"القدس".. بوابة إيران لاختراق الجيوش الإسلامية
الخارجية الإيرانية تواصل استغلال أزمة القدس عبر دعوة الدول الإسلامية إلى تكرار تجربة "فيلق القدس" الإيرانية الإرهابية داخل جيوشها
في تواصل لاستغلالها قضية فلسطين لنشر مليشياتها الإرهابية في أنحاء العالم بزعم تحرير فلسطين، دعت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، إلى تأسيس قوة خاصة داخل جيوش الدول الإسلامية تحت اسم "قوة القدس".
- هكذا تستغل إيران أزمة القدس لتبرير إرهابها بالمنطقة
- ميليشيا "فيلق القدس" الإيرانية لا تصل وجهتها أبدا
وجاء هذا في تصريحات مساعد وزير الخارجية حسين شيخ الإسلام في لوكالة "تسنيم" الإيرانية، قال فيها إنه "من أجل مواجهة القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يجب على البرلمانات الإسلامية أن تشكّل قوة عسكرية جديدة ضمن جيوش الدول الإسلامية تحت مسمّى قوة القدس".
وزاد بالقول: "على الدول الإسلامية أن تجهّز وتدرّب هذه القوة بعد إنشائها، يجب تشكيل هذه القوة بشكل متزامن بين الدول الإسلامية لكي يفهم الطرف المقابل أن عليه ترك الميدان، إذا رضي الصهاينة بحقيقة أن فلسطين مرتبطة بالمسلمين، فهذه القوة لن تتدخل، لكنها ستتدخل في حال لم يستوعبوا هذا الأمر، هذا الأمر يحتاج أيضا إلى العمل الدبلوماسي".
اختراق إيراني
وقوة القدس المزعومة تريد بها طهران أن تكون امتدادا واختراقا إيرانيا داخل جيوش الدول الإسلامية لـ"فيلق القدس" التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيرانية، ويقوده الإرهابي قاسم سليماني، وهي القوة المسؤولة عن صناعة مليشيات موالية لإيران داخل الدول الإسلامية المستهدفة في المنطقة لتكون أداة تهديد وإضعاف لجيوش تلك الدول، ثم تحل محلها بالتدريج.
ومن أمثلة هذه المليشيا "الحشد الشعبي" في العراق، و"الحوثي" في اليمن، و"حزب الله" في لبنان، وعشرات المليشيات في سوريا كـ"فاطميون" و"زينبيون" و"فاتحون" و"الحرس القومي العربي".
و"فيلق القدس" الإيراني أنشأته طهران خلال حرب الخليج الأولى بينها وبين العراق في ثمانينيات القرن الماضي في محاولة لإزالة كراهية شعوب الشرق الأوسط لها.
وحاولت عن طريقه، وعن طريق تخصيص يوم كل عام تحت اسم "يوم القدس العالمي" أن تقدم نفسها نصيرة للقضية الفلسطينية، وأنها القوة "الوحيدة" القادرة على إزالة إسرائيل من الوجود.
ولكن منذ ذلك الحين، أي منذ نحو 37 عاما، لم يتوجه "فيلق القدس" إلى وجهته التي زعم أنه تم إنشاؤه بسببها، وهي القدس لتحريرها من إسرائيل، وبدلا عن ذلك يجتهد في صنع مليشيات موالية لإيران داخل دول المنطقة لإرهاق جيوشها، وإضعافها أمام إيران.
فرصة إيرانية
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتباره القدس عاصمة لإسرائيل مطلع الشهر الجاري والتصريحات الإيرانية تتوالى لتوجيه هذا الأمر بما يبرر وجود مليشياتها وصنع مليشيا جديدة.
فقد نشرت وكالة "تسنيم" المقربة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني تقريرا قالت فيه إن القرار الأمريكي "بكل تأكيد سيسهل على إيران ظروف تشكيل جبهة إقليمية تدور حول مركزية الدفاع عن فلسطين".
وتشير بـ"الجبهة الإقليمية" إلى مليشياتها المنتشرة في عدة دول كسوريا ولبنان واليمن والعراق، وبات لها دور مؤثر في تسيير أمورها، والتي تسميها بـ"جبهة المقاومة"، بالرغم من أنها أنهكت جيوش تلك الدول، واستنزفت مواردها؛ ما أضعف فرصها في أن تكون مصدر ردع للاحتلال الإسرائيلي.
وأمس الجمعة، قال خطيب جمعة طهران حجة الإسلام كاظم صديقي صراحة إن خطوة ترامب "عززت من تأثير إيران في المنطقة عبر وجود قوى المقاومة المتمثلة بـ"زينبيون وفاطميون وحيدريون والقوات الشعبية".
وأسهب الخطيب الإيراني في استخدام المصطلحات التي تحاول بها إيران دغدغة مشاعر المسلمين والعرب، مثل "المقاومة الإسلامية" و"زوال إسرائيل" و"الشعوب المظلومة" إلخ.
وفي إشارة أيضا لخطة إيران في توسيع نشر مليشياتها بالمنطقة تحت عنوان "المقاومة الإسلامية ودحر إسرائيل" نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تحليلا في ديسمبر/كانون الأول الجاري للباحث الأمريكي فرزين نديمي عن تصريحات قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري عن إنشاء ما يسمى بـ"باسيج العالم الإسلامي"، أي تسليح مجموعات شعبية داخل الدول المستهدفة تنهك الجيوش الوطنية.
كذلك ما قاله رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني محمد باقر عن مبررات وجود هذه المليشيات بأنها لهزيمة داعش وإسرائيل وإخراج آخر جندي أمريكي من المنطقة، فيما الواقع على الأرض منذ أكثر من 30 عاما ينطق بأن إيران تستخدم تلك المبررات لنشر جنودها ومليشياتها هي في كل ركن من أركان المنطقة لتحقيق هدفها الفارسي القديم والخميني الحالي، وهو فرض احتلالها على الشرق الأوسط.