التقرير الاستراتيجي لإسرائيل 2022.. 3 تحديات و10 توصيات
حدد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي 3 تحديات تواجهها إسرائيل في العام 2022، وقدم 10 توصيات لمواجهتها.
واستنادا إلى الدراسة السنوية للمعهد التي تم تقديمها للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الإثنين، فإن إيران تقف على رأس هذه التحديات فيما تصدر توصياته بناء خيار عسكري موثوق به لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ويفضل أن يكون ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وأوصى التقرير الاستراتيجي لعام 2022 بتوسيع اتفاقيات إبراهيم، وكذلك العلاقات مع الأردن ومصر.
والتحديات الـ 3 التي تضمنها التقدير الذي تلقت "العين الإخبارية" ملخصه هي: النشاط النووي الإيراني، الساحة الفلسطينية والساحة الداخلية الإسرائيلية.
وقال المعهد التابع لجامعة تل أبيب: "في بداية عام 2022، تفتقر دولة إسرائيل إلى نهج استراتيجي متكامل ومتسق وطويل المدى فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها".
وأضاف: "في قلب التحديات تقع إيران، التي تواصل السعي للوصول إلى عتبة نووية، ولديها بالفعل القدرات اللازمة لاختراق سلاح نووي في غضون أسابيع، وفي الوقت نفسه، لا تزال مصممة على بناء خياراتها العسكرية لتهديد إسرائيل في عدة مناطق على طول حدودها، بما في ذلك من خلال استخدام وكلاء لها في هجوم مضاد وبالصواريخ ومركبات الهجوم الجوي بدون طيار والنيران الدقيقة".
وتابع: "تمثل الساحة الفلسطينية تحديًا خطيرًا للغاية لرؤية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وآمنة وأخلاقية، خاصة بسبب الانجراف نحو واقع الدولة الواحدة، وهذا يشكل مخاطر ملموسة على إسرائيل في شكل تصعيد أمني، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الضعف المتزايد للسلطة الفلسطينية، إلى درجة شبه عجز عن العمل وانعدام الحكم، بالتوازي مع ذلك، فإن الوضع في هذه الساحة يشكل تحديا للموقف السياسي والقانوني الدولي لإسرائيل".
وبالمقابل أشار التقرير إلى أنه "داخل إسرائيل، هناك تكثيف لاتجاهات الاستقطاب بين المجموعات المختلفة والتحريض والحكم الضعيف، لا سيما في الجيوب غير الخاضعة للسيطرة، مما يفاقم تآكل الثقة في مؤسسات الدولة، كل ذلك يشكل تهديدًا حقيقيًا على المرونة الاجتماعية والأمن القومي".
وقال التقرير: "على المستوى العالمي، يجب على إسرائيل أن تتابع صراع القوى المتزايد بين الولايات المتحدة والصين، والاستعداد لمجموعة من الأحداث المتطرفة بسبب تغير المناخ والأزمات الاقتصادية المتكررة والتغيرات في المعايير في أعقاب جائحة كورونا".
وأضاف: "يستمر اعتماد إسرائيل على دعم الولايات المتحدة، لكن المساعدة التي يمكن أن تقدمها واشنطن لإسرائيل تواجه تحدي الاستقطاب الأمريكي الداخلي، حتى مع تركيز اهتمام أمريكا على مشاكلها الداخلية والصراع مع الصين، على حساب انخراطها مع الشرق الأوسط، في ظل هذه الخلفية، فإن الإدارة الأمريكية أقل استعدادًا للاهتمام بمصالح ومخاوف إسرائيل، سواء فيما يتعلق بإيران أو في السياق الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة أقل استعدادًا للاستثمار في تمديد وتكثيف اتفاقيات السلام بين إسرائيل والدول العربية البراغماتية".
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ معلقا على التقرير الاستراتيجي: "يوجد اليوم فهم إقليمي ناشئ بأن مستقبل الشرق الأوسط هو مستقبل للتعاون".
وأضاف: "في مواجهة التهديد الإيراني ووكلائه في المنطقة، يجب أن نتعاون مع أصدقائنا، ليس فقط من أجل مواطني إسرائيل، ولكن من أجل جميع سكان الشرق الأوسط، هذه مصلحة إقليمية من الدرجة الأولى".
وتابع: "يرتبط أمن إسرائيل ارتباطًا وثيقًا بمرونتها الوطنية، وفي قدرتنا على التعامل مع الخلافات الأكثر عمقًا، دون التخلي عن إيماننا بأنفسنا. لدينا القدرة على العيش معًا والعمل كشعب واحد. ربما يكون تجسير الانقسامات، بما في ذلك الانقسامات السياسية، هو أهم خطوة للحفاظ على أمن إسرائيل واستقرارها وازدهارها".
10 توصيات
وعلى خلفية هذه التحديات، قدم التقرير عشر توصيات تتعلق بالسياسات:
أولا: إعداد استراتيجية محدثة ومبتكرة وشاملة، ومناسبة لبيئة تشغيلية واستراتيجية متغيرة، على أساس الاستعداد المتزامن للتحديات الناشئة في إيران، والساحة الفلسطينية، والجبهة المحلية.
ثانيا: وضع آليات للتخطيط الحكومي المتكامل والعمل لاستعادة القانون والنظام والحكم في الجيوب غير الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية؛ معالجة الجريمة في المجتمع العربي، تقليل التوتر والعداء وعدم المساواة بين المجتمعات في إسرائيل.
ثالثا: التحدي الإيراني: الاستعداد لاتفاق نووي بين إيران والقوى الدولية، وكذلك لغياب أي اتفاق، هناك حاجة لبناء خيار عسكري موثوق به لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ويفضل أن يكون ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
رابعا: مواصلة وتحديث الحملة بين الحروب في مواجهة ترسيخ إيران وتشكيل ميليشياتها بالوكالة على طول حدود إسرائيل، وفي الوقت نفسه، التصدي لكل عناصر التحدي الإقليمي الإيراني، مع التركيز على وقف مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان وإحباط مساعي إيران لممارسة النفوذ.
خامسا: الساحة الفلسطينية: خطوات في مجال البنية التحتية السياسية والاقتصادية لتقوية السلطة الفلسطينية وتحسين نسيج الحياة المدنية؛ تجنب الخطوات التي يمكن أن تعجل الانزلاق إلى حالة الدولة الواحدة، وخلق الظروف للانفصال والترويج المستقبلي للخيارات الأخرى.
سادسا: قطاع غزة: مواصلة الجهود لصياغة التحركات بروح "الاقتصاد مقابل الأمن"، بمشاركة مصر وعناصر دولية وإقليمية، والسلطة الفلسطينية. الهدوء يتوقف على حل قضية الأسرى والجنود المفقودين وبعض التخفيف من القيود المفروضة على القطاع.
سابعا: تصعيد التنسيق مع الولايات المتحدة، بجانب العلاقة الخاصة وإقامة الثقة على مستوى الحزبين، والتأكيد على قيمة إسرائيل للولايات المتحدة باعتبارها جهة فاعلة مسؤولة، وكذخر في مجالات التكنولوجيا والعلوم والمشاريع والثقافة.
ثامنا: توسيع اتفاقيات إبراهيم وكذلك العلاقات مع الأردن ومصر، بهدف التعاون الإقليمي في مجموعة من المجالات، بما في ذلك الاستخبارات والدفاعات الجوية والطاقة والزراعة والمياه والرعاية الصحية، بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل توسيع اتصالاتها الاقتصادية مع دول شرق البحر المتوسط ، وتخفيف التوترات مع تركيا.
تاسعا: تعمل الثورة التكنولوجية والفضاء الإلكتروني على تسريع "منافسة التعلم"، مما يعني أنه يجب على إسرائيل الاستثمار في تطوير العلوم والتكنولوجيا والدراسات التكنولوجية من أجل الحفاظ على ميزتها النسبية وتوسيعها، والتي تعد أحد الأصول لأمنها القومي ومكانتها العالمية.
عاشرا: الاستمرار في البناء العسكري على غرار برنامج "تنوفا" (الزخم) متعدد السنوات للجيش الإسرائيلي للحفاظ على التفوق التشغيلي والتكنولوجي لإسرائيل في عصر المعلومات والأنظمة المستقلة والسيبرانية؛ تكييف الخطط التشغيلية وتحسين الجاهزية المدنية للنزاعات المحدودة وكذلك الحرب متعددة الجبهات.