التفجيرات واستهداف المدنيين.. سلاح "داعش" الأخير في الموصل
خسائر متتالية لحقت بتنظيم "داعش" خلال الـ 4 أشهر الماضية بمعركة غربي الموصل، ليصبح السلاح الوحيد أمامه التفجيرات واستهداف المدنيين.
خسائر متتالية لحقت بتنظيم "داعش" الإرهابي خلال الـ 4 أشهر الماضية بمعركة غربي الموصل، ليزداد الحصار والخناق على مليشيات التنظيم الإرهابي، خاصة مع اقتراب القوات العراقية من تحرير البلدة القديمة، آخر حصن للمسلحين بالمدينة العراقية، ليصبح السلاح الوحيد أمام داعش لمواجهة القوات المدعومة من التحالف الدولي التفجيرات واستهداف المدنيين أثناء فرارهم ونزوحهم خارج الموصل.
ومنذ أن أعلنت القوات العراقية في نهاية مايو/ أيار الماضي، تحرير أكثر من 90% من أحياء وقرى غربي الموصل من قبضة داعش، وأتباع القوات المشاركة بالمعركة خطة واستراتيجية جديدة بالحرب، نظرًا لأن اقتحام المدينة القديمة وتحريرها يعد نقطة فاصلة في إعلان تحرير الموصل بالكامل، أصبح الارتباك والتخبط الحالة السائدة والمسيطرة بين فلول التنظيم، الذين يخسرون كل يوم مساحة ورقعة أرض جديدة بالعراق.
ورقة "داعش" الأخيرة
ومع تمكن طيران التحالف الدولي من القصف لمعاقل وثكنات مسلحي داعش، واشتداد القتال على أطراف المدنية القديمة، والنجاح في استعادة أحياء الزنيجلي والشفاء، حاول المدنيون في الفرار والهروب من نيران الحرب، ليواجهوا جرائم داعش أثناء محاولات النزوح، بنشره السيارات المفخخة والألغام والعبوات الناسفة والقناصة بالشوارع وفوق أسطح المنازل، فضلًا عن محاصرة أكثر من 50 مدنيا تحت الأنقاض.
استمر داعش في مسلسل الجرائم ضد المدنيين، مع اقتحام القوات المشاركة من الجيش العراقي والبشمركة وقوات مكافحة الإرهاب للبلدة القديمة في الـ 18 من يونيو الجاري، باستهداف الأطفال والنساء داخل المنازل، واستخدامهم كدروع بشرية لمنع توغل القوات داخل البلدة.
وارتكب مسلحو داعش أخطر الجرائم بحق تاريخ الموصل والعراق بشكل عام، باستهداف الجامع النوري الكبير ومئذنته الشهيرة الحدباء نحو الشرق، بتفجير انتحاري في 21 يونيو/ حزيران الجاري، ليؤكد التنظيم الإرهابي على عجزه عن استكمال الحرب وبداية الانتحار التدريجي لعناصره بالموصل، وقرب نهاية المعركة لصالح العراقيين.
وفي بيان، أعلنت القوات العراقية أن تنظيم داعش هو من قام بتفجير جامع النوري غربي الموصل، الأربعاء الماضي، موضحين أن هذا التفجير لن يثني الجيش العراقي عن تقدمه بالبلدة القديمة وإعلان تحرير الموصل بالكامل قريبًا، ليشير حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، إلى إصرارهم على ترميم وإعادة بناء جميع المباني الأثرية والتاريخية بالموصل عقب طرد داعش، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات بمثابة إعلان هزيمة من قبل عناصر التنظيم الباقية بالبلدة القديمة.
وبعد نجاح القوات العراقية في استهداف مخازن الأسلحة، لجأ عناصر التنظيم إلى الاستيلاء على سيارات ومركبات تابعة لمدنيين وخاصة ببعض الوزارات العراقية، ليبدأوا في تفخيخها، واستبدال زجاجها وتجهيزها للقتال، وتحويل بعضها إلى مركبات حاملة صواريخ، نظرًا لفقدانهم العتاد والإمدادات بعد استعادة القوات العراقية الجسور الرئيسية والطريق الواصل بين الموصل وتلعفر.
وبالرغم من تحرير شرق الموصل في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن الخلايا النائمة لداعش تسعى من خلال بعض المحاولات البائسة، العودة في الظهور والتمسك بانتصار مزيف، بتنفيذ تفجيرات ببعض المناطق شرق الموصل، ليقتل 3 أشخاص بينهم شرطي في هجوم انتحاري استهدف منطقة تجارية بحي المثني شرقي الموصل.
وفي الوقت نفسه، حرصت القوات العراقية على تأمين المدنيين من جرائم داعش، بعد فرض السيطرة على منطقة باب البيض بالبلدة القديمة، ليخرج 10 آلاف مدني خارج المدينة منذ بدء عملية الاقتحام، وتحرير مئات الأطفال والنساء الذين استخدمهم التنظيم كدروع بشرية بالمعركة.
وتظل الحقيقة الثابتة على الأرض أن تنظيم داعش الإرهابي أدرك أنه ينازع في لحظاته الأخيرة، فزاد سعاره الذي بلغ حد الانتحار على النحو الجاري الآن. aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز