"فورين أفيرز": الموصل تغيير حاسم بالعراق.. والرقة أشد ضراوة
قوات التحالف الدولي عليها أن تتوقع معركة أشد ضراوة في تقدمها نحو الرقة عاصمة "داعش" في سوريا
يمثل دخول القوات الحكومية العراقية إلى الموصل التي تعد آخر معاقل تنظيم "داعش" القوية بالعراق "تغييراً حاسماً" في المعركة المستمرة منذ عامين لإنهاء سيطرة التنظيم الإرهابي على أراض عراقية وسورية".
وفي تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية للكاتب أندرو بيك بعنوان "بين العراق والسندان"، اعتبر أن استعادة ثاني أكبر مدينة عراقية يسيطر عليها "داعش" منذ يونيو/حزيران 2014، سيساهم في تدمير التنظيم إلى حد كبير، ويضعف بقاء ما يسمى عليه دولة "الخلافة" المزعومة.
وأشار إلى أنه يقطع على التنظيم الوصول إلى 425 مليون دولار من احتياطي العملة التي سرقها من بنك المدينة المركزي، وبالنظر إلى محاصرة القوات العراقية لمعظم المدينة ودخولها أحيائها الشرقية، لم يعد تحرير الموصل بعيداً.
ورجح الكاتب أن قوات التحالف الأمريكي عليها أن تتوقع معركة أشد ضراوة في تقدمها نحو الرقة، العاصمة التي أعلنها "داعش" في سوريا، فخلافا للعراق، حيث تدعم واشنطن الحكومة المركزية في بغداد وتستخدم الغارات الجوية لمساندة الميليشيات العراقية، تفتقر الولايات المتحدة في سوريا إلى قوات برية فعالة.
اقرأ أيضا:
وأوضح أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يريد تدمير "الخلافة" قبل أن تقضي على مزيد من مقاتلي المعارضة المعتدلة في الميدان مثل عناصر "الجيش السوري الحر" حول حلب، الذين يشكلون بدائل لحكم الأسد، لافتاً أن الحكومة السورية وحلفائها الروس يفضلون أن يختار الغرب بين الأسد و"داعش"، لذلك لم يكن من المفاجئ حسب الكاتب، أن نجد القوات الجوية الروسية في سوريا تستهدف قوات المعارضة المعادين للأسد بدلاً من "داعش".
ورأى أن المعارضة السورية تعرف أن الولايات المتحدة لا ترغب في الإطاحة بالأسد، لكن بالنسبة إليهم يعتبر الأسد والحلفاء الروس تهديد فوري لبقائهم، كما يقول الكاتب الذي أضاف أنه حتى إذا تم تدمير "داعش" لا يوجد دليل على أن الإدارة الأمريكية ستواجه روسيا بخصوص غاراتها الجوية أو توفر لمقاتلي المعارضة أسلحة كافية للدفاع عن أنفسهم، ففي النهاية فشلت واشنطن في مساعدتهم لما يزيد عن عامين منذ بدء الحرب الأهلية السورية، على حد قوله.
من وجهة نظر الكاتب تعتبر القوات الكردية السورية هي القوات المعادية لـ"داعش" الأكثر فعالية في البلد، حيث حققت تقدماً ملحوظاً، وتعتبر جزءاً كبيراً من القوة الدافعة نحو المعركة الأخيرة في الرقة عاصمة "داعش" في سوريا.
لكن وفقاً للكاتب موقفهم ضعيف جداً على حد قول الكاتب، حيث تعهد الأسد باستعادة السيطرة على كل سوريا وبعد حملة الموصل سيصل حلفاؤه العراقيين إلى الحدود الشرقية للأكراد السوريين، أما ناحية الشمال، فتركز تركيا طاقتها على الحملة ضد "داعش" والأكراد السوريين والأتراك في سوريا.
وأضاف أن اللعنة المستمرة للأكراد هي افتقارهم إلى حليف قوي، فبالرغم من ظهور روسيا كمساندة لقضيتهم، إلا أنه لا يوجد دليل على أنها ستعارض حليفها الأسد من أجلهم، لذا فالولايات المتحدة هي أملهم الوحيد وإن كانت هي الأخرى غير محتملة أن تدعمهم ضد كل هؤلاء الأعداء؛ الأسد والعراق وتركيا على المدى الطويل.