«سمراء يمينية مُناهضة للهجرة والووك».. بادينوك تقود مُحافظي بريطانيا
تتبنى تشديد سياسات الهجرة، تعارض توجهات الوسط، وتنحو نحو اليمين، إنها كيمي بادينوك زعيمة حزب "المحافظين" الجديدة في بريطانيا.
هي أول امرأة سمراء تقود حزبا سياسيا كبيرا في بريطانيا، بعدما حسمت اليوم السبت زعامة المعارضة، وقد تعهدت بإعادة الحزب إلى مبادئه التأسيسية، في محاولة لاستعادة الناخبين بعد أسوأ هزيمة لحقت بالمحافظين في الانتخابات التي جرت في يوليو/تموز الماضي.
يمينية تتلطع إلى الجذور
وبادينوك (44 عاما) ستحل محل رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، وقالت إنها ستعمل على تجديد الحزب "الذي انحرف نحو الوسط السياسي من خلال الحكم من اليسار، ويجب عليه العودة إلى أفكاره التقليدية".
وذكرت "رويترز" أن بادينوك ستضفي نبرة يمينية على دور الحزب، ومن المرجح أن تدعم سياسات تقلص دور الحكومة وتتصدى لما تقول إنه "فكر يساري مؤسسي".
وبادينوك هي خامس زعيمة لحزب المحافظين منذ منتصف عام 2016 بعد أن صوت لها 53806 من أعضاء الحزب في مواجهة وزير الهجرة السابق روبرت جينريك الذي حصل على 41388 صوتا.
وفازت بادينوك، التي تولت عدة مناصب وزارية في حكومات المحافظين، بغالبية الأصوات في المرحلة النهائية من منافسة استمرت لعدة أشهر وشهدت تقليص عدد المرشحين من ستة إلى اثنين.
وقالت بادينوك لأعضاء الحزب "أمامنا مهمة صعبة، ولكنها بسيطة، ستكون مسؤوليتنا الأولى كمعارضة مخلصة للملك هي محاسبة حكومة حزب العمال، والهدف الثاني الذي لا يقل أهمية هو الإعداد للحكومة على مدى السنوات القليلة المقبلة"، مؤكدة أن توليها المنصب "شرف هائل"، وأضافت "يجب أن نكون صادقين بشأن حقيقة أننا ارتكبنا أخطاء وتركنا المبادئ تنهار".
آراء لافته لصاحبة الأصول الأفريقية
وزعيمة حزب المحافظين الجديدة ذات الأصول النيجيرية اعتبرت لدى حديثها عن الهجرة أنه "لا يحق لجميع الثقافات بشكل متساو الحصول على حق الإقامة في المملكة المتحدة"، حسب ما ذكرت "فرانس برس".
وهي مناهضة أيضا لثقافة الـ"ووك"، أي الوعي والاهتمام بالقضايا المتعلقة بعدم المساواة الاجتماعية والتمييز على أساس الجنس أو اللون أو العرق، كما أنها مؤيدة لـ"بريكست".
ردود فعل
وهنأها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قائلا على منصة "إكس" "أول زعيمة سوداء لحزب في ويستمنستر، إنها لحظة تشكل مصدر فخر لبلدنا".
من جانبه، قال سوناك إن بادينوك ستكون "زعيمة ممتازة"، وقال رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون "إنها تجلب معها الكثير من الحماسة إلى الحزب المحافظ".
مهام زعيمة المعارضة
وستصبح بادينوك الزعيمة الرسمية للمعارضة التي تواجه زعيم حزب العمال كير ستارمر، في مجلس العموم كل أربعاء في جلسات مساءلة رئيس الوزراء التقليدية.
وستقود كتلة المحافظين التي تقلّصت كثيرا في المجلس بعد الأداء الكارثي للحزب في الانتخابات.
ويتعيّن عليها التخطيط لاستراتيجية تُعيد ثقة البريطانيين بالحزب المحافظ، مع الحد من الدعم الذي يحظى به حزب "الإصلاح" البريطاني اليميني بزعامة نايجل فاراج، الذي كان من أهم المؤيدين لبريكست.
لكن بادينوك ستواجه احتمال الاصطدام بصعوبات مستقبلا من قبل النواب المحافظين الذين تضم صفوفهم العديد من الوسطيين، كونها من أشد الداعيين إلى إعادة فرض القيم المحافظة، متهمة حزبها بأنه "بات ليبراليا بشكل متزايد فيما يتعلّق بقضايا اجتماعية مثل الهوية الجندرية".
وهي تواجه انتقادات بسبب مواقفها الحادة في بعض الأحيان، منها ما قالت إن "انتقاد أسلوبها الفظ في غير مكانه"، مضيفة "أنا لست خجولة، يختار الناس عادة نقاط قوّتك ويقدّمونها على أنها نقاط ضعف".
سيرة ذاتية
عملت بادينوك في تكنولوجيا المعلومات والقطاع المصرفي قبل أن تدخل عالم السياسة، لتفوز بمقعد في هيئة لندن التشريعية عام 2015.
وانتُخبت في البرلمان بعد عامين، وصعدت في صفوف حزب المحافظين بدعم من مايكل غوف الذي كان شخصية مؤثرة في الحزب، وشغلت عدة مناصب وزارية في عهد المحافظين طول 14 عاما.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز