مقتل العاروري.. هل باتت الحرب «وشيكة» في جنوب لبنان؟
"لبنان بات على شفير الهاوية ولا أحد يبالي من المسؤولين والجميع ينتظر ويشاهد".. تحذير جاء على رئيس المجلس الوطني الأرثوذكسي في لبنان روبير الأبيض حول مستجدات الأحداث في البلاد.
وأمس الثلاثاء، أعلنت حركة حماس مقتل 6 أشخاص بينهم صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقياديان بكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، في ضربة "إسرائيلية" بلبنان.
ورغم أن إسرائيل لم تعلن رسميا مسؤوليتها عن اغتيال العاروري فإن قادتها سبق أن تعهدوا باستهداف قادة حماس في الخارج.
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" بلبنان اليوم الأربعاء عن الأبيض قوله، في بيان: "الحرب أصبحت وشيكة في جنوب لبنان ولا مفر منها، هذا ما تسعى إليه إسرائيل أي باستهداف لبنان وجره إلى الحرب على الجهة الشمالية من أجل مكاسب سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتعوم حكومته الفاشلة والساقطة داخلياً وخارجياً وغير القادرة على الاستمرار بالحرب".
وناشد الأبيض الجيش "التحرك للجم ما يخطط له في لبنان الذي لا يستطيع خوض حرب مع العدو الصهيوني في الظروف الراهنة، أي في غياب مقومات الدولة وغياب رئيس للجمهورية وبظل الفراغ الحاصل لدور للمؤسسات والمواقع الأساسية في الدولة".
قلق أممي
بدورها، أكدت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ، اليوم الأربعاء، أنها تشعر بقلق كبير إزاء احتمال التصعيد بعد اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري.
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" اليوم عن نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ"اليونيفيل" كانديس ارديل قولها، عن الوضع على الخط الأزرق بعد اغتيال صالح العاروري:"نشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق".
وأضافت :"نواصل مناشدة جميع الأطراف وقف إطلاق النار، وكذلك نناشد أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس".
لن يمر دون عقاب
وفي أول تعقيب لبناني، قال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال، إن "انفجار ضاحية بيروت الجنوبية جريمة إسرائيلية جديدة تهدف إلى إدخال بلادنا في مرحلة جديدة من المواجهات".
وأضاف ميقاتي: "نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها، ونحذر من لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي إلى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية".
كما أكد لبنان أنه "سيقدم شكوى لمجلس الأمن ضد الهجوم الإسرائيلي الفاضح في ضاحية بيروت الجنوبية"، بحسب بيان للخارجية.
بدوره، أكد حزب الله في بيان الثلاثاء، أن الحادث الذي وقع في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل الحزب)، "اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته، وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة".
وإزاء ذلك، أكد الحزب أن الحادث "لن يمرّ أبدًا من دون رد وعقاب (..) وأنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام".
وأعلنت مصادر إسرائيلية رفع حالة التأهب بشكل كبير على الحدود الإسرائيلية اللبنانية تحسبا لرد من حزب الله.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن العاروري كان من المقرر أن يلتقي الأربعاء مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
فيما أكدت الخارجية الإيرانية، في بيان، الثلاثاء، أن اغتيال صالح العاروري، "سيزيد دون شك دافع المقاومة لقتال إسرائيل".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: "دماء العاروري ستشعل بلا شك طفرة جذوة المقاومة ودافعها لقتال المحتلين، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة أيضا وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد بسحق حماس وقادتها بالداخل والخارج بعد هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول في جنوب إسرائيل الذي قتلت فيه 1140 شخصا وأخذت 240 رهينة إلى غزة.
ودمرت القوات الإسرائيلية جزءا كبيرا من قطاع غزة في هجومها المستمر منذ ثلاثة أشهر، مشددا على أن "تحقيق النصر سيستغرق شهورا".
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز