فنانات إيرانيات يثرن ضد النظام بـ"خلع الحجاب"
رسمت دماء الشابة الكردية مهسا أميني التي فارقت الحياة منتصف سبتمبر/أيلول 2022، بعد اعتقالها على أيدي شرطة طهران لعدم ارتداء الحجاب، ثورة مستمرة للإيرانيات لمواجهة سياسات النظام والقيود التي يفرضها على النساء منذ عام 1979.
وبدأت أصداء "ثورة الحجاب" لا تقتصر على الداخل الإيراني، فيما تواصل الفنانات والرياضيات والمشاهير الكشف عن الحجاب في أي حدث عالمي لجذب انتباه العالم والمجتمع الدولي بإصرار المرأة الإيرانية على مواجهة القبضة الأمنية والقيود المفروضة علينا في الداخل الإيراني.
وفي أحدث خطوة لتأكيد هذه الثورة، ظهرت نجمة السينما الإيرانية البالغة من العمر 51 عاماً، نيكي كريمي، من دون حجاب خلال مشاركتها في مهرجان برلين السينمائي أمس الاثنين.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم الثلاثاء، إن "نيكي كريمي التي ظهرت على السجادة الحمراء لمهرجان برلين؛ كانت بلا حجاب خلال منح جوائز للفائزين"، متسائلة "هل سيتم معاقبتها ومنعها من الأنشطة السينمائية بسبب عدم ارتداء الحجاب".
وقبل ثلاثة أسابيع، ظهرت الممثلة السينمائية "شقايق دهقان" من دون حجاب وهي تحمل باقة من الزهور في أحد شوارع العاصمة طهران، وقد نشرت في حسابها الرسمي على إنستغرام نقلاً كلمات "فيسوافا شيمبورسكا"، الشاعرة البولندية الحائز على جائزة نوبل، قال "يموت الناس على الجسر، لقد أحضرت زهرة المواجهة".
وعلى الرغم من اعتقالات وتهديدات الممثلين والفنانين الداعمين لاحتجاجات ثورة مهسا أميني على مستوى البلاد، فقد انتشرت الاحتجاجات واكتشاف حجاب المصورين السينمائيين أكثر من أي وقت مضى.
وقرر عدد من الرياضيات الإيرانيات الامتناع عن ارتداء الحجاب الإلزامي إلى جانب هذه الحركة. ومن أبرز الشخصيات في هذا المجال، إلناز ركابي، متسلقة صخور إيرانية ظهرت بدون حجاب في مسابقة كوريا الجنوبية.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، شاركت لاعبة الشطرنج، سارا خادم الشريعة، البالغة من العمر 25 عامًا، المشاركة في بطولة عالمية في كازاخستان بدون حجاب، وقد رفضت العودة إلى طهران واستقرت في اسبانيا مع زوجها وابنها خوفاً من الملاحقة من قبل السلطات الإيرانية.
وفي 10 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ظهرت الممثلة والفنانة البارزة "ترانة علي دوست" من دون حجاب في أحد شوارع طهران، وأكدت دعمها للاحتجاجات، وقد اعتقلتها السلطات الأمنية وأفرجت عنها بكفالة في ديسمبر الماضي.
كما خلعت عدد من الفنانات الحجاب من بينها "كتايون رياحي" و "فاطمة معتمر آريا" و "مينا أكبري" و "خزر معصومي"، فيما أعلن فنانون وناشطون من الرجال دعمهم لتلك الاحتجاجات وعمليات الكشف عن الحجاب.
وتعتبر السلطات القضائية الإيرانية أن كشف الحجاب مخالفة يحاسب عليها القانون الإيراني بعقوبة السجن والغرامة المالية وفي حال تكررت بالإضافة إلى ذلك الجلد 60 جلدة.
وقال محمد مهدي إسماعيلي، وزير الثقافة والإرشاد الإيراني مؤخراً في خطاب موجه إلى الفنانات اللواتي خلعن الحجاب خلال الاحتجاجات الأخيرة ، قائلاً إنه بسبب "خرقهن للقانون".
وأضاف أن "كشف الحجاب بالإضافة إلى العقوبة سوف يحظر على الفنانات مواصلة أعمالهن ووظائفهم بحرية"، مبيناً أن "الفترة الجديدة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي هي فترة حكم القانون ومظلة الحكومة والنظام يشمل كل أبناء الثقافة والفن ماعدا المصريين على مخالفة القانون".
وقال وزير الثقافة الإيراني "إذا أصر أحد على عدم اتباع قوانين الجمهورية الإسلامية، فإننا سوف نمنعه من أداء أعماله".
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، دعت الوزير إلى "حجاب واحد" للفنانات في التلفزيون والسينما وشبكة الترفيه المنزلي في برنامج تلفزيوني.
وتشير استطلاعات الرأي الإيرانية التي نشرت في وقت سابق من العام الماضي، أن أغلب الإيرانيات يرفضن الحجاب الإلزامي الذي تفرضه السلطات منذ عام 1979.