إيران تكشف سبباً جديداً لنشر صواريخها ومليشياتها بدول الجوار
طهران كشفت مجدداً عن أسباب قيامها بزرع مليشيات في دول المنطقة ومساعدتها على امتلاك ترسانة أسلحة تفوق بعض الجيوش
كشفت إيران مجدداً عن أحد أسباب رعايتها لصنع وتسليح مليشيات في دول المنطقة، بإعلانها التجهيز لنشر قوات ومنظومات دفاع جوي في تلك الدول وتحريكها في أي وقت تشعر فيه طهران بالتهديد.
ففيما هو معلوم أن إيران تستخدم تلك المليشيات لتغيير حكومات أو تثبيت حكومات- حسب أيهما موالٍ لها- فإنها بذلك تكشف سبباً جديداً وهو استغلال تلك المليشيا التي يكون معظم أفرادها غير إيرانيين في حماية حدود إيران ذاتها.
فقد أعلن قائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي الإيراني، العميد فرهاد إسماعيلي، توفر الاستعداد لنشر القوات ومنظومات الدفاع الجوي، فيما أسماها بدول جبهة المقاومة، وتنفيذ ذلك فيما لو صدر الإيعاز من مرشد إيران علي خامنئي.
وأضاف، بحسب ما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية، الثلاثاء، أن مساعدات إيران للدول الإسلامية التي ادَّعى أنها "رازحة تحت الظلم" هي مساعدات استشارية، إلا أن جميع منظوماتنا وأفرادنا على استعداد لنشرهم على الفور متى ما أوعز خامنئي، وفي حال شعور إيران بتعرضها لتهديد.
ولم يصرح إسماعيلي بمن يقصد بدول "جبهة المقاومة" أو الدول "الرازحة تحت الظلم"، ولكن إيران تطلق صفة جبهة المقاومة على الدول التي تضع عينها عليها لاحتلالها بشكل تدريجي، وتكون قد نجحت في صنع مليشيات فيها تأتمر بأمرها.
وتدعي تلك المليشيات أمام شعوب هذه البلاد أنها تتبنى العمل المسلح تحت بند "نصرة المظلومين" ومقاومة "المستكبرين".
وهي تقصد بالمستكبرين الحكومات الوطنية، بهدف إثارة الشعوب ضدها والثورة عليها وإبدالها بحكومات موالية لإيران (كما فعلت في العراق وتفعل في اليمن)، أو حماية حكومات موالية فعلاً لإيران (مثلما تفعل في سوريا) أو مليشيات تكون بمثابة جيش موازٍ للجيش النظامي الرسمي للحكومي لابتزاز الدولة (كما تفعل في لبنان).
وأضاف إسماعيلي أنه مثلما حققت ما وصفها بمجموعات المقاومة (والمقصود المليشيات مثل المليشيات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن وحزب الله في لبنان) نتيجة جيدة في المعارك البرية، ونرى أن داعش قد تلاشى في الحقيقة، فإن هذا الأمر ممكن أيضاً على الصعيد الجوي.
وجاء ذلك بعد أيام قليلة من تصريح لرئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، بأنه في حال أي اعتداء على إيران فإن الحرب لن تبقى ضمن الحدود الإيرانية.
وبحسب ما نقلته عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية، السبت الماضي، فإنه خلال كلمة له في مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي، قال إن الحرب لن تنحصر في الحدود بسبب قوة الردع التي تمتلكها إيران.
ويبدو أن باقري كان يشير أيضاً في ذلك إلى المليشيات الإيرانية أو الموالية لإيران المنتشرة في عدة دول في المنطقة، والتي ستكون على أهبة الاستعداد لإثارة القلاقل في الدول التي بها، كي تورط تلك الدول في معارك مفتعلة وتشعل المنطقة.
وتلقي هذه التصريحات من جديد، الضوء على خطورة مناصرة أو تقوية أو بقاء تلك المليشيات، لأنها لن تكون إلا سلاحاً إيرانياً موجهاً لصدور الدول المقيمة بها.
وسبق أن كشفت مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق عن تمكنها من امتلاك ترسانة أسلحة متقدمة، بعضها لا يملكه الجيش العراقي.
ففي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت "فرقة العباس القتالية"، إحدى فصائل مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران، أن الحشد أنتج راجمة صواريخ في سابقة هي الأولى في العراق.
وزادت هذه الخطوة من تأكيد التوقعات بأن تلك المليشيا تخطط لأن يعلو دورها فوق دور الجيش العراقي؛ حيث سبق وأعلنت أنها تعتزم فتح أكاديمية عسكرية وكلية أركان لتخريج دفعات من المقاتلين.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قال قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني إن انضمام مليشيا الحشد الشعبي إلى الجيش العراقي، حوَّل هذا الجيش إلى جيش "حزب الله"، بمعنى أن أصبح جيشاً بالمواصفات الإيرانية على حد رأيه.
كما برر تدخل إيران في سوريا، بأن سوريا بـ"نظامها الشرعي" شكّلت ولا تزال جسر عبور "للمقاومة" في لبنان وفلسطين، وأن "محور المقاومة حقق النصر في هذه الحرب ضد المستكبرين"، في إشارة منه إلى ترسيخ قدم إيران في سوريا.
وفيلق القدس الذي يرأسه سليماني منذ 20 عاماً هو المسؤول عن زرع وصناعة مليشيات في الدول المستهدفة، بعد تشييع جزء من سكانها، ثم تدريبهم وتسليحهم ليكونوا قوة مسلحة موازية لجيوش تلك البلاد، وتقوم بتهديدها ورفع السلاح في وجهها أو خلعها من الحكم عند اللزوم.
aXA6IDMuMTUuMjE0LjE4NSA=
جزيرة ام اند امز