خبراء عراقيون: واشنطن ستفشل "محور الشر" الإيراني القطري التركي في بغداد
الولايات المتحدة لن تسمح لمحور الشر المتمثل في إيران وحلفائها من القطريين والأتراك باستكمال مشروعهم للسيطرة على العراق.
أكد خبراء عراقيون، خلال تصريحاتهم لـ"العين الإخبارية"، أن الولايات المتحدة لن تسمح لمحور الشر المتمثل في إيران وحلفائها من القطريين والأتراك باستكمال مشروعهم للسيطرة على العراق، بخلاف العمل على إخراجهم من المعادلة السياسية والعسكرية على الساحة العراقية ومن الشرق الأوسط.
- إيران تنشئ قاعدة عسكرية بالعراق مجهزة بصواريخ بعيدة المدى
- معارك أكراد إيران والحرس الثوري تنذر بأزمة بين طهران وأربيل
وقال قيادي في حزب الدعوة الحاكم "بغداد تشهد اجتماعات مكثفة بإشراف من قائد فيلق القدس الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، ضمن غرفة العمليات القطرية الإيرانية التركية، لتشكيل كتلة برلمانية تابعة للدول الثلاث، تحافظ على مشروعها في المنطقة بشكل عام والعراق خصوصا".
وكشف القيادي في حزب الدعوة جناح رئيس الحزب نوري المالكي، لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن "الكتلة التي تسعى طهران والدوحة وأنقرة إلى تشكيلها في العراق تتكون من كتلة الفتح المتألفة من الحشد الشعبي وكتلة دولة القانون بقيادة نوري المالكي، وعدد من الشخصيات التركمانية، على أن تشكل هذه الكتلة حكومة أغلبية سياسية، التي رشح سليماني لقيادتها فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني العراقي".
يذكر أن حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، أصدر أمرا بإعفاء الفياض من مهامه كمستشار للأمن الوطني ورئاسة هيئة الحشد الشعبي وجهاز الأمن الوطني.
إيران وحلفاؤها
تابع القيادي في حزب الدعوة، قائلاً "إيران وحلفاؤها يعيقون خطوات تشكيل الكتلة التي ترفض الرضوخ لمشروعهم في العراق والمنطقة".
وأكد أن قاسم سليماني الذي وصل إلى العراق منذ منتصف أغسطس/آب الحالي، يعمل مع معاونيه الثلاثة، المتمثلين بالسفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، وكريم رضائي، ومحمود أكبر زاده بالتنسيق مع ممثل مليشيا حزب الله اللبناني لشؤون العراق الإرهابي محمد كوثراني، على الضغط على قيادات كردية وسنية للتحالف مع الفتح ودولة القانون.
ويضغط سليماني في الوقت ذاته على قيادات في تحالف نواة الكتلة الأكبر المدعومة بشكل غير مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية (تحالف كتل سائرون بزعامة مقتدى الصدر والنصر بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم والقائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي) لترك صفوف كتلهم والانضمام إلى الكتلة المدعومة من المحور الإيراني القطري التركي.
المبعوث الأمريكي
تزامنا مع وصول سليماني إلى العراق، وصل بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق، الذي يعمل مع فريق من التحالف الدولي، لإنجاح تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي ستكون مناهضة للمشروع الإيراني في العراق، وتشكيل حكومة وطنية عراقية تنهي التدخلات الإيرانية في العراق وتقطع أذرع النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة.
من جانبه، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي، مؤيد الجحيشي، أن الانتخابات البرلمانية في العراق كشفت التدخلات الإيرانية القطرية التركية في العراق ودورها في إيصال البلاد إلى ما هو عليه اليوم من تدهور.
وأوضح الجحيشي لـ"العين الإخبارية" أن "التدخلات الإيرانية القطرية التركية تُبين أن العملية الديمقراطية التي تجري عبر الانتخابات منذ سنوات في العراق ليست ديمقراطية، بل هي وليدة تدخلات الدول الأخرى عن طريق مرشحين وعن طريق السياسيين المدعومين من هذه الدول، أي أن أجندات خارجية تتحكم بالعراق من الداخل".
وأكد أن "نظام الحمدين في قطر اتخذ من قضية الصيادين القطريين غطاء لبناء تحالفاته مع إيران ومليشياتها في العراق وتكوين علاقات مع شخصيات عراقية نافذة، ودفع أموال كبيرة لهذه المليشيات لتنفيذ المشروع الإيراني والعمليات الإرهابية في العراق والمنطقة"، مستبعداً تولي العبادي رئاسة الوزراء مجددا؛ لفشل الأخير في محاربة الفساد.
مشروع فاشل
وفي سياق متصل، أكد الخبير السياسي والاستراتيجي العراقي علاء النشوع أن "المشروع الإيراني القطري التركي سيفشل، ولن يتمكنوا من مواجهة المشروع الأمريكي والأوروبي الهادف إلى إخراج إيران من المعادلة السياسية والعسكرية على الساحة العراقية ومن الشرق الأوسط".
- إيران تسعى لاستغلال موارد العراق في إنقاذ اقتصادها المنهار
- صحيفة فرنسية: النفوذ الإيراني في العراق يتقلص
وأضاف النشوع خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الدوحة تعيش في "دوامة" سياسية وعسكرية ولا تستطيع فرض أي قرار، وإن دور إيران وتوسعها في المنطقة سينتهي نهائيا.
ورغم تحديد رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم، ٣ سبتمبر/أيلول المقبل موعدا لعقد أولى جلسات مجلس النواب العراقي الجديد، فإن الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها العراق في ١٢ مايو/أيار الماضي، لم تتوصل إلى تشكيل الكتلة الأكبر التي يسعى النظام الإيراني وحلفاؤه، نظام الحمدين وتركيا، إلى أن تكون من الكتل التابعة له لتشكيل نظام أغلبية سياسية تسيطر المليشيات على قيادتها.
وتحتاج الكتل المنافسة إلى أكثر من ١٦٥ مقعدا لتشكيل الكتلة الأكبر، وقد نجح زعيم كتلة سائرون، مقتدى الصدر، خلال الأيام الماضية في تشكيل تحالف جمع حتى الآن نحو ١٣٠ مقعدا، بينما جمع نوري المالكي والمتحالفون معه حتى الآن نحو ١٠٠ مقعد، في حين تنتظر الأطراف الكردية والسنية استجابة أحد التحالفين لمطالبهما كي ينضموا إليها ويحسموا مسألة الكتلة الأكبر.