في كل عام تحتفل الشقيقة مصر بذكرى ثورة 30 يونيو، التي أزاحت تنظيم الإخوان عن الحكم، وأعادت مصر إلى حضن المصريين والعرب.
لقد حاول تنظيم الإخوان الإرهابي على مدى عام كامل في الحكم اختطاف مصر، وخلال عامهم هذا، ذاق الشعب المصري أصنافا من القمع والتعذيب وديكتاتورية الرأي، إذ حاول الإخوان الاستحواذ على كل مفاصل الدولة، محاولين عزل مصر عن محيطها العربي، وهو أمر ترفضه طبيعة الشعب المصري.
صارت مصر مرتعاً للإخوان في عام حكمهم، وجاء "الإعلان الدستوري"، الذي أعطى صلاحيات غير مسبوقة للرئيس محمد مرسي، بداية الشرارة، التي أسقطتهم عن حكم مصر في عام شهد أحداث فوضى غير مسبوقة، من انعدام للأمن، وتراجع للاقتصاد ومعدلات السياحة، لكن تحرك الشعب في 30 يونيو 2013 مثّل ملحمة تاريخية شارك فيها 33 مليون مصري نزلوا إلى الشوارع وميادين العاصمة والمحافظات، وساندهم الجيش المصري والشرطة المصرية بحمايتهم وهم يعبرون عن رفضهم هذا النوع من الحكم الاستحواذي.
وفي ذكرى ثورة 30 يونيو هذا العام، نرى مصر وقد تغيرت إلى الأفضل، إذ شهدت تطورات كبيرة في مجالات مختلفة، ولم يكن هذا ليتحقق إلا بعودة الحالة الأمنية إلى كفاءتها، بفضل جهود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي خاض ويخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب، فضلا عن تحقيقه منجزات سريعة كانت ستتطلب سنوات في الظروف الطبيعية.
فاليوم تشهد مصر بناء عاصمة إدارية عالمية جديدة، ومشروعات قومية عملاقة بطول البلاد وعرضها، واستقرارا اقتصاديا بدا في تحسّن بشهادة المؤسسات الاقتصادية الدولية.
لقد حقق الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فترة حكمه إنجازات عديدة على أصعدة مختلفة، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، من حيث ثبات الموقف المصري تجاه القضايا القومية الإقليمية والدولية، لذا حظيت مصر بثقة واحترام العالم، وبدا ذلك في الحضور المكثف للوفود المصرية في المؤتمرات والمحافل الدولية، إذ انتهج "السيسي" درب توطيد العلاقات مع المجتمع الدولي ككل، وإعلاء مبدأ المصالح المشتركة والتنمية، مؤسسا التوازن المطلوب في سياسة مصر الخارجية.
وتأتي ذكرى ثورة الشعب المصري في 30 يونيو هذا العام، والدولة المصرية تدشن مفهوم جمهوريتها الجديدة، التي صحّحت كثيراً من الأوضاع، التي اعترت مصر في الفترة من 2011 إلى 2013، إذ صارت العلاقات المصريةـالعربية في أفضل حالاتها، وعاد الوجود المصري بكثافة إلى عمقه الأفريقي، إذ صارت مصر أكثر دولة أفريقية مثلت القارة السمراء في مجلس الأمن، فضلا عن عودتها لرئاسة منظمة الوحدة الأفريقية.
"مصر 30 يونيو" عادت لتدعم قواعد الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصة ما يتعلق بأمنها القومي العربي، إذا تكاملت جهودها مع جهود السعودية والإمارات في مساندة القضايا العربية، عبر التمسك بالحلول السياسية لأزمات المنطقة، وبدا هذا الدور جليا في الجارة الغربية، ليبيا، مؤكدة الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية والجيش الوطني، فالمواقف المصرية دائما تصب في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام والارتقاء بمستوى الحياة لكل الشعوب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة