تقرير أمني يحذر من انفجار فلسطيني مع سعي أحزاب إسرائيل لاسترضاء اليمين
الأحزاب الإسرائيلية تحاول إرضاء اليمين بالإعلان عن خطوات معادية للفلسطينيين قبل الانتخابات.
تحت وطأة ضغوط اليمين الإسرائيلي أمهلت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة أسبوعا لتوضيح موقفها الرافض لإغلاق مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى.
وليس ببعيد عن المسجد، فقد طالب زعيم حزب "اليمين الجديد" المتشدد نفتالي بنيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهدم تجمع الخان الأحمر الفلسطيني، شرق القدس، وطرد سكانه.
وفي الشهر الماضي قررت الحكومة الإسرائيلية خصم 138 مليون دولار أمريكي من الأموال الفلسطينية بداعي أنها توازي المساعدات الاجتماعية التي دفعتها السلطة الفلسطينية في العام 2018 لذوي الأسرى والشهداء الفلسطينيين، ما اضطر السلطة الفلسطينية للاقتراض من البنوك المحلية لدفع رواتب موظفيها.
- إسرائيل تبعد مسؤولين وموظفين في أوقاف القدس عن "الأقصى" لمدد متفاوتة
- 3 تطورات في أسبوع تحدد مسار العلاقة "الفلسطينية الإسرائيلية" لأشهر
ووسط كل ذلك، فقد دعت جماعات يمينية إسرائيلية إلى تصعيد الاستيطان في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وتربط أجهزة الأمن الإسرائيلية هذه الخطوات باقتراب الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل/نيسان المقبل.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن "جهازا أمنيا حذر مؤخرا القيادة السياسية من التصعيد في الضفة الغربية بسبب سلسلة من القرارات المرتبطة بالانتخابات في إسرائيل، وأيضا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب لسكان الأراضي الفلسطينية".
وأشار الجهاز الأمني إلى قرار خصم 138 مليون دولار من إيرادات الضرائب التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية، على أنه ينبع من دوافع سياسية للأحزاب اليمينية.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنه "تم مؤخرا اطلاع أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، على عدة سيناريوهات من شأنها أن تشعل النار في الضفة الغربية. ومن بين أمور أخرى، قال المهنيون إن العنف يمكن أن يتفجر في أعقاب حادثة قومية تصبح دينية، كما حدث في المسجد الأقصى".
وأضافت أن "الوضع الاقتصادي الصعب في الضفة الغربية يزعج الجهاز الأمني، الذي يعتبره سبباً سيجعل الفلسطينيين يخرجون للتظاهر ضد إسرائيل، وبالتالي يعارض الجهاز الإجراءات التي تضر بالاقتصاد في الضفة الغربية".
وتابعت: "في الوقت نفسه، فإن الوضع الأمني في قطاع غزة أكثر تفجرًا، ويعتقد كبار مسؤولي الجهاز الأمني أن هناك فرصة كبيرة للتصعيد، وعلى الرغم من التوتر تقدر المؤسسة الأمنية أن التصعيد في غزة سيؤدي إلى جولة من القتال لعدة أيام، وليس لجولة حرب تستغرق بضعة أسابيع".
وعشية الانتخابات الإسرائيلية القريبة تحاول الأحزاب إرضاء اليمين لحصد المزيد من الأصوات في الانتخابات.
ومنذ عدة سنوات تجنح إسرائيل أكثر فأكثر نحو اليمين فيما يقول الفلسطينيون إنهم يدفعون الثمن.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في افتتاحيتها الثلاثاء، "في الساحة الخلفية لدولة إسرائيل، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، تكثر المؤشرات على استيقاظ انتفاضة جديدة. فالمواجهات في باب الرحمة في البلدة القديمة في القدس، وعلى طول الجدار الحدودي في القطاع هي التعبير العلني على هذا الوضع المتفجر. وهناك عدة أسباب لذلك، منها القيود الاقتصادية: اقتطاع الضرائب الذي قامت به حكومة إسرائيل على قسم هام من مداخيل السلطة الفلسطينية، تجميد المساعدة الأمريكية والبطالة المستشرية، والتي تضم كل يوم آلاف الشبان الفلسطينيين إلى دائرة المحتاجين".
وأضافت: "في الأجواء التي يصبح فيها المس بالبنى التحتية الاقتصادية الفلسطينية استراتيجية سياسية لليمين، وعندما تدور المنافسة بين أحزاب اليمين حول إرضاء المستوطنين، تهويد شرقي القدس و"الوقوف الصامد" ضد الانسحاب، فإن الآثار الخطيرة لهذه الاستراتيجية على أمن الدولة لا تترك انطباعا كبيرا على أصحاب القرار".
ومن جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم أيضا، إنه "بينما تنشغل إسرائيل في الانتخابات، فإن كل الأجزاء الفلسطينية الأربعة – قطاع غزة، الضفة الغربية، القدس الشرقية والسجون الأمنية، تقف على شفا الانفجار، صحيح أن الوضع في كل واحدة من الساحات يتدهور لأسباب مختلفة، بعضها كنتيجة لقرارات إسرائيلية، وبعضها فلسطينية، ولكن تكفي شرارة لإشعال الحقل كله".