علاقات إسرائيل وأمريكا تتعثر بمحطة الإصلاح القضائي.. تحذيرات وإرجاء زيارة
بينما تتواصل الاحتجاجات في إسرائيل بشكل أسبوعي منذ أربعة أشهر ضد مشروع الإصلاح القضائي، كانت محاولات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تمرير القانون، سببًا في إحداث "شرخ" في علاقات تل أبيب بواشنطن.
وشهدت تل أبيب مساء السبت مظاهرة جديدة حاشدة احتجاجا على مشروع إصلاح النظام القضائي الذي تدعمه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويعتبره منتقدوه مخالفا لأسس الديمقراطية، عشية معاودة الكنيست عمله.
تلك الاحتجاجات وموقف نتنياهو منها وإصراره على المضي قدمًا في القانون، كان أحد أسباب عدم دعوته إلى البيت الأبيض من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
إرجاء دعوة وتحذيرات
وقال هنغبي، في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية: "من الواضح بالنسبة لي أنه إذا لم يكن هناك إصلاح قانوني، لكان نتنياهو قد زار البيت الأبيض بالفعل"، قبل أن يشير إلى أنه رغم عدم دعوته من قبل بايدن، فإن العلاقات بين البلدين ظلت "وثيقة للغاية".
وقال هنغبي: "نشهد اليوم علاقات حميمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، في مجال الاستخبارات، وفي مجال العمليات، وفي مجال الأمن كما لم يحدث من قبل".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "بايدن يرسل باستمرار مسؤولين حكوميين كبارًا إلى هنا"، قبل أن يشير محلل في المنصة التلفزيونية إلى أن جميع الزائرين حذروا حكومة نتنياهو من تنفيذ خطتها المثيرة للجدل لإضعاف القضاء بشكل جذري إذا كانت ترغب في الاستمرار في مشاركة القيم الديمقراطية.
من جهة أخرى، قال مسؤول إسرائيلي هذا الأسبوع إن "المحادثات الموضوعية بشأن زيارة البيت الأبيض التي طال انتظارها لنتنياهو لم تتم بعد، وتكهن بأن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى مزيد من الوضوح فيما يتعلق بمستقبل جهود الإصلاح القضائي للحكومة قبل المضي قدمًا".
وكان الرئيس الأمريكي، حث الشهر الماضي بنيامين نتنياهو حث الشهر الماضي، نتنياهو على "الابتعاد" عن تشريع الإصلاح القضائي الحالي، قائلاً إنه "قلق للغاية" بشأن صحة الديمقراطية الإسرائيلية، وحذر من أن إسرائيل "لا يمكنها الاستمرار في هذا الطريق".
كما قدم بايدن تأكيدًا، بـ"لا"، عندما سئل عما إذا كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض، مضيفًا: "ليس على المدى القريب".
في الشهر الماضي، وافق نتنياهو على إيقاف الحملة التشريعية للحد بشكل جذري من سلطة القضاء من أجل السماح بمفاوضات تسوية مع المعارضة.
عثرة جديدة
وعُقدت هذه المحادثات عدة مرات في مقر إقامة الرئيس إسحاق هرتسوغ في الأسابيع الأخيرة، لكنها لم تصل بعد إلى انفراجة، فيما قد يقرر التحالف المضي قدمًا في أجزاء من الإصلاح الشهر المقبل أو في يونيو/حزيران بعد إقرار الميزانية.
ومن المرجح أن يؤدي إعلان بايدن يوم الثلاثاء عن سعيه لإعادة انتخابه إلى تعقيد الجهود لتحديد موعد زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، حيث تلعب الاعتبارات السياسية المحلية دورًا أكبر في قرارات السياسة الخارجية مع اقتراب شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وتقول "تايمز أوف إسرائيل"، إن هنغبي بدا ويكأنه يردد صدى تحذيرات المؤسسة الأمنية من أن خطط الإصلاح ربما تكون قد أدت إلى تدهور الموقف الاستراتيجي للأمة، مشيرة إلى أن العديد من المسؤولين سلطوا الضوء على خطر تحديد الأعداء للانقسامات الداخلية على أنها نقاط ضعف.
وقال هنغبي: "هناك جرأة وتحدٍ متزايدان في جميع الساحات من حولنا مع شعور بأن دولة إسرائيل تنهار"، مشيرًا إلى أنه لم يتم تقييم أن دولة معادية ستبدأ حربًا على أساس الأزمة الداخلية الإسرائيلية.
انقسام بإسرائيل
وقال: "يفسر عدونا الانقسام في إسرائيل على أنه ضعف - سوف نوضح لهم أنه لا يوجد مثل هذا الضعف".
وقال هنغبي: "نحن نقدر أن الأزمة قد تؤدي إلى أعمال لم يتم أخذها في الاعتبار من قبل، مثل الهجوم الفاشل في مجيدو"، في إشارة إلى تفجير وقع في مارس/آذار الماضي الذي أدى إلى إصابة رجل بجروح خطيرة ويشتبه في أنه نفذه أحد أعضاء حزب الله الذين عبروا الحدود من لبنان.
وقال هنغبي أيضًا إن "نتنياهو لا يزال ملتزمًا بإحباط إيران النووية، ومتابعة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، والتي قال إنها في مصلحة الرياض والقدس".
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إن واشنطن فهمت مدى أهمية دورها في المنطقة وسط جهود بكين لزيادة نفوذها: "(الأمريكيون) رأوا أن الصينيين توسطوا بين إيران والسعودية، ويفهمون أن الصين تريد دخول الشرق الأوسط".
وصرح نتنياهو علانية عن رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام مع المملكة العربية السعودية، رغم أنه في الأشهر الأخيرة منذ تشكيل حكومته - الأكثر تشددًا في إسرائيل حتى الآن - يبدو أن الرياض قد عززت علاقتها بالسلطة الفلسطينية بينما تستضيف أيضًا وفدًا من حماس، وتقترب أكثر من طهران.
اقتراح مثير للجدل
ومنذ تشكيل الحكومة، دفع ائتلاف نتنياهو باقتراح مثير للجدل لإضعاف القضاء في البلاد، بحسب "تايمز أوف إسرائيل"، التي قالت إن التوترات وصلت إلى ذروتها بعد أن أعلن نتنياهو أنه يقيل وزير الدفاع يوآف غالانت لدعوته العلنية إلى وقف التشريع بسبب مخاوف من أنه يشكل تهديدًا للأمن القومي.
وأثار الإعلان احتجاجات جماهيرية عفوية، تضخمت إلى إعلان إضراب لقادة الأعمال واتحاد عمال الهستدروت، بما في ذلك وقف الرحلات المغادرة من مطار بن غوريون.
ثم أعلن نتنياهو وقفة مؤقتة للدفع التشريعي، قائلا إنه سيعطي فرصة لمفاوضات التسوية، وقال في وقت لاحق إن غالانت سيبقى في منصبه.
ويقول المعارضون إن التشريع الراديكالي سوف يزيل جميع الضوابط والتوازنات من نظام الحكم الإسرائيلي، مما يقوض وربما يقضي على طابعه الديمقراطي ويترك الأقليات دون حماية، فيما يقول المؤيدون إن التغييرات ضرورية لكبح جماح ما يرون أنه محكمة ناشطة.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjMwIA==
جزيرة ام اند امز