استراتيجية ترامب تربك حسابات المال الإيرانية- الأوروبية
وسائل إعلام فرنسية ومحللون أرجعوا رفض أوروبا استراتيجية ترامب تجاه إيران إلى مصالحها الاقتصادية مع طهران والتي تقوض مكافحة الإرهاب
اتهمت صحف ومحللون فرنسيون دولا أوروبية بأنها تفضل مصالحها الاقتصادية مع طهران على حماية العالم من الخطر الإيراني، وذلك بعد الرفض الأوروبي لاستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران.
وأعلن ترامب استراتيجيته الجمعة الماضية، متضمنة إعلانه أن إيران راعية للإرهاب الدولي عبر مليشيا الحرس الثوري، وأنها لم تحترم الاتفاق النووي المبرم مع أمريكا وروسيا ودول أوروبية، ودعا إلى وجود تعديل سلوك إيران في العالم.
وظهر تأزم أوروبا من هذه الاستراتيجية في مسارعة المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريكا موجيريني بالقول فور انتهاء ترامب من كلمته إنه ليس بيد أي دولة في العالم أن تنهي الاتفاق النووي الإيراني.
وسبق أن أكدت مورجيريني خلال زيارتها لإيران 2016 على أن الاتحاد الأوروبي عازم على أن يصبح أكبر شريك تجاري لإيران من جديد، وكان تصريحا ملفتا للنظر لأنه جاء في أتون انخراط أوروبا في الحرب على الإرهاب المتورطة إيران في نشره في العراق وسوريا ودول أخرى.
وتعلق صحيفة "ليزإيكو" الفرنسية على هذا بأن خطاب ترامب تجاه طهران كان جيدا، إلا أنه لم يعلن مباشرة مليشيا الحرس الثوري منظمة إرهابية بشكل مباشر.
وبررت الصحيفة "أن الأمر الوحيد الذي منع ترامب من عدم اعتبار الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية هو أنهم يعدونه جزءا من الجيش الإيراني، كما أن لهم نفوذ في كل ركن بالاقتصاد الإيراني ولديه حصص كبيرة في بعض الشركات، ويعتبر نصف الاقتصاد الإيراني في يد الحرس الثوري.
وبسبب التغول الاقتصادي لمليشيا الحرس فإن العديد من الدول الأوروبية تخشى على مصالحها واقتصادها إذا ما تم اعتباره منظمة إرهابية، وذلك لكون كثير من هذه الدول، ومن بينها فرنسا وألمانيا، منخرطة في مشاريع استثمارية مع إيران، بحسب ذات الصحيفة.
ولم يعلن ترامب في خطابه أن مليشيا الحرس الثوري منظمة إرهابية بشكل مباشر، ولكن شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلت عن مسؤولين أن وزارة الخزانة ستعتبر أن هذه المليشيا إرهابية، ولكن هذا الإعلان لن يكون عبر وزارة الخارجية.
فيما نقلت إذاعة "فرانس إينفو" الفرنسية عن الباحث السياسي في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، لورانس ناردون قوله إن "الولايات المتحدة تعد وحيدة في معركتها ضد إيران على الرغم من دعم بعض البلدان لها، إلا أن حلفاءها الأوروبيين تخلوا عن ترامب لتعارض ذلك مع مصالحهم الاقتصادية مع إيران".
وفي ذات الاتجاه نقلت صحيفة "ليبراسيون "الفرنسية عن الباحث في معهد العلاقات الدولية الاستراتيجية، والمتخصص في الشأن الإيراني، تييري كوفيلي، قوله: إن "إيران هي المستورد الأول من الاتحاد الأوروبي".
وأوضح كوفيلي أن "هناك مصالح اقتصادية لأوروبا في إيران طويلة الأمد"، لافتا إلى أن" السوق الإيرانية ذات قيمة بالنسبة للاقتصادات الأوروبية".
وانعقدت صفقات ضخمة في الشهور الأخيرة بين دول أوروبية وإيران، من أحدثها توقيع شركة رينو الفرنسية للسيارات شراكة مع إيران لاستثمار 660 مليون يورو في السوق الإيرانية، وتوقيع عت شركة توتال، عملاق الطاقة الفرنسي، اتفاقا بقيمة 5 مليارات دولار مع إيران.
ولهذا، فإنه أمس السبت، لجأ وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى الكونجرس الأمريكي لكي يوقف مساعي ترامب لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني.
ودعا مصدر دبلوماسي فرنسي الأوروبيين إلى أن ينظروا لتصريحات ترامب الأخيرة بنظرة أعمق، ويقرون الخطر الحقيقي التي تشكله إيران في المنطقة.
وأشار المصدر إلى أن من ملامح هذا الخطر الدعم المادي للإرهاب والتطرف، مثل مساعدة الرئيس السوري، ودور طهران في زعزعة استقرار في عدة بلدان أخرى بتقديم الدعم لحزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن، بجانب هجمات قراصنة الكمبيوتر؛ وانتهاكات لحقوق الإنسان وتطوير الصواريخ البالستية.
وعلى هذا اعتبر أن هناك فرصة لوزارة الخزانة الأمريكية باتخاذ التدابير اللازمة "لتجفيف منابع الإرهاب الإيراني ماليا ومعاقبة أولئك الذين يعملون معهم".
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA==
جزيرة ام اند امز