الجزائري الأخضر الإبراهيمي.. من وسيط دولي إلى مرمم وطني
الوسيط الأممي والعربي الذي قاد جهود إطفاء لهيب نزاعات حول العالم يجد نفسه اليوم أمام مهمة ترميم المستقبل السياسي لبلاده الجزائر.
دبلوماسي مخضرم ووسيط أممي وعربي لطالما قاد جهود إطفاء لهيب النزاعات والأزمات في عدة مناطق حول العالم.. واليوم، يجد نفسه أمام مهمة ترميم المستقبل السياسي لبلاده.
هو الأخضر الإبراهيمي، الجزائري المنحدر من جيل ثورة التحرير ببلاده، ووزير تقلد مهام خارجية بلاده في أحلك فتراتها، والرجل الذي رفض الترجل من سفينة الجزائر حين كانت مهددة بمخاطر الغرق في تسعينيات القرن الماضي.
هو كل تلك التوليفة الكامنة عند تقاطع الأجيال والأحداث الكبرى سواء في الجزائر أو في العالم العربي، واليوم، ها هو ذا يعود إلى الواجهة من جديد، محمّلا بأصعب مهامه، مفعما بذلك الإصرار اللافت على أنه "لا وجود لوضع ميؤوس" منه.
الحوار الجزائري
"العزيزية" وسر اسم "الإبراهيمي"
الإبراهيمي والدبلوماسية.. رحلة حياة
عقب استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962، تخصص الأخضر الإبراهيمي في المجال الدبلوماسي، مستفيدا من تخصصه الأكاديمي في العلوم السياسية والقانون في جامعات بالجزائر وفرنسا.
عُين بعدها سفيراً للجزائر في المملكة المتحدة بين عامي 1971 و1979، ثم مساعداً للأمين العام للجامعة العربية بين 1984 و1991.
تولى الإبراهيمي حقيبة الخارجية الجزائرية في 1991، أي مع بداية الأزمة السياسية في البلاد، في عهد حكومة مولود حمروش، وبقي في منصبه حتى 1993.
إثر ذلك، التحق الدبلوماسي الجزائري بالأمم المتحدة، وعين مبعوثاً خاصاً إلى عدة مناطق نزاع في العالم، أبرزها لبنان (1989-1992) واليمن (1994) وجنوب أفريقيا ونيجيريا والكاميرون والسودان وهاييتي.
وفي عام 2000، كُلف بمهمة خاصة في الأمم المتحدة أعد من خلالها تقريراً عن عمليات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في العالم، والذي عُرف بتقرير "الأخضر الإبراهيمي".
ولاحقا، عين مبعوثاً أممياً إلى كل من أفغانستان بعد إسقاط حكم طالبان، والعراق بعد سقوط نظام صدام حسين.
وفي عام 2012 عُين مبعوثاً مشتركاً بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا.
وحالياً، يشغل منصب عضو في مجموعة حكماء العالم التي تضم عدداً من زعماء العالم، وتنحصر مهمتها في المساعدة على إيجاد حلول سلمية للأزمات في العالم.
وهو أيضا عضو في مجموعة حكماء الاتحاد الأفريقي، ولجنة الحكماء التي أسسها زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا.
السهل الممتنع
وبحسب العارفين بالخبرة الطويلة للإبراهيمي، فإنها ستكون بمثابة "المفتاح الذي يحل العقدة الموجودة بين المعارضة والسلطة من جهة، وفي صفوف المعارضة نفسها".
غير أن "السهل الممتنع" -بحسب كثيرين في المهمة الجديدة لرفيق بوتفليقة- هو "كسر تلك الصورة" التي ألصقتها به المعارضة الجزائرية بأنه "جزء من النظام"، رغم أن أجندة مهمته الجديدة تتضمن مطالب سابقة لغالبية أقطاب المعارضة، أبرزها تغيير النظام، وتعديل الدستور، وإجراء انتخابات حرة وشفافة تقودها لجنة مستقلة تضم شخصيات "غير مُعينة من قبل الرئاسة"، ونظام انتخابات جديد.