منصب محافظ كركوك.. نار جديدة بين الكرد والتركمان
الصراع على كركوك بين الأكراد والتركمان قديم، ويتصاعد الآن بعد مطالب بتعيين محافظ تركماني وليس كرديا للمدينة
تنتظر محافظة كركوك خلافا جديدا حول منصب المحافظ، بعد أن طالب المكون التركماني بأن يكون من نصيبه.
- كركوك تتأهب للأخطر بعد وصفها بـ"المدينة التركية"
- معارك "التوت والتمر" بالعراق.. تركمان وأكراد وحشد إيراني
فأمس الأربعاء، طالبت مؤسسة إنقاذ التركمان بمنح منصب محافظ كركوك للمكون التركماني، معتبرة أن هذا "استحقاق وطني".
وقال المتحدث الرسمي باسم المؤسسة المهندس مهدي سعدون في تصريح صحفي لوكالة "تركمان نيوز" إن "منصب محافظ كركوك، ومنذ 14 عاماً كان من حصة الإخوة الكرد، وبلا منافس من بقية مكونات المحافظة طيلة الفترة الماضية".
وأضاف سعدون: "آن الأوان لتطبيق العدالة التي كفلها الدستور العراقي لجميع المواطنين بمن فيهم المكون التركماني الذي يعد من أكثر مكونات المحافظة تضرراً بسبب استهدافه المستمر من قبل الإرهاب والمجاميع المتطرفة؛ إذ كانت له الحصة الأكبر من الضحايا وقدم آلاف الشهداء والجرحى منذ عام 2003"، بحسب قوله.
ودعا الحكومة المركزية إلى "ضرورة إنصاف المكون التركماني وتضحياته الكبيرة من خلال منحه دوراً أساسياً بمراكز القرار في محافظة كركوك بتسمية شخصية تركمانية لمنصب المحافظ".
وجاء هذا بعد الإعلان عن تعيين راكان الجبوري (المنتمي للمكون العربي) محافظا لكركوك بالوكالة بعد إقالة محافظها المنتمي للمكون الكردي نجم الدين كريم.
وكان الجبوري يشغل منصب نائب المحافظ.
وأقال البرلمان نجم الدين كريم؛ نظرا لتأييده لاستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق، ولتصريحاته العدائية إزاء العراق.
وحينها قيل إن تعيين الجبوري سيكون لحين تعيين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني محافظا جديدا.
وأثارت إقالة نجم الدين كريم غضبا واسعا في كردستان، عبر عنه هوشيار زيباري بقوله إن المحافظ يشغل منصبه بالانتخاب، وليس من حق البرلمان.. مجلس المحافظة هو الهيئة الوحيدة المخول له إقالته.
ومنذ سقوط حكم الرئيس العراقي صدام حسين 2003 يتم تسمية محافظ كركوك من جانب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يرأسه الرئيس العراقي السابق (وهو كردي) جلال طالباني.
وعلى الرغم من أن التركمان يعارضون انفصال إقليم كردستان على اعتبار أن هذا يهدد وحدة العراق، إلا أنهم يبدو أنهم يسيرون على النهج الكردي نفسه، حيث طالبوا في مايو/أيار الماضي بتحويل محافظة كركوك إلى إقليم.
وتفجر الخلاف مجددا بين التركمان والأكراد في نهاية مارس/آذار الماضي حين صوت مجلس محافظة كركوك على رفع علم كردستان على دوائر المحافظة والمباني الحكومية، إلى جانب العلم العراقي، وهو ما رفضه العرب والتركمان بالمحافظة.
ويرى التركمان (وتمثلهم الجبهة التركمانية في كركوك) أنه لا يحق للأكراد رفع علم كردستان، غير أنهم لا يمانعون في إمكانية رفع العلم التركماني؛ فرفض علم كردستان يأتي في إطار صراع تاريخي بين القوميتين الكردية والتركمانية حول السيادة على كركوك، التي يطمع الأكراد إلى ضمها إلى كردستان، في حين يحلم التركمان بحكم كركوك.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA=
جزيرة ام اند امز