باحث إيراني يكشف كيف احتال سليماني لاختطاف صحفي معارض من العراق
الباحث يؤكد أن "سليماني استخدم بطريقة مزورة اسم المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني، لخداع الصحفي المعارض واستدراجه".
كشف باحث إيراني، السبت، كيف احتال قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني، لخداع الصحفي الإيراني المعارض روح الله زم، وجلبه إلى العراق واختطافه.
وأوضح، حسن فرشتيان، المتخصص في القضايا الدينية والمقيم بفرنسا، في تصريحات نقلها موقع "إيران بيك" المعارض، أن "سليماني استخدم بطريقة مزورة اسم المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني، لخداع الصحفي المعارض".
وقال فرشتيان، وهو صديق مقرب من الصحفي الإيراني، إنه "روح الله زم تم استدراجه بحجة إجراء مقابلة مع السيستاني، وقبل مغادرته فرنسا بحوالي 22 ساعة متوجها إلى العراق، جاء إلى مكتبي وطلب مساعدتي في طرح أسئلة فقهية على السيستاني".
وأضاف: "روح الله زم أخبرني أنه سيلتقي السيستاني في النجف، وأنه وعده بتمويل قناة فضائية يجري العمل لإطلاقها، وأنه سيظهر على هذه القناة في أول مقابلة له مع زم".
وأشار الباحث الإيراني إلى أنه كان يعارض سفر روح الله زم إلى العراق، لكنه أكد أن "زم ذهب إلى العراق لثقته في السيستاني، وبعد أن قاموا بإعداد مشهد له يعتقد أنه مرتبط بمكتب السيستاني".
- والد صحفي إيراني معارض يكشف تفاصيل ومكان اعتقاله
- زوجة صحفي إيراني معارض تكشف عن كواليس اعتقاله في العراق
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، عقب يوم فقط من إعلان اعتقال زم، عن مصدر وصفته بالمطلع في مكتب السيستاني نفيه وجود صلة سواء مباشرة أو غير مباشرة بين مكتب السيستاني والصحفي الإيراني المعارض، فضلا عن عدم إرسال أي شخص لمقابلته بعد وصوله بغداد.
ويدير زم موقع "آمد نيوز" الإخباري المعارض للنظام الإيراني، والذي نشر عبره العديد من الوثائق عن فساد بين كبار المسؤولين الإيرانيين، ما أحدث ضجة كبيرة، وتمكن الحرس الثوري من السيطرة على الموقع.
واعتقل "روح الله زم" لفترة قصيرة في إيران عقب احتجاجات شعبية عام 2009 في بلاده، قبل أن يغادرها كلاجئ سياسي لدى باريس منذ عقد تقريبا ودشن منصته المعارضة من هناك.
وأقام روح الله زم مع زوجته في فرنسا؛ فيما حظيت منصته الإخبارية باهتمام كبير من جانب معارضين إيرانيين.
وأعلن جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني في بيان رسمي، 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري اعتقال زم بعد استدراجه في عملية استخباراتية وصفها بالمعقدة باعتباره أحد مشاهير وسائل الإعلام التي نعتها بالمعادية.
وعلى الرغم من أن استخبارات الحرس الثوري لم تعلن مكان اعتقال روح الله زم على وجه الدقة، غير أن زوجته قالت بعد يومين من القبض عليه أن عناصر مليشيا الحرس الثوري اختطفت زوجها بعد وصوله إلى العراق قادما جوا من فرنسا.
وكشف محمد تولايي، مسؤول الإشراف داخل مكتب قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني، 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أن هناك تعاونا مع أجهزة استخبارات أجنبية أخرى في عملية اعتقال الصحفي المعارض مؤسس موقع آمد نيوز، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكانت مهسا رازاني، زوجة زم كشفت أن زوجها غادر فرنسا قبل يوم واحد من اختطافه على متن إحدى طائرات الخطوط الملكية الأردنية من مطار شارل ديجول في فرنسا، ثم العاصمة الأردنية عمان قبل أن يحط الرحال في بغداد.
وأضافت رازاني، خلال مقابلة مع منصة "إيران واير" التي يباشرها صحفيون إيرانيون مناهضون للنظام عبر الإنترنت، أنها كانت على تواصل معه وراسلها هاتفيا أثناء توقف الطائرة ترانزيت لعدة ساعات في عمان.
وأشارت إلى أنه ظل على تواصل معها وأرسل لها صورة سيلفي التقطها لنفسه بمطار عمان، بل ظل يتصل بها حتى قرابة 24 ساعة من وصوله إلى بغداد.
وبعد يوم من وصوله إلى العراق، حسب زوجته، انقطعت أخباره بعد أن أبلغها في نبرة وصفتها بغير العادية في مكالمة هاتفية بينهما لم تستغرق أكثر من 60 ثانية أنه لا يزال على ما يرام، قبل أن تصلها أنباء حول اعتقال استخبارات مليشيا الحرس الثوري له بعد استدراجه في عملية وصفها بيان رسمي لطهران بـ"المعقدة والاحترافية".