شهد العالم الكثير من العمليات الإرهابية التي حملت بصمات الدعم الإيراني بكل وضوح، ولم يكتف النظام الإيراني بتقديم الدعم معزولاً.
لايبدو أن هناك سبيلا مناسبا يمكن من خلاله التعامل مع النظام الإيراني الذي ينتهج أساليب متناقضة، فهو نظام غير صادق وغير واضح ولا يقول الحقيقة أبداً، والأقرب وصفاً أنه نظام مخادع يعتمد الحيل للوصول إلى أهدافه، ولذلك يمكن القول إن النظام الإيراني نظام خارج على القانون، فهذا النظام في إيران يقوم على إدارة وتسيير الأنشطة الإرهابية على المستوى العالمي، من خلال دعم مستمر للأنشطة الإرهابية عبر أجهزة الدولة الاستخباراتية وحرسها الجمهوري وعلى رأسهم فيلق القدس، الذي يشكل الذراع المنفذ للعمليات الإرهابية المدعومة من النظام في طهران.
فيلق القدس هو آلة إيرانية أساسية تعمل على دعم الوكلاء الإرهابيين وتنمية وتوجيه أعمالهم، ويدعم فيلق القدس الكثير من المنظمات التي تم تصنيفها عالميا بأنها منظمات إرهابية وعلى رأسها حزب الله في لبنان، حيث يقوم النظام الإيراني بتقديم كل أدوات الدعم من تدريب وتمويل وتخطيط، وقد شهد العالم الكثير من العمليات الإرهابية التي حملت بصمات الدعم الإيراني بكل وضوح، ولم يكتف النظام الإيراني بتقديم الدعم معزولاً عن المشاركة الفعلية في إنشاء الكثير من المنظمات الإرهابية في دول عربية وغير عربية، كما في العراق واليمن ولبنان وسوريا وأفغانستان وغيرها من الدول .
النظام الإيراني أيضا قدم الدعم للإرهاب من خلال إيواء رموزه في العالم، وقد حدث ذلك مع تنظيم القاعدة واستمرت إيران في تقديم هذه الخدمة حتى اليوم، بالإضافة إلى عمليات التدريب المباشر، وقد كشفت الكثير من الدول عن مخططات إرهابية وقفت إيران خلفها وقدمت التدريب والدعم المادي واللوجستي لمنفذيها، ولعل أحدث الأمثلة والأدلة على ذلك ما أعلنته المملكة العربية السعودية أمس الثلاثاء حول تمكن أجهزتها الأمنية من القبض على خلية إرهابية تلقى جزء من عناصرها التدريب على يد الحرس الثوري في الداخل الإيراني.
لقد تحملت المنطقة العربية خلال أربعة عقود مضت الدمار الذي أحدثه الدعم الإيراني للإرهاب، والذي أصبح مشكلة دولية يمكن مشاهدتها في معظم دول العالم، وخاصة عندما حاولت إيران ابتزاز العالم من أجل مشروعها النووي، وحاولت الضغط عبر عملياتها الإرهابية على المنطقة والعالم، مما دفع الرئيس الأمريكي ترامب للقول في مايو من العام 2008 م" إن أمريكا لن تكون رهينةً للابتزاز النووي" في رسالة واضحة للنظام الإيراني.
دعم الإرهاب في إيران يشكل جزءا من مسارات أخرى تخريبية، فلديها الكثير من البرامج العدائية، وعلى رأسها برنامج إيران الصاروخي، والذي يطمح من خلاله النظام الإيراني إلى السيطرة على المنطقة من خلال التهديد المباشر لدول الجوار، ومع كل محاولات دول المنطقة والدول الكبرى في العالم إصلاح هذا النظام، إلا أن هذه المحاولات لم تكن سوى سراب سياسي مفقود، وخاصة عندما حاول العالم أن يمنح إيران الفرصة من خلال الاتفاق النووي الذي فشل بشكل كبير وكانت أمريكا أول الدول المنسحبة من هذا الاتفاق، حيث ثبت أن سلوك النظام الإيراني بعيد عن سلوكيات الدول الطبيعية، ولذلك يبقى السؤال إلى متى سوف يستمر العالم صامتا تجاه هذه النظام الذي يشبه في أعماله ما قام به هتلر من دمار وحروب وإرهاب؟.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة