خبيران يكشفان لـ"العين الإخبارية" وجهة فلول داعش
مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية تحرير الباغوز شرق سوريا في مارس الماضي، تصاعدت التحذيرات من انتقال داعش إلى الفلبين.
حذر تقرير أمريكي جديد من عودة تنظيم داعش الإرهابي بشكل أكثر خطورة لمعاقله السابقة، معتبراً أن "داعش يحضر لاستعادة أراض في سوريا والعراق وبشكل أسرع".
وأشار التقرير، الصادر عن مركز دراسات الحرب بواشنطن، إلى مؤشرات تؤكد احتمالية عودة أكثر خطورة لداعش، خاصة أن زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي عمل بشكل ممنهج على إعادة تشكيل التنظيم للتحضير لموجة جديدة من العنف في المنطقة.
ورغم فقدان داعش أكثر من 90% من الأراضي الخاضعة لسيطرته، إلا أن هذه التحذيرات تثير التساؤلات حول مسارات التنظيم وخطورته بالمرحلة المقبلة.
- خبير أمني يكشف لـ"العين الإخبارية" مصير أطفال "داعش"
- تصعيد الهجمات في أفريقيا.. داعش يراوغ لإخفاء الهزيمة
مسارات داعش المحتملة
يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن جميع التقارير الحالية المتعلق بمسار داعش، تؤكد أن هذا التنظيم الخطير يدخل مرحلة جديدة من التخطيط، خاصة أن فكر داعش انبثق من فكر تنظيم القاعدة القائم على التمدد والبحث عن مناطق جديدة للانتشار.
وأوضح فهمي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن مسارات داعش الجديدة ستصبح خارج منطقة الشرق الأوسط، وربما يتوجه التنظيم إلى الهند والفلبين ومناطق جنوب الساحل الأفريقي، مستبعداً أن يعاود داعش الظهور في العراق وسوريا.
ومع إعلان قوات سوريا الديمقراطية تحرير الباغوز شرق سوريا في مارس/آذار الماضي، تصاعدت التحذيرات من انتقال داعش إلى الفلبين، لانتشار الغابات الوعرة في المناطق النائية، ما يجعلها ملاذاً آمناً للعناصر المسلحة التي باتت تبحث عن مأوى عقب طردها من العراق وأجزاء كبيرة من سوريا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
بدوره يرى العميد خالد عكاشة، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، أن انسحاب داعش من العراق وسوريا، كان انسحاباً تكتيكياً ومنظماً، مشيراً إلى أن معركة الباغوز كانت بهدف إشغال قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، للاختباء في مناطق أخرى والتجهيز للانتشار من جديد بسوريا والعراق.
وفسر عكاشة لـ"العين الإخبارية" أسباب عودة داعش، لعدم إعلان قوات التحالف أو القوات المحلية في العراق وسوريا، القضاء على أعداد كبير من عناصر التنظيم، رغم أن التقارير أشارت إلى وجود ما بين 35 ألفاً إلى 50 ألف داعشي بهذه المناطق، ما يطرح تساؤلاً "أين ذهب مسلحو التنظيم؟".
واتخذ تنظيم داعش الموصل العراقية والرقة السورية بداية لتأسيس دولته المزعومة ما بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب 2014، وامتد خطره ليشمل 6 محافظات رئيسية بالبلدين.
ماذا يخطط له داعش ؟
يقول تقرير مركز دراسات الحرب بواشنطن إن داعش تمكن من المحافظة على عدد من الأسلحة والتجهيزات في شبكة أنفاق، بهدف تجهيز قوات جديدة، إضافة إلى احتفاظه بشبكه مالية عالمية تدعم عودته وتمكنه من إعادة هيكلة عملياته الإرهابية.
وأضاف: "داعش فرض ضرائب على سكان المدن العراقية والسورية، ما أدى إلى نزوح عد كبير منهم، وسيطر عناصر التنظيم على جيوب صغيرة بالأراضي المحررة".
وفسر طارق فهمي، مخططات داعش، قائلاً: "تهديدات داعش لا تزال قائمة، نظراً لامتلاك التنظيم أكبر شبكة اتصالات إلكترونية، واعتماده على مصادر تمويل متعددة، ما يمثل خطورة إعادة تسليح عناصره، إضافة إلى تطويره أدواته الإعلامية ليبدأ مرحلة تجنيد إلكترونية تستهدف عناصر جديدة".
وتصبح الكهوف بالصحراء والأطراف بين سوريا والعراق هي الملاذ الآمن لداعش، نظراً لهشاشة الوضع في الدولتين، ما يجعل الانتشار مجدداً أمراً واراداً، خاصة بالقرب من الموصل وسنجار والفلوجة بالعراق، وشمال وشرق سوريا، بحسب تحليل العميد خالد عكاشة.
أوروبا قد تكون هدفا
قالت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) إن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يهدد أوروبا رغم تراجع عدد هجمات الإرهابيين في العام الماضي.
واعتبر عكاشة، الساحة الأوروبية الهدف التقليدي لداعش، الذي يعود لاستهدافه مجدداً الفترة المقبلة كما حدث في فترات 2014 و2015، مؤكداً أن 2018 شهد تراجعاً للعمليات الإرهابية، لانشغال التنظيم بترتيب أوضاعه للعودة، وتعرضه لضغوط كبيرة في الحرب بسوريا والعراق.
واتفق فهمي مع التحليل السابق، منوهاً بخطورة عودة المقاتلين الأجانب في صفوف داعش لأوطانهم، ما يمنح التنظيم فرصة تشكيل تنظيمات جديدة مثل "تنظيم خرسان" في سوريا المرتبط بالقاعدة، ويضع أوروبا وبعض الدول الأفريقية في قائمة التهديدات الإرهابية.
وقتل نحو 13 شخصاً وأصيب 46 في هجمات شنها إرهابيون ضد أوروبا 2018.
محاصرة الخطر
وعن خطوات تحجيم مخاطر داعش المرحلة المقبلة، أكد فهمي أهمية استمرار الحرب ضد الإرهاب، إضافة لتكثيف التحالف الدولي المراقبة على تحركات بقايا التنظيم، وهو الأمر الذي أعتبره الخبير السياسي بـ"المسؤولية الأمريكية والدولية".
بينما تعد إعادة الإعمار وإعادة النازحين إلى منازلهم بجانب العمل الاستخباراتي، مساراً ناجحاً لتضييق المساحات على حركة داعش، وفقاً لتحليل خالد عكاشة، الذي أكد أهمية إعادة الحياة والأنشطة الاقتصادية للمدن المحررة، ما يفسد مخططات التنظيم الإرهابي.
كما نوه مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، بصعوبة الوضع الاقتصادي بالعراق وسوريا، وتقدمهم في المراكز الأولى بين الدول في نسب النزوح، ما يتطلب تكاتفاً دولياً للحفاظ على الديموغرافية السياسية لهذه المدن ويحجم خطر داعش.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز