نجل طالباني يحذر: داعش سيعود إلى العراق
الغرب عليه المساعدة في إطفاء "نيران" الأزمة الكردية قبل إعادة تجميع صفوف تنظيم داعش بالبلاد.
قال بافيل طالباني، القائد السابق لقوات مكافحة الإرهاب العراقية الكردية، إن الحكومات الغربية عليها المساعدة في إطفاء "نيران" الأزمة الكردية قبل قيام تنظيم داعش بإعادة تجميع صفوفه بالبلاد.
وأضاف طالباني، وهو نجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، إن الاحتفال بالانتصار على التنظيم الإرهابي كان "بسيطًا"، داعيًا بريطانيا للتفاوض على وضع نهاية للمواجهة التي استمرت شهورًا بين القوات العراقية والكردية اللذين تحالفا سابقًا في القتال ضد التنظيم.
وأوضح طالباني أن داعش لم يختف ولم يهزم، "لكن كل ما ستراه هو زيادة غير متكافئة بالحروب؛ فهو سيشعل الكراهية العنصرية، وسيزداد الإرهاب".
وقال نجل الرئيس العراقي الراحل، خلال لقاء مع صحيفة "تليجراف" البريطانية، إن الإرهاب موجود دائمًا ولا يزول، لكنه يعود تحت اسم مختلف وفي صور أكثر صعوبة، مشيرًا إلى أن داعش لم ينته بأي شكل من الأشكال.
وأوضح أنه موجود في لندن لإقناع المجتمع الدولي بالمساعدة في بدء مفاوضات بين الحكومة الإقليمية الكردية وبغداد في أقرب وقت ممكن قبل تدهور الوضع، مؤكدًا "علينا إطفاء هذه النيران كي تتحرك البلاد إلى الأمام".
النيران التي يشير إليها نجل الرئيس العراقي الراحل اشتعلت في 25 سبتمبر، عندما دعا مسعود برزاني، الذي كان حينها رئيس الحكومة الإقليمية الكردية، والمنافس السياسي لعائلة وحزب طالباني، إلى استفتاء على استقلال كامل عن العراق.
لكن هذه الخطوة أثارت إدانات عالمية بالمجتمع الدولي، وأشعلت مواجهات مع بغداد بلغت ذروتها مع اقتحام القوات العراقية للمناطق المتنازع عليها في منتصف أكتوبر.
وخلال أيام، خسر الأكراد العراقيون مساحات شاسعة من الأراضي بينها مدينة كركوك، وحقول نفط رئيسية كانوا يسيطرون عليها منذ غزو الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق عام 2003.
وقال طالباني إن خسارة حقول نفط رئيسية وضع المنطقة على حافة الانهيار الاقتصادي، حتى أن الحكومة في أربيل قد نفدت أموالها لدفع الأجور هذا الشهر.
وخلال لقاء مع أليستر برت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، دعا بريطانيا لدفع بغداد لمشاركة عائداتها النفطية مع المنطقة، ويفضل أن تكون نسبة الـ17% من عائدات النفط التي تضمنها حكومة إقليم كردستان بموجب الدستور العراقي.
وقال برت، إن "كل شيء آخر يمكن مناقشته بالتفصيل كجزء من حل أكبر، لكننا نحتاج الاهتمام بالأجور، فالناس تحتاج أجورها".
وأكد طالباني أنه لا يحمل أي ضغينة تجاه المجتمع الدولي، فوفقًا لقوله، كان الجميع من لندن وواشنطن واضحين تمامًا فيما يتعلق بعواقب الاستفتاء.
وأوضح أن كل شيء كان مطروحًا، وأنهم أخبروهم بحدوث هذا الأمر، "وإن لم يخبرونا لكنت نعتهم بالخونة، لكن الجميع أخبرنا بما سيحدث".
وبدلًا من ذلك، يوجه الكثير من انتقاداته إلى القيادة الكردية، بينها حزبه، فيما يتعلق بالانقسام والعناد.
وأشار طالباني إلى أن القيادة الكردية تجاهلت صفقة تفاوض عليها مع الولايات المتحدة التي وافقت على تأييد استفتاء استقلال حال تأجيله عامين منعًا للتدخل بالقتال ضد داعش، أو فرص فوز رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي بالانتخابات عام 2018.
كما نفى مزاعم ضده وقادة أكراد آخرين بالجبن والتواطؤ في الكارثة العسكرية التي أعقبت الاستقلال.