إن هذا التصريح يُظهر حقيقة نظام الملالي وطبيعته الإرهابية، ويفضح خطابه العدواني القائم على استعداء العالم والداعي إلى الحرب.
ليس غريباً على نظام الملالي الإرهابي السلوك الشاذ في مجال العلاقات الدولية، وخاصة مع الدول التي يسعى إلى احتلالها وضمها ضمن ما يطلق عليه نظرية "الهلال الشيعي"، هذا الهلال الذي يمتد من إيران شرقاً حتى لبنان غرباً، إضافة إلى العراق وسوريا، وما يمكن وضع اليد عليه من أراضٍ عربية.
فحتى مطلع هذا العام، كان قاسم سليماني يصول ويجول عبر الحدود بين دول هذا "الهلال"، واضعا الاستراتيجيات الحربية وراسما التحالفات السياسية، ومتدخلا في كل صغيرة وكبيرة في هذه البلدان، وحتى يومنا هذا، تستمر إيران بتدخلها المستفز للعرب الرافضين لعلاقة السيد والتابع التي تربط إيران بحلفائها.
وليس من قبيل الصدف، أن تكشف إيران على لسان المتحدث باسم الجيش الإيراني أبو الفضل شكارجي، أنّها أرسلت خبراء ومستشارين عسكريين إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان، مضيفاً: "نحن نقدم لدول "محور المقاومة"الاستشارات العسكرية. لذا، نقلنا خبراتنا إلى دول كاليمن وسوريا والعراق ولبنان، حيث أرسلنا خبراءنا إلى تلك الدول"، إذ يتوجب علينا بناء على تصريحه هذا، أن نستقصي حقائق الدور الإيراني العدواني وطبيعته، لنجد أن نظام الملالي يغلف الغاية السياسية العدوانية الواضحة بغطاء تقديم المساعدات الاستشارية، فالغاية التي تبرر الوسيلة هي احتلال الدول العربية وإخضاعها لقرار مركزي تتحكم فيه قم وطهران.
وفي حديثه الصحفي، يدّعي شكارجي أن "جيوش هذه الدول وشعوبها هي من تقف في مواجهة العدو، وأن إيران تساندها فقط"، فهل العدو الذي قصده هم الشعوب نفسها التي تعاني من الإرهاب من أكبر مدينة في سوريا والعراق ولبنان، إلى أضيق زقاق في غزة؟، وهل العدو هم نشطاء المجتمع المدني الذين يُغتالون في العراق ويُعاقبون في لبنان، ويُلاحقون في أنحاء العالم، ويُعدمون في إيران؟.
إن هذا التصريح يُظهر حقيقة نظام الملالي وطبيعته الإرهابية، ويفضح خطابه العدواني القائم على استعداء العالم والداعي إلى الحرب وتقسيم المنطقة بين حليف راضخ أو عدو مُستهدَف، حتى يصل بنا الأمر إلى واقع اصطفافنا، نحن دول التحالف العربي، في نظر نظام الملالي، في خانة العدو، رغم دعوة قيادات دول التحالف الحكيمة مرارا وتكرارا لعودة هذا النظام إلى صوابه، وتشجيعه على الالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية، والعمل على بناء علاقات حسن جوار ومنطقة يسودها السلام والتفاهم، ويغلب فيها صوت الحوار أصوات الكراهية والمذهبية، وصولاً إلى دعوات التهدئة وإعلاء صوت المصلحة والعقل، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
نقولها بكل صراحة: لا يستوي منطق حسن الجوار مع منطق التدخل الإيراني السافر، ولا يمكن لدول بعينها ألا تطالها عقوبات جرائم الإبادة والحرب، وأن تظل خارج الشرعية الدولية بممارساتها غير الشرعية، وميليشياتها الخارجة على القانون، والتي تهدد السلام الأهلي والإقليمي بطائراتها المسيرة وصواريخها التي تستهدف المنشآت المدنية والأبرياء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة