"التون كوبري" بلدة في قبضة تضارب الرواية بين بغداد وأربيل

كل من القوات العراقية والبشمركة ينسبان "النصر" في المعركة له، وأنه من طرد الطرف الآخر.
أعلنت قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان، الجمعة، أنها أجبرت القوات العراقية المدعومة بمليشيا الحشد الشعبي على التراجع بعد أن شنت هجمات جديدة على بلدة في شمال محافظة كركوك.
ويتناقض هذا التصريح مع ما أعلنته مصادر أمنية في بغداد عن أن القوات العراقية هي التي أجبرت البشمركة على الانسحاب.
وقال رئيس أركان البشمركة الفريق جمال محمد أمينكي: إن هجوم القوات العراقية على البشمركة المتمركزة في بلدة "التون كوبري"، أو "بردي" باللغة الكردية، صباح اليوم، كان الهدف منه التقدم باتجاه أربيل (عاصمة الإقليم).
وأضاف في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية أن "القوات العراقية تقدمت من محوري الدبس، وبردي، لكن قوات البشمركة تصدت لها، ودمرت العديد من آلياتها ودباباتها، وصدّت الهجوم".
وتابع "جميع الأسلحة التي تستعملها القوات المهاجمة من الجيش والشرطة الاتحادية والمليشيات، هي أمريكية، بينها دبابات إبرامز، لكن البشمركة أوقفتهم ولن تسمح لهم بالتقدم".
من جانبه، قال مجلس أمن إقليم كردستان، في بيان وصل بوابة "العين" الإخبارية نسخة منه، إن القوات العراقية والحشد الشعبي "شنوا الهجوم مدعومين بإسناد مدفعي يسهم فيه عناصر إيرانية"، على حد قوله.
وأظهرت صور فيديو بثتها محطات تلفزيون كردية، أفرادا من البشمركة يطلقون النار على القوات العراقية، مشيرة إلى أنها دمرت 10 آليات بينها دبابات تعود للقوات العراقية.
وفي جانب آخر، قال هيمن هورماني، المستشار السياسي لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إن المعارك وأجواء التوتر في كركوك أدت لنزوج 57 ألف أسرة من المدينة باتجاه مدن إقليم كردستان، أربيل ودهوك والسليمانية.
وفي رواية مغايرة، قالت مصادر أمنية عراقية، صباح اليوم، إن القوات العراقية انتزعت بلدة "التون كوبري" أو بردي، آخر منطقة كانت تسيطر عليها البشمركة في كركوك، عقب معركة بينهما استمرت 3 ساعات.
وتقع هذه البلدة على الطريق بين مدينة كركوك وأربيل عاصمة إقليم كردستان.
وأضافت المصادر أن قوات البشمركة انسحبت من البلدة التي تمثل الحدود الإدارية بين كركوك وأربيل وتتبع إداريا كركوك.
ولم يتضح بعد ما إذا كان القتال أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.
وتقدمت القوات العراقية إلى محافظة كركوك دون مقاومة تذكر في الأيام الماضية؛ إذ إن معظم قوات البشمركة انسحبت دون قتال، وسط أنباء عن تعرضها لضغوط شديدة من بغداد وطهران، وحدوث صفقات لم يتم الكشف عنها بعد.
ووقعت كل هذه المواجهات نتيجة لرفض بغداد استفتاء الانفصال الذي أجراه إقليم كردستان عن العراق الشهر الماضي، وفي المقابل رفض رئاسة الإقليم التراجع عنه.