العملية الأكبر منذ عقدين.. إسرائيل تُهجِّر 40 ألف فلسطيني في الضفة
![إسرائيل تُهجِّر 40 ألف فلسطيني في الضفة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/15/113-010813-thumbnail-6-_700x400.jpg)
كشفت الأمم المتحدة عن قيام السلطات الإسرائيلية بتهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني في أكبر عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية منذ عقدين.
ويدور الحديث عن 4 مخيمات؛ مخيم جنين، ومخيمي طولكرم ونور شمس في طولكرم، ومخيم الفارعة في طوباس، حيث تتركز عمليات الجيش الإسرائيلي.
وقالت مصادر محلية لـ"العين الإخبارية" إن الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير البنية التحتية والشوارع، وإجبار السكان على التهجير القسري، بالتزامن مع هدم عشرات المنازل.
وتعيد المشاهد في المخيمات شمال الضفة الغربية ما حدث في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، ما يثير مخاوف السكان من عمليات تدمير وتهجير أوسع.
والجيش الإسرائيلي الذي ينفذ هذه العمليات، هو ذاته الذي شن الحرب في قطاع غزة خلال الأشهر الـ 15 الماضية.
وفي تطور لافت، قالت قناة "إسرائيل 24" الإسرائيلية: "تدرس القيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي إقامة مواقع دائمة في مخيم جنين للاجئين. ومن المتوقع إنشاء هذه المواقع داخل القاعدة العسكرية أو في الشوارع القريبة منها، على الأقل لعدة أشهر تجريبية".
وأضافت: "ستشمل هذه المواقع كتيبة مخصصة، هي كتيبة جنين، والتي سيتم تخصيصها لمخيم اللاجئين، حتى تتمكن من بدء العمليات بسرعة".
وتابعت: "مع اقتراب العملية في جنين من نهايتها، يرى القادة على الأرض أن هذه الخطوة تشكل حلاً جيداً على المدى الطويل".
أرقام صادمة
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في تقرير تلقته "العين الإخبارية": "في أطول عملية تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ عقدين، قتلت القوات الإسرائيلية 44 فلسطينيًا، من بينهم امرأة حامل في شهرها الثامن، وألحقت دمارًا واسع النطاق بالمنازل والبنية التحتية".
وأضاف: "هُجِّر أكثر من 40,000 فلسطيني من 4 مخيمات للاجئين والمناطق المحيطة بها في جنين وطولكرم وطوباس".
وتابع: "يكاد مخيم جنين يكون خاليًا تمامًا اليوم، كما شهد مخيم نور شمس تهجيرًا شبه كامل، فيما هُجّر الآلاف من السكان من مخيمي طولكرم والفارعة".
وأشار التقرير إلى أن "الآلاف من السكان لا يزالون يفرّون من المخيمات الأربعة، التي تؤوي بمجموعها أكثر من 76,000 لاجئ فلسطيني".
وقال: "خلال الأسبوع الماضي، لجأت معظم الأسر المهجرة من مخيم الفارعة إلى مدن جنين وطوباس ونابلس. وتواصل الأونروا تقديم المساعدات الطارئة للأسر المهجرة خارج المخيمات، ولكنها اضطرت إلى تعليق عملياتها داخل المخيمات بالكامل".
وأضاف: "بينما استُهل الفصل الدراسي الجديد في 2 فبراير/ شباط، لا تزال مدارس الأونروا، التي تضم أكثر من 5,000 طالب وطالبة في شمال الضفة الغربية، مغلقة، كما أغلقت 13 نقطة تقدم الخدمات الصحية".
وأشار إلى أن "معظم الأشخاص المهجرين يقيمون حاليًا في مساكن مستأجرة، لكن الأسر المهجرة تجد صعوبة متزايدة في تحمل تكلفة الإيجار المرتفعة".
ولفت إلى أن نحو 100 أسرة حاليًا يقيمون في 6 مراكز إيواء عامة في طولكرم، ونحو 65 أسرة في مركزَي إيواء عامين في جنين، ولا يزال العمل جاريًا على إعداد خطط لإنشاء مركزي إيواء جديدين في مدرستين بجنين لمعالجة الحاجة المتزايدة".
أطول عملية بالضفة
دخلت العملية الإسرائيلية في جنين، والتي بدأت في 21 يناير/ كانون الثاني، أسبوعها الرابع، مما يجعلها أطول عملية عسكرية تنفَّذ في الضفة الغربية منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي 28 يناير/ كانون الثاني، توسعت العملية إلى مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، وامتدت إلى بلدة طمون ومخيم الفارعة في طوباس، لمدة أسبوع و10 أيام على التوالي.
وقال "أوتشا": "حتى يوم 13 فبراير/ شباط، قُتل ما لا يقل عن 44 فلسطينيًا، من بينهم 25 في جنين، و10 في طوباس، وتسعة في طولكرم. وكان من بين القتلى في طولكرم امرأة حامل وجنينها".
وفي 12 فبراير/ شباط، أعربت منظمة اليونيسف عن قلقها من أن عدد الأطفال الذين يُقتلون أو يُصابون أو يُهجَّرون في شمال الضفة الغربية يتزايد باستمرار.
ففي الشهرين الأولين من عام 2025، قُتل 13 طفلًا على الأقل، من بينهم سبعة قُتلوا بعد العملية التي أطلقتها القوات الإسرائيلية في الشمال.
وأضافت اليونيسف أن العملية التعليمية تعطلت في نحو 100 مدرسة منذ بدء العملية، مما يزيد من تفاقم الضغط النفسي والاجتماعي على الأطفال.
تواصل اعتداءات المستوطنين
وبالتزامن مع عمليات الجيش الإسرائيلي، تتواصل أيضًا هجمات المستوطنين على السكان المدنيين الفلسطينيين.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت، الجمعة، مع 16 إصابة جراء اعتداء المستوطنين على منطقة المنيا في بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
وأضاف، في بيان تلقته "العين الإخبارية"، أن من بين الإصابات ست حالات اعتداء بالضرب نُقلوا إلى المستشفى نتيجة كسور وجروح، وست حالات أخرى نتيجة الاعتداء بالضرب، وأربع إصابات أخرى نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، تم علاجها ميدانيًا.