مؤامرات الاغتيال.. "ألغام" على طريق بايدن لإحياء "نووي إيران"
مؤامرات إيرانية تستهدف اغتيال شخصيات أمريكية تزرع الألغام على طريق إحياء الاتفاق النووي وتعقد مسار الرئيس الأمريكي بهذا الاتجاه.
مجلة "بوليتيكو" الأمريكية ذكرت أن مؤامرة لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، تعقد اقتراب الرئيس جو بايدن من إعادة إحياء الاتفاق النووي.
وأكدت المجلة الأمريكية أن الأنباء التي وردت هذا الأسبوع بتوجيه وزارة العدل اتهامات لعميل إيراني في مخطط مشتبه به لقتل بولتون، تقود إلى مطالبات متجددة في واشنطن لبايدن بالتخلي عن محادثات النووي.
وتأتي قضية بولتون عقب اعتقال رجل يشتبه في أنه كان جزءًا من مساع إيرانية لاختطاف الناشطة ومسيح علي نجاد، الأمريكية من أصل إيراني التي تنتقد النظام في طهران.
والجمعة، أفادت تقارير بتعرض الكاتب البريطاني من أصول هندية، سلمان رشدي، للطعن خلال فعالية عامة في غرب ولاية نيويورك.
ولم تتوفر كثير من التفاصيل عن المهاجم فورًا، لكن سرعان ما تكهن مراقبو السياسة الخارجية أنه قد يكون هناك صلة بطهران.
ورشدي يعتبر أحد أكثر المطلوبين لطهران، وقد سعت الحكومة الإيرانية لقتله على مدار سنوات بسبب كتابات اعتبرتها "كفر".
أبعد من النووي
فصيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا يعتبر أن الحكومة الإيرانية لا يمكن الوثوق بها ببساطة وأن أي صفقة مع طهران يجب أن تغطي جرائمها بما يتجاوز الطموح النووي.
كما تسلط الأنباء الضوء على الطبيعة المعقدة للعلاقات الأمريكية الإيرانية، والتي تعتبر مهلكة وعدائية – حتى عندما يتفاوض البلدان على مسائل حساسة، وفق المجلة.
وقال النائب عن ولاية تكساس، مايك ماكول، الجمهوري البارز بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: "يجب أن تتخلى إدارة [بايدن] عن المحادثات النووية وأن تعطي الأولوية للأمريكيين."
ورددت علي نجاد هذا الرأي، مضيفة أنه يجب على الولايات المتحدة تضييق الخناق أكثر على إيران بطرد دبلوماسييها في أمريكا، مثل أولئك الذين يخدمون ببعثة إيران إلى الأمم المتحدة.
ورأى بعض منتقدي النظام أيضًا أنه يجب على الولايات المتحدة أن ترفض منح التأشيرة للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، حال أراد حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.
وأضافت علي نجاد لـ"بوليتيكو": "يجب أن تخضع إيران لمزيد من المساءلة، و إذا رفضت الحكومة الأمريكية ذلك، فإنهم في الواقع يخونون مواطنيهم."
لا مؤشرات
في الوقت الراهن، لا يشير بايدن إلى أنه سيتخلى عن جهود إحياء الاتفاق النووي. وكان الاتفاق قد تم توقيعه في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما عام 2015، لكن سحب الرئيس السابق دونالد ترامب مشاركة الولايات المتحدة منه عام 2018، وبدأت إيران تنتهك شروطه بعدها بعام.
ويعني إحياء الاتفاق رفع حزمة من العقوبات عن إيران مقابل قيود صارمة على برنامجها النووي.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض خلال بيان أن بايدن لازال يعتقد أن "الدبلوماسية هي أفضل طريق لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي."
وأضاف: "في الوقت نفسه، لم ولن تتنازل إدارة بايدن عن حماية جميع الأمريكيين والدفاع عنهم ضد العنف والإرهاب."
وأكد مسؤول أمريكي مطلع على المسألة أن إدارة بايدن تدرك جيدا أن إيران تمثل تحدّ يتجاوز التهديد النووي.
وقال: "كنا نسعى لاتفاق نووي تحديدا لأن برنامج نووي إيراني غير مقيد سيجعل المشاكل الخطيرة للغاية الأخرى التي نواجهها معهم – ولدينا الكثير – أسوأ بكثير."
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز