انتخابات العراق.. المناطق الفقيرة تسيل لعاب المرشحين
تعيش أغلب المناطق العراقية البعيدة عن مراكز المدن تحت وطأة فقر خدماتي وصحي سواء على مستوى توفير مياه الشرب أو شبكات الصرف الصحي.
عهود ووعود يقطعها المرشحون المتنافسون في الانتخابات التشريعية، الأحد المقبل، على أنفسهم لإكساء أزقتهم الطينية وشوارعها المتهرئة حال اجتياز عتبة صندوق الاقتراع وفوزهم في الانتخابات.
ورغم أن تلك الوعود باتت مكررة في كل موسم انتخابي إلا أن الناخبين يتمسكون ببصيص أمل يكشف الغبار عن بيوتهم الخاوية ويعيد الحياة لقرابة 50 ألف نسمة تتزاحم على مركز صحي وحيد.
فمثلا سكان منطقة تدعى "المعامل"، التابعة إدارياً إلى العاصمة بغداد والقريبة من محافظة ديالى، يشكو أهاليها من النسيان والإهمال الحكومي طيلة العقود الماضية.
ورغم أن المناطق النائية تحظى بنصيب الأسد من هذا الإهمال، إلا أن أطرف المدن نفسها، والتي يقطنها ملايين العراقيين، لا تخرج أيضا من تلك المنطقة المظلمة وعباءة الفقر، حيث باتت مناطقهم تكتسي بلباس القرى والأرياف، في ظل تنامٍ سكاني يهدد بانحسار فرص العيش والبقاء.
وتأتي الانتخابات التشريعية، على خلاف موعدها الدستوري بنحو 6 أشهر استجابة لمطالب احتجاجية غاضبة جراء الفساد وغياب سلطة القانون.
ورغم مئات المليارات التي استهلكت طوال الـ19 عاماً، في تدشين المشاريع العمرانية وإحياء المدن العراقية بالمرافق الرئيسة إلا أن أغلبها "بقي حبرا على ورق جراء الفساد الذي ضرب الدولة من الجذور".
ويقول أحد العراقيين ويدعى "أبو علي"، إنه:"لقد مضى العمر ولم نشهد تطوراً أو ما يؤشر لبداية جديدة نطمئن من خلالها على الأجيال المقبلة".
ويؤكد الرجل الستيني الذي حضر المؤتمر الانتخابي المنعقد في إحدى منازل منطقته، أن " أحياء الفقراء غالباً ما تكون خير بضاعة للدعاية الانتخابية من خلال الوعود والعهود برفع الإهمال وإيجاد فرص العمل وتوفير الخدمات".
ويعاني العراق أزمة اقتصادية تصاعدت حدتها خلال العام الماضي ما تسبب بارتفاع نسب الفقر ومعدلات البطالة بين الشباب.
وتعجز الحكومة العراقية عن توفير فرص توظيف لمئات الآلاف من حملة الشهادات الجامعية.
ويشير أبو علي إلى أن لديه "أربعة أولاد تتجاوز أعمار أصغرهم الـ25 عاماَ، يعانون من البطالة ونقص العمل"، مبيناً: "رغم صعوبة التصديق بالمرشحين ووعودهم إلا أن مضطر للسير معهم عسى أجد ضالتي".
وفي منطقة أخرى تقع غربي العاصمة بغداد، أقدم أحد المرشحين على إصلاح شارع رئيسي بمادة الأسفلت بعد أن ظل دهراً مغطى بالتراب والحصى.
واعتلت صورة المرشح الذي تقع دائرته الانتخابية عند ذلك الحي مذيلة بعهود "إرجاع الحقوق"، و"نصرة المظلومين"، في خطاب يحاول من خلاله كسب قلوب الناخبين والأهالي.
وبحكم القانون الانتخابي الجديد الذي أقر نهاية العام الماضي، تم تقسيم العراق إلى 83 دائرة انتخابية ينحصر فيها التصويت لصالحي مرشحي تلك المناطق فيما استثنى من ذلك مرشحو الأقليات ضمن ما يعرف بنظام "الكوتا".
ومع خيبة أمل عاشها سكان غربي العاصمة بغداد عقب استخدام أصواتهم في تعضيد حظوظ المرشحين في الانتخابات السابقة ونسيان الوعود التي قطعت لهم، يجد البعض أن الأمر لم يكن مثل سابقها.
ويقول رجل عشائري، أن "المرشحين في الانتخابات المقبلة أغلبهم من أبناء المناطق التي يتنافسون على أصواتها وهو ما يجعلهم أمام التزام أخلاقي واجتماعي أكثر في تنفيذ الوعود".
ويحتكم الرجل الخمسيني على ما يقارب 500 صوت من أبناء عشيرته، بحكم وجاهته وتصديه لأمور القبيلة وهو ما رغب الكثير من المرشحين في كسب وده عبر الإغراءات والمكافآت، كما يقول.
ويشدد على أن "تلك الأصوات لن تهب لأي مرشح حتى يتم التأكد من موثوقية شرفه المهني والسياسي".
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg
جزيرة ام اند امز