"دماء في الممرات".. ليلة رعب في مستشفى لاس فيجاس بعد الهجوم
مسعفون وجراحون يحكون قصصا عن مشاهد الرعب والدماء ليلة إطلاق النار في لاس فيجاس.
"شعرت بقشعريرة، قلبي اعتصر لأنني علمت أن هذا حقيقي، أن هناك ناسا أصيبوا"، هكذا عبّرت أمبر رات، مسعفة، التي كانت على بعد بضعة أميال عن لاس فيجاس، عند تلقيها اتصال ليل الأحد، يقول إن هناك مطلق نار نشط، وأطلق النار على 20 شخصا على الأقل.
بعد دقائق، دخلت راتو، 26 عاما، مسرح أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة الحديث: حفل موسيقي في الهواء الطلق والعشرات بين قتلى، وآخرون يصارعون الموت، ومئات الجرحى، والآلاف يهربون للنجاة بحياتهم.
في وسط أجواء من الفوضى، راتو وزميلها، اللذان يعملان لشركة إسعاف خاصة، نقلا زوجا وزوجته إلى سيارة الإسعاف؛ حيث أصيبت المرأة في رأسها، بينما أصيب زوجها في بطنه وكانت حالته أكثر خطورة.
نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن راتو، قولها: "الزوجان كانا في الخمسين من العمر، كان الزوج مغطى بالدماء، وكان يضع ضمادة على بطنه، حاولت تثبيتها بقوة وبدأت في إعطائه محلولا وريديا لمحاولة إبقائه حيا. كانت زوجته تنادي على ابنتهما وتقول إنهما أصيبا لكن كل شيء سيكون بخير. كنت أفكر في أنني آمل هذا. كان جسده شاحبا تماما وكان يدخل في صدمة".
كان ذلك بداية ليلة طويلة مرعبة لأول المستجيبين لحادث لاس فيجاس وكذلك المستشفيات؛ حيث هناك 59 قتيلا، وأكثر من 520 جريحا، وشكوك حول مزيد من الهجمات.
مشاهد مروعة كانت تنتظر راتو في المستشفى التي تحولت ما يشبه منطقة حرب، حيث تقول: "الدماء كانت تغمر الممرات، كانت في كل مكان. كان على الرجل الذهاب مباشرة إلى غرفة الطوارئ؛ لأنه كان مصابا بنزيف داخلي".
راتو كانت مغطاة بالدماء، وعاد زميلها إلى موقع الحفل، مستعدا لإطلاق نار، حيث قال: "أطفأت أضواء السيارة الخلفية حتى لا نكون أهدافا". راتو عالجت الناس في موقع الحفل وقامت بتغطية القتلى.
كانت المستشفيات متروكة لتتعامل مع نتائج ما فعله ستيفن بادوك، منفذ الحادث.
قال روبرت سميث، وهو أخصائي قلب وأوعية دموية بالمركز الطبي الجامعي في جنوب نيفادا، إن الوضع كان سيئا حتى قبل وصوله إلى غرفة الطوارئ، مضيفا: "دماء على أرض موقف السيارات، آثار دماء على بعد 20 قدما من المدخل؛ كان هذا هو المكان الذي ينزلون الناس فيه".
البعض كانوا مصابين بعدة جروح في الوجه والرأس والصدر والجسم والذراعين والأيدي، والبعض الآخر كان لديهم جرح واحد أو سحجات تشهد على حادث إطلاق النار العشوائي.
وقال جاي كواتس، جراح، لوكالة "أسوشيتد برس": "لم أعلم من الذي أجري له العملية، كانوا يأتون بسرعة كبيرة، كنا نهتم بالجثامين، كنا نحاول إبقاء الناس على قيد الحياة. كانت كل الأسرة مشغولة، كان هناك ناس في الممرات، وناس في الخارج، والمزيد كانوا يأتون للداخل".
الإصابات البالغة والمرعبة على طاولة العمليات كانت تخبره أن حادث إطلاق النار هذا مختلف، وقال: "كان الواضح من أول مريض أجريت له عملية أن هذا سلاحا ذو قدرة عالية. لم يكن سلاح عاديًا. كان سلاح سبب الكثير من الضرر عندما اخترق تجويف الجسد".
وقالت المسعفة راتو، إنها على الرغم من محاولة تعاملها مع هذا الرعب لكنها شعرت بالفخر، مضيفة: "توفي الكثيرون لكننا أنقذنا الكثيرين، أشعر أنني محظوظة، لدي أفضل زملاء في العالم".