ظريف نفسه يعترف بأن الاتفاق الإيراني النووي، أعطى لنظام الملالي خشبة الخلاص حين مقاربته الغرق قبل أربع سنوات
تُظهر المستجدات المتسارعة مؤخراً في الحراك الدبلوماسي الإيراني الذي يواكبه التهديد الأرعن من جنرالات الحرس الثوري، مزيداً من الرضوخ الإيراني للشروط الأمريكية التي تفرضها سياسات حازمة للرئيس الأمريكي ترامب، مماثلة تماماً لما جعله قادراً على أن يروّض نموراً آسيوية أشرس، ووحوشاً كاسرة من كوريا الشمالية شرقاً إلى فنزويلا غرباً.
فلا عاقل يمكن له أن يغفل عن رضوخ القيادة الإيرانية للشروط الأمريكية، مع موقفها المتمسك بورقة التين كي تخفي عورتها أمام مواطنيها وسائر جمهور الممانعة الموهوم بقوة حرسه الثوري ونصره الإلهي المعبّر عنه بتصريحات عبيطة وهلوسات مجنونة لنصر الله دمية إيران في لبنان.
ستخبرنا الأيام القادمة تفاصيل أدق عن الصفقة التي تنتهي إليها عملية المقايضة والابتزاز الإيراني بسلوكيات المغامرة وسياسات الهروب إلى الأمام، ولا شك أن مقصلة الشعب الإيراني لنظام الملالي آتيةٌ قريباً.
والعاقل عليه أن يقرأ رد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف على سؤال لوكالة "إرنا" الإيرانية حول هذا الموضوع، حيث قال فور وصوله إلى نيويورك: "الأوروبيون يدعون بأنهم يرغبون في الحفاظ على الاتفاق النووي، إلا أننا لم نشهد لغاية الآن ما يؤكد حرصهم للحفاظ عليه واستعدادهم لتحمل ثمن ذلك"، مضيفاً أنّ هنالك فارقا حقيقيا بين إعلان الرغبة والإرادة للحفاظ على اتفاق دولي، وبين الاستعداد لدفع ثمن ذلك، في إشارة واضحة إلى عملية المقايضة التي قبلت بها القيادة الإيرانية، وأكبر دليل عليها سكوت آيات الله عنها، وخاصة خامنئي، وجميع قيادات رأس النظام الذي بات على شفير هاوية الإفلاس والانكشاف الكلي أمام المواطن الإيراني الباحث عن كرامة ولقمة عيش وكفاية يومه، كما على حافة الوقوع في المحظور باستهدافه ناقلات النفط وتهديده أمن واستقرار المنطقة، وصولاً إلى جاهزية الأساطيل الأمريكية لضربه في أي وقت.
ظريف نفسه يعترف بأن الاتفاق الإيراني النووي مع أمريكا وأوروبا وبقية العالم، أعطى لنظام الملالي خشبة الخلاص حين مقاربته الغرق قبل أربع سنوات من اليوم، إذ يقول: "إنّ من الأهداف الأساسية للاتفاق النووي التي تحققت، خروج ملف إيران من مجلس الأمن الدولي، وإجهاض الإجماع الدولي ضد إيران"، وبذلك يعترف ظريف بالمهمة الملحة التي يعمل الآن على إنجازها بتوكيل من أعلى مستويات القرار في إيران، والمتمثلة بقبول العرض الأمريكي بالتفاوض المباشر حول اتفاق جديد يضمن لأمريكا رقابة أدق على المشروع النووي الذي يهدد المنطقة بأسرها مع ما يعنيه ذلك من تهديد لاستقرار واحدة من أهم مناطق العالم لجهة تزويدها دول العالم بما يقارب نصف حاجتها من النفط وخاصة دول شرق آسيا التي تعتمد كلياً على النفط العابر لمضيق هرمز.
ستخبرنا الأيام القادمة تفاصيل أدق عن الصفقة التي تنتهي إليها عملية المقايضة والابتزاز الإيراني بسلوكيات المغامرة وسياسات الهروب إلى الأمام، ولا شك أن مقصلة الشعب الإيراني لنظام الملالي آتيةٌ قريباً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة