الحويجة.. البوابة الرئيسية لدحر الإرهاب في العراق
المعركة داخل الحويجة تمثل نقطة محورية في استكمال باقي العمليات العسكرية ضد معاقل داعش الأخيرة بالمدن العراقية
على بعد 269 كم من العاصمة العراقية بغداد، تدور المعركة الحالية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، حيث انطلقت المرحلة الثانية من العملية العسكرية الأخيرة في بلدة الحويجة التابعة لمركز قضاء الحويجة ومحافظة كركوك العراقية، نهاية الأسبوع الماضي.
ومنذ الـ21 من سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت القوات العراقية بداية الهجوم على عناصر داعش المسلحة في بلدة الحويجة، آخر المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، بعد أن نجح الجيش العراقي بمعاونة قوات البيشمركة وفصائل الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب وفرق المدرعات وقوات الرد السريع في تحرير مدينة الموصل، واستعادة تلعفر، بالإضافة للتقدم داخل محافظة الأنبار.
وتمثل المعركة داخل مدينة الحويجة نقطة محورية في استكمال باقي العمليات العسكرية ضد معاقل داعش الأخيرة بالمدن العراقية، وتأمين باقي المدن والمناطق المحررة من التنظيم الإرهابي، نظرًا لموقعها المهم جنوب غرب مدينة كركوك، حيث تبعد الحويجة عن كركوك بنحو 30 ميلا.
موقع الحويجة
وقوع الحويجة شمال العراق ومحافظة كركوك وقضاء الحويجة، جعلها تتميز باقتصاد قوي وأنشطة ومهن متنوعة يمتهنها سكان المدينة، فمن ناحية الشمال تحاط الحويجة ببغداد، بينما في الجانب الشرقي تقع الموصل، فضلا عن قربها من مدينة كركوك، ما أسهم في تنوع المصادر الرئيسية لاقتصادها بداية من المنتجات الزراعية وصولا لآبار النفط.
وبين أربيل عاصمة إقليم كردستان والعاصمة العراقية بغداد توجد الحويجة، لذا تصبح المدينة العراقية غنية بآبار النفط التي تمثل مصدرا مهما لاقتصاد كركوك تحديدا، ونقطة من نقاط الخلاف الكبرى بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية.
ولكن الأهمية الاستراتيجية للحويجة لا تختصر في موقعها الجغرافي المميز فحسب؛ فطبيعة التضاريس والتربة بالمنطقة جعلتها مدينة ريفية تعتمد على الزراعة كنشاط رئيسي لسكانها، وتتنوع المحاصيل الزراعية التي تنتجها الحويجة من القطن والشعير والحنطة والذرة، حيث تصدرت المدينة المرتبة الأولى بين المدن العراقية في إنتاج الشعير وتصدير الخضراوات.
ولدورها الاستراتيجي في استكمال المعارك ضد داعش، ودورها في دعم الاقتصاد، حرصت القوات العراقية على تقسيم المعركة العسكرية بالحويجة على مرحلتين، حيث كانت المرحلة الأولى في نهاية الشهر الماضي، وفي المرحلة الثانية وجهت القوات الضربات المباشرة لمعاقل داعش بتحرير حوالي 12 قرية بالحويجة، حيث تضم بداخلها نحو 400 قرية.
الطابع القبلي
وبداخل هذه المدينة الاستراتيجية تتميز الطبيعة السكانية بالقبلية، وكان يقطن المدينة قبل فرض داعش سيطرته عليها في يونيو/ حزيران 2014، حوالي 450 ألف نسمة، ويمثل العرب المسلمون من عشائر وقبائل شمر والعبيد والدلين والجبور الأغلبية من السكان، بجانب أقلية من التركمان والآشوريين والعرب والأكراد المنتقلين من إقليم كردستان.
والطبيعة السكانية للحويجة تتسم بالاختلاف والصعوبة عكس باقي المناطق العراقية المحررة من داعش، حيث تنقسم العائلات العراقية بالمدينة لقبائل، بينما بالموصل وتلعفر ومحافظة الأنبار وتكريت والفلوجة تميزت الطبيعة السكانية بتنوع وتعدد الإثنيات والأعراق.
أهمية الحويجة
ورغم طرح الجيش العراقي خطة لبدء معركة تحرير الحويجة في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، إلا أن الخطة تغيرت وتم تأجيل المعركة واستبدالها بانطلاق معركة الموصل، وربما كان تأجيل العملية العسكرية بالمدينة لصالح الخطة الموضوعة من قبل القوات المشاركة بدعم من التحالف الدولي.
ويمكّن تحرير الحويجة من حرمان داعش من القاعدة الأساسية لإدارة معاركه وخططه في شمال بغداد، والسيطرة على مخازن الأسلحة الثقيلة التابعة له، التي يسعى من خلالها إلى إرهاب المدنيين بتنفيذ عمليات إرهابية متتالية، كحيلة للعودة مرة أخرى للمدن العراقية.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg
جزيرة ام اند امز