي، ليس له مثيل حتى في ديكتاتوريات العصور الوسطى".
وكتب موسوي ورهنورد في بيان موجه إلى السلطات الإيرانية، في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن "المشانق لن توقف الحركة الشعبية".
وعلى الرغم من أن أحد شعارات الرئيس السابق حسن روحاني في عام 2013 كان "رفع القيود" عن موسوي، ورهنورد، ومهدي كروبي، إلا أن هذا الشعار لم ينفذ أبدًا، فالثلاثة ما زالوا قيد الإقامة الجبرية دون محاكمة.