في اليوم الـ57 للحرب على غزة.. غموض حول خطوة إسرائيل القادمة؟
بين اعتراف بعدم هزيمة حركة حماس، ووعيد باستنساخ ما جرى في شمال القطاع بجنوبه، بدا الخطاب الإسرائيلي حائرا في يوم الحرب الـ56.
وأمس الجمعة انهارت هدنة استمرت أسبوعا بين حماس وإسرائيل، فواصلت القوات الإسرائيلية قصفها على قطاع غزة شماله وجنوبه، فيما جنودها يرسمون في الشمال إطاراً مربعاً حول الكتلة الأشد كثافة في وسط مدينة غزة.
وعبر تصريحات متتالية حاول قادة إسرائيل رسم صورة اللحظة الراهنة، فأقر مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريجيف بأن "حركة حماس لم تهزم بعد".
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت توعد من جهته قادة حماس قائلا إن "قواتنا تهاجم مناطق جديدة بقطاع غزة وقادة حماس في خان يونس ورفح يفهمون جيدًا ماذا فعلنا بنظرائهم في الشمال".
وهو أمر يتناقض على ما يبدو مع ما قاله اليوم أيضا اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حول أن "القوات الإسرائيلية لا تزال تواجه مسلحي حماس في شمال غزة".
ما تأمل إسرائيل في تحقيقه عبر عنه مستشار بنيامين نتنياهو بقوله إنه بعد الحرب لن يكون هناك وضع تكون فيه حماس على حدودنا مباشرة.
وشكا من أن نقد المجتمع الدولي يستهدف إسرائيل فقط ويتغاضى عن حماس، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن معظم المدنيين في شمال قطاع غزة توجهوا إلى الجنوب.
وقبل أن تفرغ إسرائيل من شمال القطاع تشير تصريحات وزير الدفاع إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتزم تطوير الهجوم على الجنوب.
وأسقطت إسرائيل منشورات على المناطق الشرقية في خان يونس أمرت فيها سكان أربع بلدات بالإخلاء، ليس إلى مناطق أخرى في المدينة كما حدث من قبل ولكن جنوبا إلى مدينة رفح.
وخرج السكان إلى الشوارع فارين بحثا عن مأوى في الغرب، وهم يحملون أمتعتهم على عربات.
وفي رفح، أخرج سكان أطفالا صغارا ملطخين بالدماء ويغطيهم الغبار من منزل تعرض للقصف. وقال ابن صاحب المنزل إنه كان يؤوي نازحين من مناطق أخرى، على ما أفادت وكالة فرانس برس.
وشنت إسرائيل غارات جوية وقصفا مدفعيا على خان يونس بجنوب قطاع غزة اليوم السبت، وأصابت مساجد ومنازل وأماكن قريبة من مستشفى.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 193 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب 650 منذ انتهاء الهدنة صباح أمس الجمعة، إضافة إلى أكثر من 15 ألف فلسطيني قتلوا منذ بدء الحرب.
وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني، اليوم السبت، إن القتال المتجدد في غزة يدور بصورة كثيفة.
وأضاف مارديني في تصريحات لرويترز في دبي أن هذا "مستوى جديد من الدمار يضاف إلى الدمار الهائل الذي لا مثيل له للبنية التحتية الحيوية ولمنازل المدنيين والأحياء السكنية".
وقالت مصادر أمنية مصرية ومصادر من الهلال الأحمر لرويترز إن أولى شاحنات المساعدات منذ انهيار الهدنة دخلت إلى غزة من الجانب المصري عبر معبر رفح اليوم السبت.
وقال مارديني إن الأوضاع داخل القطاع وصلت إلى "نقطة الانهيار".
وبلوغ الوضع نقطة الانهيار يضفي مزيدا من التعقيد على العمليات الإسرائيلية في القطاع، حيث تتعرض لضغط دولي متنام، فيما لم تحسم قواتها الحرب في الشمال حتى لتمرير إنشاء منطقة عازلة تقتطع من مساحة غزة، وهو الاقتراح الذي بادرت واشنطن للإعلان عن رفضه.
ليصبح السؤال ماذا بقي أمام القيادة الإسرائيلية من خيارات خلال مهلة شهر تقول تقارير أمريكية أن إدارة الرئيس بايدن حددتها لتل أبيب من أجل تحقيق أهدافها في غزة.
aXA6IDMuMTQyLjEzMS41MSA= جزيرة ام اند امز