إيران بأسبوع.. احتجاجات في الأحواز والعدالة تطال "لجنة الموت"
شهد الأسبوع الماضي حدثين بارزين بالنسبة لإيران؛ أولهما اندلاع احتجاجات بعد وفاة مريبة لشاعر معارض في جنوب البلاد.
شهد الأسبوع الماضي حدثين بارزين بالنسبة لإيران، أولهما اندلاع احتجاجات بعد وفاة مريبة لشاعر معارض في جنوب البلاد، وثانيهما اعتقال مسؤول قضائي سابق في السويد على خلفية تورطه في إعدامات جماعية لمعارضين قبل 30 عاما، ضمن ما عرف حينها بـ"لجنة الموت".
وشهدت منطقة كوت عبدالله ومدن أخرى في إقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية سكانية عربية جنوب إيران، احتجاجات مطلع الأسبوع الماضي بعد ساعات من وفاة الشاعر حسن حيدري فجأة داخل أحد المستشفيات الحكومية.
واتهم محتجون -إلى جانب بعض أفراد عائلة حيدري- السلطات الإيرانية بالتورط في وفاته، بعد أن اعتقل لفترة نهاية العام الماضي بسبب آرائه السياسية المناهضة لنظام ولاية الفقيه، قبل أن يطلق سراحه بعد دفع كفالة مالية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي محتجين على ما يبدو يُنزلون أعلاما إيرانية بإحدى الساحات العامة في أحد شوارع إقليم الأحواز، الإثنين الماضي.
وشنت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات عشوائية طالت عددا من الأشخاص على خلفية احتجاجات نددت بوفاة الشاعر المعارض في ظروف غامضة.
وزعمت الاستخبارات الإيرانية بمحافظة خوزستان أن العناصر التي جرى اعتقالها تقف وراء ما سمته "الحركات الانفصالية الأخيرة" بالأحواز، موضحة أن حملة الاعتقالات جرى تنفيذها بعد تعاون استخباراتي قضائي.
وبحسب بيان لاستخبارات خوزستان، ونقلته وكالة أنباء فارس (شبه رسمية)، الخميس، فإنه تم تحديد هويات عدد من الأشخاص في الأحواز، وجرى اعتقالهم بدعوى إهانتهم العلم الإيراني، زاعما أن المقبوض عليهم لديهم تاريخ جنائي وارتباط بتنظيمات خارج البلاد.
واتهم نشطاء أحوازيون مقربون لحيدري (29 عاماً) على مواقع التواصل الاجتماعي، نظام المرشد الإيراني علي خامنئي بتسميم الشاعر المعروف بأشعاره اللاذعة التي هاجمت مراراً التمييز والقمع بحق السكان العرب من جانب السلطات الإيرانية.
واعتبر النشطاء أن السم يعد أحد أساليب النظام الإيراني الشائعة لتصفية معارضيه في داخل البلاد.
وأعربت جماعات معارضة إيرانية في المهجر أبرزها المقاومة الإيرانية، التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق تضامنها مع احتجاجات الأحواز، ودعت لمزيد من الحشد داخليا في مواجهة القمع الذي تمارسه سلطات النظام الإيراني.
واعتقلت السلطات السويدية حميد نوري، أحد القضاة الإيرانيين الضالعين في مجزرة إعدام 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق (معارضة) صيف عام 1988.
ووجهت محكمة سويدية اتهامات إلى المسؤول القضائي الإيراني السابق داخل سجن جوهر دشت بمدينة كرج (20 كم غرب العاصمة طهران) بالتورط في جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية إضافة إلى التعذيب، والمشاركة بجريمة مستمرة هي رفض تسليم جثامين من نفذت بحقهم الإعدامات إلى ذويهم.
يشار إلى أن مجزرة إعدامات عام 1988 جرى تنفيذها بأوامر مباشرة من الخميني، بعد إرساله لجنة إلى السجون الإيرانية الموجود داخلها سجناء لأسباب سياسية التي عرفت حينها باسم لجنة الموت.
وضمت تلك اللجنة آنذاك عددا من مسؤولي القضاء والاستخبارات في إيران أبرزهم رئيس السلطة القضائية الحالي إبراهيم رئيسي المقرب من مرشد نظام طهران علي خامنئي.
ورحبت أجنس كالامارد المقررة الأممية المعنية بالإعدامات التعسفية والجائرة، الخميس، باعتقال السلطات السويدية نائب المدعي العام الإيراني الأسبق.
وتعد هذه المرة الأولى التي يحاكم فيها أحد المتورطين في الإعدامات الجماعية، التي راح ضحيتها آلاف السجناء السياسيين داخل إيران قبل 3 عقود، حسب "كالامارد".
ومددت محكمة سويدية، الأربعاء، حكما باحتجاز نوري لمدة عام آخر داخل البلاد لاستكمال إجراءات محاكمته بعد اعتقاله أثناء وجوده في ستوكهولم مؤخرا.
وكشف الخبير القانوني والمدعي الخاص في قضية الإعدامات الجماعية كاوه موسوي أن السلطات السويدية أوقفت نائب المدعي العام الإيراني السابق في سجن جوهر دشت، بسبب وثائق جمعها الناشط الحقوقي إيرج مصداقي السجين السياسي الأسبق على مدار السنوات الماضية.