لا نهضة بلا عمل، ولا تطور بلا بذل مجهود حقيقي، ومن هنا نعلم أن لُب المواطنة الصالحة هو "العمل"، فبه ترتقي الأمم وتنهض الشعوب
لا نهضة بلا عمل، ولا تطور بلا بذل مجهود حقيقي، ومن هنا نعلم أن لُب المواطنة الصالحة هو "العمل" فبه ترتقي الأمم وتنهض الشعوب ويحارب به الفقر.
جاء في الحديث الشريف (لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي الجبل، فيجيء بحزمه من حطب على ظهر فيبيعها فيستغني بثمنها، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه)، فما اهتم الاسلام بشيء إلا دل على أهميته، ولما ارتبط مفهوم العمل بالمواطنة الصالحة ولدور العمل في بناء الأوطان، قررت أن أجمع بعض معانيه وكلام القادة في هذا الباب ليعم النفع على الجميع، وتتوضح أهمية العمل المثمر للفرد والمجتمع.
أصل العمل مادة (ع م ل) وهو لغةً: الفعل عن القصد، والعمل: المهنة والفعل، وخلال بحثي عن معانٍ اصطلاحية جذب انتباهي تعريف جامع مانع لمعنى العمل وهو " كل ما يبذله الإنسان من أنشطة بغية أي هدف"، وقد عرف محمد ابو خليف العمل فقال: "الطاقة والجهد الذي يبذله الإنسان من أجل التحصيل والإنتاج"، وشرط العمل الفكر والروية ولهذا قرن بالعلم، قال الكفوي: "قلب لفظ العمل من لفظ العلم تنبيهاً على أنه من مقتضاه".
حظي العمل في ديننا الحنيف على اهتمام واسع، فهذا الفاروق عمر بن الخطاب دخل المسجد النبوي فوجد فيه شخصاً معتكفاً في المسجد وقد تكفل أخوه بمطعمه ومشربه، فقال له أمير المؤمنين: "أخوك خير منك"، فقدم الشخص العامل على العابد ليبين للناس وللرجل أهمية العمل ودوره في بناء المجتمع ودفع عجلة التطور.
ومما سبق يتبين أخي القارئ أهمية العمل، وقد تفطنت قيادة دولة الإمارات منذ بزوغ فجر الاتحاد إلى أهميته، فهذا حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان-طيب الله ثراه- يقول: "سوف يبقى العمل دائماً خالداً، فالإنسان لا يبقى مخلداً، العمل هو الثروة والثروة هي التي تساعدنا على إنجاز العمل وعليكم أن تعرفوا من الذي يعمل من أجل وطنه ومن هم الحريصون على سمعته". وكان نهج الشيخ زايد في العمل محط إعجاب سيدي رئيس الدولة الشيخ خليفة -حفظه الله- فقال: "إنني معجب بشخصية الوالد ونشاطه في عمله المتواصل، إنه أمثولتي الكاملة في الحياة".
واستمر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على خطى المؤسس رحمه الله، فنجح في النهوض بوطننا الغالي إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال عمله المخلص المتواصل، ومما يدل على أهمية العمل علاقته الوثيقة بمفهوم المواطنة الصالحة، فالعمل يعني إنتاجيه لنهضة بالوطن، وهذه والله جوهرة المواطنة الصالحة ومفهومها، لذلك دعا الشيخ زايد رحمه الله تعالى إلى دعم جهود العاملين لبناء الوطن، وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد -حفظه الله- على هذا الارتباط بين العمل ومبادئ المواطنة الصالحة، فقال: "إن العمل هو المعيار الحقيقي للمواطنة هو دليل الإخلاص والولاء وبه يتمايز الناس".
وأختم مقالي المتواضع بنصيحة من ذهب من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد -حفظه الله- يقول فيها: "لا تمارس عملك كموظف بل مارسه كقائد يحب وطنه وكعاشق يعشق صنعته وكفنان يحب فنه. إخلاصك في عملك نهضة لوطنك".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة