كشف حساب 7 أكتوبر.. نتنياهو خارج المساءلة؟
بعد أكثر من عامين من أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا تزال إسرائيل تبحث عمن يتحمل مسؤولية الفشل.
وبحسب موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، أقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير، مؤخرا، عددا من كبار الضباط، وقال إن الجيش "فشل في مهمته الأساسية" المتمثلة في حماية المواطنين خلال أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبالنسبة لكثير من الإسرائيليين، فإن هذه الإقالات تعد إشارة طال انتظارها بأن المساءلة عن الهجوم لن تكون سياسية فقط، بل عسكرية أيضاً.
ومع ذلك، يشير الكثيرون إلى أنه حتى الآن لم يتم إنشاء لجنة تحقيق عامة واسعة، رغم الدعوات المتكررة لتأسيسها، وفق الموقع.
ويبدو أن الإجراءات التأديبية تشمل الإعفاء من الخدمة الاحتياطية ما يعني أن الأفراد متقاعدون اسمياً بالفعل، لكن لن يتم استدعاء أي منهم مستقبلا إضافة إلى التوبيخات الرسمية، وفي بعض الحالات الإقالة من الخدمة النشطة.
ووفقا لوكالة "رويترز"، فإن ثلاثة من كبار قادة الجيش الإسرائيلي أقيلوا أو استقالوا نتيجة الإخفاقات الأمنية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أشعلت حرب غزة.
إشارة
في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الجنرال هرتسي هليفي، رئيس أركان الجيش آنذاك، استقالته متحملاً المسؤولية الشخصية عن الإخفاقات.
وبصفته أعلى مسؤول عسكري عند وقوع هجوم حماس، فقد شكل تنحي هليفي إشارة بارزة على المساءلة المؤسسية.
وفي الشهر نفسه، أعلن الجنرال يارون فنكلمن قائد القيادة الجنوبية المسؤولة عن منطقة حدود غزة استقالته أيضاً قبل إعفائه في وقت سابق من الشهر الجاري من الخدمة الاحتياطية بقرار من زمير لدوره في الإخفاقات.
أما الجنرال أهارون حليفا، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فاستقال في أبريل/نيسان 2024، مشيراً إلى أن مديريته "لم تقم بمهمتها" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي وقت سابق من الشهر الجاري تمت إقالته من الاحتياط الإسرائيلي.
كما اتخذ الجيش إجراءات تأديبية ضد عدد من الضباط ذوي الرتب الأدنى بسبب "الإخفاقات النظامية" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتم توجيه توبيخات رسمية لعدد من رؤساء الأفرع، بما في ذلك البحرية والقوات الجوية.
ومن دون تحقيق عام، يتضح لمعظم الإسرائيليين أن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، كشفت عن ثغرات تشغيلية كبيرة داخل الجيش، بينها قصور استخباراتي، وإخفاقات في الدفاع الحدودي، ومشكلات في التعامل مع هجمات معقدة من البحر والجو والبر.
وتشير التقارير إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت بالفعل حشد حماس غير المعتاد قرب مواقع الجيش في جنوب إسرائيل، لكنها لم ترفع حالة التأهب لتلك الوحدات.
استفهامات
في الوقت نفسه تظل الأسئلة قائمة حول ما الذي عرفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادته، ومتى عرفوه.
ويقول الكثير من الخبراء، إن الحكومة الإسرائيلية كانت تمتلك معلومات كافية قبل الهجوم لرفع حالة التأهب، ولم يتضح حتى الآن لماذا لم يقم نتنياهو بذلك، وهو ما أدى إلى انتشار نظريات مؤامرة حول سلوكه.
وبصرف النظر عن صحة هذه النظريات، فإن الإسرائيليين يطالبون بإجابات بشأن الإخفاقات الأمنية الواضحة ويشعرون بالغضب من رفض نتنياهو تشكيل لجنة تحقيق رسمية.
وقد تكون الإجراءات التي اتخذها الجيش الإسرائيلي خطوة مهمة، لكنها لا تعالج السؤال الأهم: ماذا عرف نتنياهو ومستشاروه، ومتى عرفوه؟
وبالنظر إلى عمق الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي لغزة، يكاد يكون من المستحيل أن تكون تحضيرات حماس قد مرت دون علم القيادة السياسية.
وبالتالي فإن تجاهل الحكومة لهذه التهديدات قد يفسر التردد في فتح تحقيق عام لتركز على إقالة المسؤولين في المستويات الأدنى.
بينما تتجنب محاسبة أصحاب السلطة السياسية العليا، وهو أمر يمثل مشكلة خطيرة عندما يتعلق الأمر بمنع تكرار الهجوم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNiA= جزيرة ام اند امز